أولى الكنائس المارونية في قطر: مار شربل شهادة انفتاح

توشك الاعمال على الانتهاء في الكنيسة المارونية الأولى في الدوحة- قطر. وهي تحمل اسم قديس لبنان الأشهر "مار شربل". الكنيسة التي تُبنى على أرض وهبت لها، ساهم كثر من اللبنانيين والمؤمنين في التبرّع لتشييدها، لتكون شاهدة على احترام كل الأديان والطوائف وخصوصيات إيمانها في قطر.

يقول المطران جوزف نفاع لـ"المدن"، وقد كان زائراً بطريركياً على بلدان شبه الجزيرة العربية عند انطلاق الأعمال في الكنيسة، أن "قطر تضم اليوم آلاف اللبنانيين، وعدد المسيحيين في الخليج عموماً، يفوق أعدادهم في لبنان. لذا، فالكنيسة المارونية تلحق أبناءها لتخدمهم، سواء بالقداديس أو العمادات أو الزواج وغيرها، إضافة إلى إيجاد مساحة مشتركة للتلاقي بين أبناء الجالية".

موارنة الخليج أكثر عدداَ
ويشرح المطران نفاع أن "الكهنة الموارنة في الخليج عموماً، وتحديداً في قطر، يهتمون بكل المسيحيين الناطقين باللغة العربية، سواء كانوا من لبنان أو سوريا أو فلسطين والعراق وغيرها من الدول. وقد كنا في الدوحة نخدم في كنيسة سيدة الوردية التابعة للاتين. واليوم يشرف الراهب المريمي الأب شربل مهنا على الخدمة وعلى بناء كنيسة مار شربل، وستستقبل المؤمنين ابتداء من العام المقبل".

يُذكر أن كنيسة سيدة الوردية هي أول كنيسة كاثوليكية (لاتينية) بُنيت في الدوحة عام 2008 بعد أن تبرّع أمير البلاد السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بالأرض عام 2006. وتضم قطر اليوم عدداً من الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتينية.  

وفي السياق، يثني المطران نفاع على "روح الانفتاح والمحبة واحترام الآخر الذي يعكسه بناء الكنائس".

يضيف نفاع: "الجالية اللبنانية عموماً، والمسيحية بشكل خاص، فرحة جداً بقرب افتتاح الكنيسة التي سيرفع عليها جرساً للمرة الأولى، وسيكون لها قبتين؛ أما قرميدها فمصنوع على شكل "قلّوسة" (capuchon) القديس شربل".

ويشير نفاع إلى أن "معظم الموارنة في قطر من المتعلمين والمنتجين، ووجودهم فاعل على الصعيد الاقتصادي، ويحترمون البلاد المضيفة وقوانينها. هؤلاء يشكلون قيمة مضافة جعلت لهم علاقات وطيدة مع مختلف شرائح المجتمع القطري".

الانفتاح القطري
بحماسة يتحدث الأب شربل مهنا لـ"المدن" عن "تكرّم سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني بالتبرع بأرض تُخصص للكنيسة المارونية، وتقع في مجمع الأديان حيث تتوافر مساحة لجميع الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والأنغليكانية والقبطية والسريانية والهندية وغيرها. وقد كانت رغبة أبينا البطريرك بشارة الراعي أن تكون على اسم القديس شربل". يتابع "تتسع الكنيسة لنحو 1000 شخص يضاف إليها قاعة تتسع لنحو 500 شخص".

يؤكد الأب مهنا أن "لا إحصاءات دقيقة عن عدد اللبنانيين والمسيحيين تحديداً في قطر"، لكنه يشير إلى أن "العدد التقريبي للجالية في قطر حوالى 30 ألف لبناني نحو 70 في المئة منهم تقريباً من المسيحيين، ويشكل عدد الموارنة من بينهم نحو 12 ألفاَ".  

يقدّر مهنا كثيراً "انفتاح قطر في تعزيز التسامح والقبول الديني والاحترام الكامل لكل الشعارات المسيحية داخل أسوار الكنيسة وليس في خارجها. ونحن نضع وزارة الخارجية في أجواء كل نشاط نقوم به ونحصل على الإذن، لأننا نُعتبر كسفارة. والكنيسة تبادل الانفتاح بانفتاح أكبر من ضمن احترام القوانين والتقاليد القطرية".

يشار إلى أن معظم الكنائس التابعة لمختلف الطوائف تشارك بفعالية وبانتظام في المؤتمر السنوي للحوار بين الأديان الذي ينظمه مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان.