الاستقلال الثمانون تعمّد بالدم... لبنان مثقَل بالأزمات والتوتر الحدودي اليومي

يوم جنوبي دامٍ يطبع ذكرى عيد الاستقلال هذا العام، فقد شهد الجنوب يوم أمس واحد من أعنف الاعتداءات الإسرائيلية على أهله، سقط ضحيتها 7 شهداء، بينهم الزميلان في قناة الميادين فرح عمر وربيع المعماري، في رسالة اجرامية جديدة بحق الإعلام لإسكات كل صوت يفضح دموية هذا الكيان المجرم.

استهداف الزميلين فرح وربيع هو هجوم جديد يُضاف إلى سجل جرائم العدو ضد الصحافة، وهو المنهج الذي يتبعه قادة إسرائيل في غزّة ولبنان مع استشهاد عشرات الصحافيين وذويهم، بينهم اللبناني عصام عبدالله.

تُصر إسرائيل على استهداف الصحافة، لأنّهم العين التي تنقل صورة فظاعة الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين، ولأنّهم بدّلوا من خلال المشاهد التي بثّوها جزءاً كبيراً من الرأي العام العالمي الذي كان يُناصر إسرائيل سابقاً، وبات يدعم الفلسطينيين، نتيجة فضح المجازر التي تنفّذها إسرائيل يومياً.

نقيب المحرّرين جوزيف القصيفي أشار إلى أن "إسرائيل تتعمّد استهداف الصحافيين عن سابق تصوّر وتصميم بقرار من الكابينيت الإسرائيلي، لأنّهم يريدون قتل كل من ينقل الصورة الحقيقية لحرب غزّة وفظاعة الإجرام الإسرائيلي، وثمّة ربط بين استهداف طاقم "الميادين" في لبنان ومنع بث القناة في فلسطين المحتلّة".

وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، أكّد القصيفي التزام فريق "الميادين ومختلف الصحافيين بشروط السلامة الواجب اتباعها"، لكنه لفت إلى انتهاك إسرائيل المواثيق والقرارات الدولية التي تحمي الصحافيين، وذلك لأنها أُصيبت بنكسة جرّاء التحوّل الذي حصل في الرأي العام العالمي ضدها.

وفي ختام حديثه، دعا القصيفي الصحافيين للالتزام الدائم بالإجراءات الوقائية.

بالعودة إلى الملفات الداخلية، فإن أي جديد لم يطرأ على الملف الأكثر سخونة، وهو قيادة الجيش، ولم يتم الكشف عن أي حل للمعضلة في ظل توافر عدد من الخيارات، إلّا أن الاتصالات جارية ومستمرة في الأيام القليلة المقبلة من أجل إنضاج الملف أكثر والخروج بحلول قريباً.

إذاً، يعود عيد الاستقلال هذا العام ولبنان مُثقل بأصعب التحديات، في ظل فراغ مستشرٍ في مختلف المواقع الدستورية، ما يزيد من ضعف موقع لبنان، لذا فإن جميع القيادات السياسية مدعوة إلى الخروج من الزواريب الضيقة والبدء بانجاز الاستحقاقات.