الاشتباكات متواصلة داخل مخيم عين الحلوة ومحاولات للتهدئة

تصاعدت وتيرة الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة مساء، ما أدى إلى اشتعال النيران في مسجد زين العابدين في حي الطوارئ بالمخيم ، كما تسبب انفجارقذيفة فوق مستوصف أبو مرعي في الهلاليه بتحطم زجاج في المبنى، وسادت حالة هلع بين سكان المنطقة، في حين افادت المعلومات عن اتصالات تتم بين الأطراف للوصول الى وقف اطلاق النار .

واسفرت الاشتباكات التي تتقدم وتتراجع حدتها داخل المخيم عن مقتل ستة اشخاص وجرح اكثر من ثلاثين شخصا منذ اندلاعها امس، ومن بين القتلى القيادي في حركة فتح العميد ابو اشرف العرموشي ومرافقيه، فيما تتركز الاشتباكات على محاور البركسات معقل فتح - الطوارئ معقل الاسلاميين والبركسات - الصفصاف وامتدت الى جبل الحليب معقل فتح- حي حطين معقل الاسلاميين وتستخدم فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.

الى ذلك، أفادت الوكالة الوطنية للاعلام عن إصابة حاجز للجيش اللبناني عند منطقة التعمير جراء استمرار الإشتباكات، كما شهد المخيم حركة نزوح للأهالي باتجاه جامع الموصللي الكائن في التعمير، خوفاً من عدم توقف إطلاق النار.

هذا وطاول الرصاص الطائش احياء ومنازل في مدينة صيدا وكذلك انفجر عدد من القذائف في محيط المخيم ما ادى الى وقوع اصابات خارج نطاقه، في وقت يجري اخلاء مستشفى صيدا الحكومي ونقل المرضى الى مستشفيات اخرى.

كذلك اسفرت الاشتباكات عن تضرر واحتراق منازل وسيارات داخل وفي محيط المخيم.

وفي وقت سابق، عملت القوى الأمنية على إقفال كل الطرق المؤدّية إلى جوار ومحيط المخيم.

الجيش اللبناني يحذّر: اي خطر يطال مراكزنا سنرد عليه بالمثل

الى هذا، "صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان التالي:

"بتاريخ 30 / 7 / 2023، وعلى أثر وقوع اشتباكات داخل مخيم عين الحلوة - صيدا، سقطت قذيفة في أحد المراكز العسكرية كما تعرضت مراكز ونقاط مراقبة تابعة للجيش لإطلاق نار، ما أدى إلى إصابة عدد من العسكريين بجروح.

تحذّر قيادة الجيش من مغبة تعريض المراكز العسكرية وعناصرها للخطر مهما كانت الأسباب، وتؤكد أن الجيش سيرد على مصادر النيران بالمثل".

قيادي فلسطيني: نعمل للوصول الى وقف شامل لاطلاق النار

الى ذلك، قال القيادي في حركة فتح منير المقدح ضمن برنامج "الأحد مع ماريو" عبر LBCI: "تواصلنا مع الجيش اللبناني قائم ومستمر، وقرار حركة فتح هو وقف اطلاق النار ومن ثمّ تشكيل لجنة تحقيق في الاغتيال وما حصل اليوم لا يشكل خطرا على المخيّم ولا على المحيط".

أضاف:"الجهود مستمرة لوقف اطلاق النار وتم سحب المسلحين ونعمل على الأمور للوصول الى وقف شامل لاطلاق النار في المخيم قبل الصباح وهذا هو التوجه".

إقفال في صيدا غدا

في السياق، أعلن رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران في بيان عن "إقفال فروع الجامعة في صيدا يوم غد الاثنين بسبب الاوضاع الامنية المستجدة في صيدا وحرصاً على سلامة الطلاب والعاملين، على ان تصدر رئاسة الجامعة اللبنانية بيانات لاحقة وفق تطور الاوضاع، وهي تتمنى للجميع السلامة والأمان".

كما أعلن رئيس جمعية "المقاصد الخيرية الإسلامية" في صيدا محمد فايز البزري في بيان "إقفال مكتب ومدارس الجمعية يوم غد الاثنين، بسبب الأوضاع الأمنية المستجدة في صيدا، وذلك حرصاً على سلامة الطلاب وجميع العاملين، على أن يصدر رئيس الجمعية بالتشاور مع المجلس الإداري، بيانات لاحقة وفق تطور الأوضاع، متمنياً  للجميع السلامة والأمان وأخذ الحيطة والحذر."

الى ذلك، أعلنت وكالة الأونروا تعليق خدماتها في مخيم عين الحلوة غدا، وقالت:  "في ضوء الأحداث الجارية في مخيم عين الحلوة واستخدام الأسلحة الثقيلة، قررت الأونروا تعليق جميع خدماتها وعملياتها في المخيم يوم غد"، لافتة الى ان "التقارير تشير إلى مقتل ستة أشخاص حتى الآن والوضع ما يزال غير مستقر. اضافة الى ذلك، تعرضت مدرستان تابعتان للأونروا تستوعبان حوالى 2000 طالب لأضرار".

وشددت الأونروا على "ضرورة الوقف الفوري لهذه الاشتباكات حماية للمدنيين"، داعية جميع الأطراف المعنية إلى "احترام حرمة مباني الأمم المتحدة"، مؤكدة انها "ستواصل مراقبة تطورات الوضع وستقدم تحديثات عن خدماتها وفقا لذلك".

الرئاسة الفلسطينية: اشتباكات عين الحلوة عبث بالأمن اللبناني

ولاحقا، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن الاشتباكات التي شهدها مخيم عين الحلوة "تجاوز لكل الخطوط الحمراء وعبث بالأمن اللبناني".

وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان مساء الأحد: "ما حدث من مجزرة بشعة واغتيال غادر وإرهابي لمناضلين من قوات الأمن الوطني أثناء أدائهم واجباتهم الوطنية في الحفاظ على صون الأمن والأمان لشعبنا في مخيم عين الحلوة، والسهر على أمن الجوار اللبناني، هي تجاوز لكل الخطوط الحمراء وعبث بالأمن اللبناني وأمن المخيم".

واتهم البيان "مجموعات إرهابية متطرفة"، قال إنها "دأبت منذ سنوات العمل على إدخال المخيم في تنفيذ أجندات هدفها النيل من الاستقرار الذي يشهده المخيم".

وقال: "هذا الأمر غير مسموح به، ولن يمر دون محاسبة مرتكبي هذه المجزرة".

وأضافت الرئاسة أن "أمن المخيمات خط أحمر، ومن غير المسموح لأي كان ترويع أبناء شعبنا والعبث بأمنهم".

ودعمت الرئاسة "ما تقوم به الحكومة اللبنانية من أجل فرض النظام والقانون، ونؤكد حرصنا الشديد على سيادة لبنان، بما يشمل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، والحفاظ على الأمن والقانون".

وأضافت: "عملنا طوال السنوات الماضية وبجهد كبير للحفاظ على استتباب الأمن والاستقرار وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية وأجهزتها الرسمية والأمنية، وسنبقى على هذا الطريق للحفاظ على أمن وسيادة لبنان وحماية أبناء شعبنا في المخيمات وتحت سيادة القانون والأمن اللبنانيين".

وكانت مصادر أمنية قالت الأحد إن ما لا يقل عن 6 أشخاص قتلوا في اشتباكات استمرت يومين في مخيم عين الحلوة، حيث قاتلت حركة فتح جماعات منافسة تدعم متشددين.