أسرار إضافيّة... شقيق زوجة خامنئي خطّط للسفر الى إسرائيل عن طريق تركيا!

في أي خانة يُمكن تصنيف ما يواصل الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد كشفه من أسرار، عن نظام شكّل هو، في يوم من الأيام، أحد أبرز رؤوسه، وذلك رغم انتهاء الإنتخابات الرئاسيّة الإيرانيّة؟

فنجاد كشف أن مدير "إذاعة الجمهورية الإسلامية" في عهده (نجاد) حسن خجستة، وهو شقيق زوجة "مرشد الجمهورية" علي خامنئي، حلّ لأسبوعَيْن ضيفاً على شركة إسرائيلية في الهند، وكان يعتزم السفر إلى تل أبيب عن طريق تركيا، فعزله (نجاد) من منصب مدير الإذاعة، وأمر باتّخاذ الإجراءات اللازمة لمنعه من السفر إلى إسرائيل، لإنقاذه من الفضيحة.

أسرار

وبما أن لا شيء صدفة في إيران، حيث لا ديموقراطيّة حقيقية، كيف يُمكن النّظر الى تلك الفضيحة، لا سيّما أنها أتت على مسافة وقت قليل من كشف نجاد نفسه أن مسؤول مكافحة إسرائيل في وزارة الأمن الإيرانية هو جاسوس لإسرائيل، وساهم في سرقة الوثائق السرية حول البرنامج النووي الإيراني؟ وماذا عن واقع أن رئيساً إيرانياً سابقاً ومتشدّداً، يكشف ما يكشفه من أسرار إيرانية مع إسرائيل؟ 

وضوح الشمس

أشار العميد الركن نزار عبد القادر الى أن "رغم انتماء نجاد الى النّظام الإيراني المتشدّد، إلا أنه مُنِع من خوض الإنتخابات الرئاسية من جديد. وهذا سبب مباشر لاعتماده سلوك "الحَرَد"، ومقاطعة المحيط المتشدّد. ولذلك، وصلت به الحالة الى الكشف عن إسم كان يريد زيارة إسرائيل، رغم أنه من "البطانة" القريبة جداًّ من "المرشد الأعلى" علي خامنئي".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "عمليات الإختراق الإسرائيلية داخل إيران واضحة وضوح الشمس. فلو لم يَكُن لدى تل أبيب بنية إستخباراتية وأمنية ناجعة هناك، لما كانت تمكّنت من سرقة أرشيف يتعلّق بالبرنامج النووي الإيراني، أي انها وصلت الى مكان حصين، وبحريّة تامة، ونقلت ما نقلته الى أراضيها (إسرائيل). والعالم كلّه ينتظر معرفة تفاصيل طريقة نقل هذا الأرشيف الكبير".

وأضاف:"العمليات التي تمّت سواء في منشأة "نطنز"، أو الإغتيالات التي طالت شخصيات بارزة، وأبرزها أب البرنامج النووي (محسن فخري زاده)، كلّها تؤشّر الى وجود عملاء داخل إيران. وبالتالي، ما يكشفه نجاد يقع ضمن المصالح الشخصية المُتناقِضَة مع النظام، ولا يقدّم جديداً غير معروف عن قدرة إسرائيل على اختراق إيران". 

جالية يهودية

وأوضح عبد القادر أن "العمليات السيبرانية التي تشنّها إسرائيل ضدّ المنشآت النووية الإيرانية تدلّ على دراسات مبنيّة على معلومات دقيقة، يقدّمها عملاء على الأرض، من أجل التمكُّن من فَهْم النظام السيبراني الإيراني، وتحديد نقاط الضّعف التي يمكن اختراقها، لتدمير بعض المنشآت الحسّاسة".

وتابع:"نحن نعلم أن هناك جالية يهودية لا تزال موجودة في إيران. وهذه الجالية لديها قدرات خاصة بها، وصداقات، دون أدنى شكّ، وبإمكانها التحرّك داخل إيران، لتجنيد وحماية العملاء". 

إعدام

وردّاً على سؤال حول أسباب عَدَم تعرّض نجاد للسّجن أو الإعدام، رغم كلّ ما يكشفه، أجاب عبد القادر:"نجاد كان رئيساً مدّة ثماني سنوات، وقبلها عمدة للعاصمة طهران، ولديه شعبية معيّنة، وارتباطات، وهو يحفظ أسراراً خطيرة جدّاً عن النظام. ولذلك، ليس من صالح إيران الدخول في عمليات سريعة، لتصفية حسابات بين مختلف التيارات التي تشكل "البطانة" الداخلية لنظام الملالي". 

سياسات معقّدة

وتعليقاً على حَجْب واشنطن مواقع إلكترونية إيرانيّة، أشار عبد القادر الى أن "وقف البرامج التي تستعملها وسائل إعلام إيرانية دولياً، وخصوصاً الفضائيات، من خلال إلغاء هذه المواقع التي تستعملها طهران على شبكات الإنترنت الأميركية، تصبّ في سياق الاستراتيجية الأميركية لتجزئة نظام العقوبات على إيران".

وقال:"صحيح أن واشنطن ترفع بعض العقوبات مقابل تأمين الظروف اللازمة لوقف طهران خروقاتها النووية منذ عام 2019، وحتى اليوم، ولكنها تفرض عقوبات جديدة في هذا الإتجاه أو ذاك، لتهدئة معارضة الحزب "الجمهوري" وبعض المتصلّبين داخل الحزب "الديموقراطي"، الذين لا يريدون الإسراع في رفع العقوبات. كما لأسباب تتعلّق بحلفاء واشنطن في المنطقة، وخصوصاً إسرائيل".

وختم:"هذه هي السياسات المعقّدة للدول العظمى، التي لديها العُمق الاستراتيجي الذي يمكّنها من القيام بسياسات متعدّدة الوجوه والأذرُع، كما تفعل الولايات المتحدة التي تملك نوعاً من السيطرة الكاملة على كل ما يجري في هذا العالم تقريباً".