الرئيس الجميّل: الحوكمة الرشيدة اساس تنمية لبنان وانقاذه من المستنقع الذي يتخبّط به

شدد الرئيس أمين الجميّل على اهمية التكامل بين بيت المستقبل والجامعة اللبنانية، داعياً الى تشجيع هذا التكامل واللقاء بين الوسط الاكاديمي البحثي والطلاب بهدف تعزيز الثقافة التي نسعى إليها في لبنان، اضافة الى تعزيز حسّ المسؤولية والمعرفة لدى الطلاب، وعلى صعيد مراكز البحوث كبيت المستقبل وغيره، وعلى صعيد الجامعة اللبنانية، ليكتمل بذلك المثلث الذي هو اساس لمستقبل لبنان.

الرئيس الجميّل وفي كلمة ألقاها خلال محاضرة في بيت المستقبل بالتعاون مع الجامعة اللبنانية كلية العلوم الاجتماعية في الرابية بعنوان "الانهيار الاجتماعي والسياسي في لبنان وشروط النهوض"، لفت الى أن هناك 3 مراكز مهمة جداً إذا لم تتكامل مع بعضها لا يمكن ان ينمو لبنان ويتطوّر ويعزز حضوره ودوره على الصعيد العام.

وتابع "أولاً موضوع التربية والعائلة الذي يؤدي الى الحوكمة الرشيدة التي هي اساس تنمية لبنان وانقاذه وانتشاله من المستنقع الذي يتخبّط به اليوم"، مشيراً الى انه عندما تتداعى أسس المنزل تنهار جدرانه، وعندما تتداعى الاسس التي قام عليها الوطن تتشظى معها الدولة وتنهار كل مقوماتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وأردف "كلمة انكماش وصف أصحّ للمرحلة التي نعيش فيها، والقصد من الندوة ليس مزيداً من الإحباط والتراجع بقدر ما هو الحث للتبصّر في احوالنا في وقت باتت فيه السياسية تطغى على أمور أخرى قد تكون أكثر اهمية واشد تأثيرا على حال البلاد والعباد."

وسأل "اي مكان أفضل من الجامعة اللبنانية لمحاولة الالمام بمشاكلنا وقراءتها قراءة موضوعية لايجاد الأطر الصحيحة لمعالجتها؟" وتابع "ليس مستغرباً بعد السنوات الطويلة من النزاعات والحروب والاحتلالات والفراغات السياسية التي وسمت اكثر من نصف قرن من تاريخ لبنان الحديث ان يصاب المجتمع اللبناني بأكثر من علات ووهم. فالعلاقة بين السياسة والمجتمع هي علاقة تفاعلية اذا وهنت الاولى وهنت الثانية، وكلما كانت الأولى متماسكة ورشيدة كانت الثانية متماسكة ورشيدة".

وشدد على ان اهتزاز العائلة طال المجتمع برمته، فبدأنا نشعر أن وضعه معتل وغير صحيح. واضافة الى تأثيرات الاحوال السياسية والامنية جاءت وسائل التواصل الاجتماعي لتربك العائلة وتزيد من خلل المجتمع اللبناني. وأوضح انه لا ينكر بقوله ايجابيات التكنولوجيا الحديثة وفوائدها الجمة لكن لا بدّ من التنبه الى دورها السلبي في اضعاف تماسك العائلة لا سيما في مجتمعات كلبنان.

وتابع "فلا يسقط من حساباتنا دور التربية في بناء التماسك الاجتماعي، وبالتالي تدعيم التماسك الوطني، وللأسف لا بد لنا من الاعتراف ان وسط الامواج التي تعصف بالبلاد منذ سنوات إنصب اهتمامنا على السياسة والامن والاحوال المعيشية واهملنا التربية، وجاءت عواقب هذا الاهمال وخيمة طالت العقول والنفوس وباتت الاجيال الصاعدة تقرأ في كتب مختلفة تعزز الانتماءات الفرعية والانتماءات الضيقة على حساب الانتماء الوطني الجامع وظهرت شقوق عميقة في المجتمع تهدد وحدة الكيان والوطن."

وأضاف "سياج الوطن سلسلة من الحلقات المتماسكة إذا ضعفت واحدة منها اثرت على باقي الحلقات، اذا تضعدعت السياسة اهتز الاقتصاد، واذا اهتز الاقتصاد وهن المجتمع، بالتالي تداعت التربية والصحة وسائر الخدمات عندها يدفع البلد بأثره الثمن. من هنا يبرز دور الحوكمة الرشيدة التي من دونها لا سبيل للخروج من النفق الذي نمرّ به من سنوات".

وأكد الرئيس الجميّل على دور الجامعة اللبنانية في تصويب الامور، وعلى اهمية العلاقة بين الجامعة ومراكز البحوث التي ينبغي ان تكون تبادلية باتجاهين، بحيث يشارك الطلاب بأنشطة مراكز البحوث كما تستفيد هذه المراكز من الخبرات والكفاءات.

وختم "آمل ان تضيء هذه المساحة من النقاش شمعة في الظلمة التي تحيط بنا، وتفتح الباب امام حلقات وأنشطة مستمرة بين بيت المستقبل والجامعة اللبنانية،" وكشف الرئيس الجميّل ان في 21 اذار المقبل سيكون هناك ندوة مشتركة بين الجامعة وبيت المستقبل في كلية الاعلام حول موضوع "اي مستقبل للصحافة اللبنانية"، أملاً ان تتطور هذه النشاطات وتشمل معظم القطاعات اللبنانية.