الإمارات في القلبين الأقدسين...الشامسي رفع السقف عاليا في الأخوة والإنسانية

في جوٍّ يملأه الأملُ بِغدٍ مشرقٍ لكلّ بني الانسانِ وُلِدَت "وثيقة الأخوّةِ الإنسانيّة" على أرضِ الإماراتِ المباركة لِتكونَ إعلانًا مُشتركًا عن نوايا صادقة فتُصبح دليلًا للأجيالِ القادمةِ يقودُهم إلى ثقافةِ الاحترام المتبادل.

 

برعاية سعادةِ سفير دولة الإمارات الدّكتور "حمد سعيد الشّامسي" إستضافَت ثانويّة القلبين الأقدسين - الجديدة، طاولةَ حوارٍ أدارَتها الإعلاميّة "نادين كفوري" وضمّت إلى جانبِ السّفير، الأمين العام للّقاء الإسلاميّ المسيحيّ "حول مريم" فضيلة الشّيخ "محمّد النّقري"، ومديرة مركز الأبحاثِ والدّراسات في العلاقات الإسلاميّة المسيحيّة الدّكتورة "رُلى تلحوق"، ومنسّقة قسم الالتزام المجتمعيّ في مؤسّسة أديان السّيّدة "آنّا ماريّا ضو"، وذلك للإضاءةِ على ما تَحويهِ هذه الوثيقة من قيمٍ روحيّةٍ ولقراءةٍ تحليليّةٍ للعواملِ الّتي حضّرَت لهذه الوثيقةِ مع كيفيّةِ تفعيلِ تبنّيها وتطبيقها في مُجتمعاتِنا العربيّةِ عامةً واللّبنانيّة خاصّة.

 

إفتتِحَ اللّقاءُ بالنّشيدين الوطنيَين اللّبنانيّ والإماراتيّ وبنشيد "بشراكِ يا مريم"من إنشاد متعلّمي جمّعيّة المبرّات، وقد حضرَه إلى جانبِ الأخت المديرة "كارولين الرّاعي"، النائب الياس حنكش وشخصيّات سياسيّة ودينيّة ومدنيّة وإعلاميّة والهيئتان التّعليميّة والإداريّة ولجنة الأهلين ومتعلّمو الصّفوف الثّانويّة وقدامى الثّانويّة.
شدّد المنتدون خلال النّدوة على ضرورة تقبّل الآخر في مجتمعاتنا وتعزيز ثقافة التّواصل وعدم كون الأديان مثيرةً للعنفِ وإراقة الدّماء فالأخوّةُ الإنسانيّة لا تقتصرُ على مكانٍ أو زمان أو عقيدة أو لون وضرورة المواطنة كدعوةٍ للإندماج الإيجابيّ في المجتمعات، فالجميع في الوطن هم مواطنون، فالله يُريدُنا أن نعيشَ في سلام مع الآخرين ومن أجل الآخرين ولا بُدّ من بثّ القناعات الرّاسخة في الضّمير الإنسانيّ حول التّعليم الصّحيح للأديانِ الّتي تدعو إلى التّمسّك بقيم السّلامِ وإعلاء قيم الأخوّة الإنسانيّة والعيش المشترك.

 

وقد جسّدت هذا التّعايش المرنّمة "جوانا قزما" من خلال إنشادها ترتيلة "يا مريم البكر فقتِ" تخللّتها بعض الآيات القرآنيّة كما كان لشهادة الحياة الّتي تلتها كلٌّ من "لارا خوري" من قدامى ثانويّتنا و"ملك قانصوه" من ثانويّة الإمام الحسن، الأثر الكبير بين الحاضرين دعتا من خلالها إلى تقبّل الآخر المختلف ولقائه بفرح فما يجمعنا هو وطن واحد لا غير.

 

في ختام اللّقاء كان لا بدّ من تلاوة شِرعة الأخوّة الإنسانيّة الّتي أقرّتها الأسرة التّربويّة في ثانويّتنا وتناولت بنودًا حول الطبيعة الإنسانيّة والتّديّن المستنير والسّلام والحريّة والعدالة والحوار البنّاء والسّياسة الحكيمة والمواطنة الفاعلة. وقد أهدت الأخت المديرة هذه الشّرعة إلى المنتدين بعد شكرهم على تلبية الدّعوة وقد خصّت بالشّكر دولة الإمارات بشخص سعادة السّفير الّذي قدّم لها مُجسّم سنة التسامح الامارتية كهديّة تذكاريّة وتمنّت لو انطلقت رسالة الحوار من لبنان وأن يُصار إلى إقامة توأمة بين المدارس اللّبنانيّة والمدارس الإماراتيّة وإلى تعريف المتعلّمين على هذه الوثيقة في كل المؤسسات التربوية والجامعية، آملة أن تبدأَ معَ هذه الوثيقةِ صفحة جديدة لإيصالِ رسالة المحبّةِ والسّلامِ والتعايش.