الراعي: بفضل السلام الداخلي نبني السلام الخارجي في المجتمع والدولة

ترأس البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم قداسا الهيا، في مدرسة راهبات القلبين الاقدسين في بلدة الحدث، لمناسبة اليوبيل المئوي الاول لتاسيسها، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ممثلا بوزير الدفاع الوطني الياس بوصعب، عاونه المطران بولس مطر راعي أبرشية بيروت والآباء سليم الدكاش بطرس عازار وبيار ابي صالح.

‎حضر الاحتفال النائبان آلان عون وحكمت ديب، السيدة صولانج الجميل، السفير البابوي في لبنان جوزف سبيتيري، الرئيسة العامة للراهبات الام دانييلا حروق، مديرة مدرسة القلبين الاقدسين الاخت سعاد خراط رئيسة المدرسة الأخت باسكال عازار، قدس الاباتي العام رئيس الرهبنة الانطونية مارون أبو جوده رؤساء رعايا المنطقة، الاساتذة والموظفون، لجان الاهل والمعلمين، وحشد من المؤمنين والطلاب. وخدمت القداس جوقة مدرسة راهبات القلبين الاقدسين بقيادة كلير خوري.

‎العظة
بعد الإنجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة بعنوان:"لما رأى يسوع الجموع صعد إلى الجبل، وجلس يعلمهم" (متى5: 1-2)

‎1. هو الرب يسوع، المعلم الإلهي، يعلن في أول تعليم للجموع، إنجيل التطويبات، كدستور للحياة المسيحية قائم على ثلاثة: الفضائل الشخصية، والرسالة في المجتمع، والموقف حيال الصعوبات. وهي تشكل الثقافة المسيحية التي تعلمها ثانوية القلبين الأقدسين، هنا في مدينة الحدث العزيزة، بالإضافة إلى جودة التعليم منذ مئة سنة.

‎2. يسعدني أن أحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية، في مناسبة يوبيل مئة عام على تأسيس هذه الثانوية. ويطيب لي أن أحيي فخامة رئيس الجمهورية واشكره على افادة معالي وزير الدفاع الياس بو صعب لحضوره هذا الاحتفال المهيب، الذي نحمله تحياتنا وصلاتنا الى فخامته وهو الحريص على تربية اجيالنا الجديدة وتعزيز قيمهاالانسانية والروحية والاخلاقية والوطنية، واحيي حضرة الرئيسة العامة الأم دانييلا حروق، وأشكرها على كلمة الترحيب اللطيفة في بداية هذا القداس الإلهي. كما أحيي مديرة الثانوية الأخت سعاد خراط ورئيسة الدير وجمهور الراهبات، والأسرة التربوية، إدارة وهيئة تعليمية وأهالي وطلابا. إنا، إذ نهنئكم بيوبيل المئة سنة للتأسيس، نسأل الله، بشفاعة القديس فرنسيس كسفاريوس شفيع الثانوية، أن يفيض عليكم من قلبي يسوع ومريم نعم محبته ورحمته وحنانه.

‎3. مئة سنة وراهبات القلبين الأقدسين يتعهدن تعليم أجيالنا الطالعة وتربيتهم، في هذه الثانوية التي كانت تتطور وتكبر مع السنين وفقا لحاجات المنطقة، فلبين بذلك طلب أهالي الحدث العزيزة، بروحانية القديس فرنسيس كسفاريوس الرسالية، صامدات بوجه كل الأحداث الصعبة، القريبة والبعيدة، وما خلفت من أضرار في مبانيها وطلابها وأهاليها، بثبات الإيمان وقوة الرجاء وعزيمة الرسالة.

‎4. مئة سنة وراهبات القلبين مع الأسرة التعليمية تواصلن تعليم الرب يسوع على الجبل. فبالإضافة إلى التعليم العلمي بمستواه الرفيع، بحسب تقاليد ومنهج وخبرة مدارس القلبين، قد اعتنين عناية خاصة بتربية شخصية الطالب الذي أوكل إلى هذه الثانوية، ليكون محط آمال والديه، وعضوا فاعلا في المجتمع، ومؤمنا ملتزما في الكنيسة، ومواطنا مخلصا في الدولة. هذه التربية تتأصل في دستور الحياة المسيحية الذي أعلنه الرب يسوع في إنجيل التطويبات المعروف بعظة الجبل. هذا الدستور قائم على ثلاث ركائز: الفضائل الشخصية، والرسالة في المجتمع، والموقف تجاه صعوبات الحياة. وكل ركيزة تحمل ثلاثة أبعاد (راجع متى5، 1-12).

‎5. فالفضائل الشخصية هي روح التجرد المقرون بالتواضع الذي يغنينا بنعم الله: "طوبى للمساكين بالروح، فإن لهم ملكوت السماوات" (الآية 3)؛ والوداعة الظاهرة في اللطف والبساطة في الإيمان والصبر على تحمل الإساءة، لأنها تغني بالقيم الإنسانية: "طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض" (الآية 5)، ونقاوة القلب التي هي الإغتناء بالفضيلة والعيش في التعقل والتقوى، إنها فضيلة ترينا الله: "طوبى لأنقياء القلوب فإنهم يعاينون الله" (الآية 8).

‎6. أما الرسالة المسيحية في المجتمع فهي:

‎أ- الجوع والعطش إلى صنع الخير وبالتالي إلى الله. إنه "الجوع" إلى الخبز النازل من السماء، و"العطش" إلى الماء الحي أي الروح القدس. نصلي في المزمور: "إلى الإله الحي عطشت نفسي، فمتى آتي وأرى وجه الله؟" (مز2:42). هذا الجوع إلى البر يشبع نفس الإنسان وقلبه: "طوبى للجياع والعطاش الى البر، فإنهم سيشبعون" (الآية 6).

‎ب- الرحمة وهي المشاعر الإنسانية التي تتحنن وتساعد بأفعال محبة تجاه أي محتاج ماديا أو روحيا أو معنويا. وهي مغفرة الإساءة، تشبها بالله الغني بالرحمة. إنها الشرط لنحظى برحمة الله: "طوبى للرحماء فإنهم سيرحمون" (الآية 7).

‎ج- صنع السلام. الذي هو أولا إقتناء السلام في داخل القلب ويعطيه المسيح، لأنه هو سلامنا (أفسس 14:2)، الذي لا يعطيه العالم (يو27:14). بفضل هذا السلام الداخلي، نستطيع أن نبني السلام الخارجي في العائلة والمجتمع والدولة. إنه سلام يتجنب الشر والشقاق والنزاع، ويسيطر على كل ما هو سيئ، ويجعلنا أبناء الله وبناته: "طوبى لصانعي السلام، فإنهم أبناء الله يدعون" (الآية 9).

‎7. أخيرا الموقف تجاه صعوبات الحياة الذي يأتي كثمرة للفضائل الشخصية وللقيام بالرسالة في المجتمع. وهو موقف مثلث:

‎أ- الحزن: وهو مرتبط بشريعة المرض والألم والموت من جهة ، وعزاؤه يأتي من النعمة الإلهية التي تساعد وتقوي وتعزي. هذه الآلام تكتسب قيمة خلاصية لأن فيها تتواصل آلام المسيح لفداء العالم. والحزن من جهة أخرى هو الحزن على ما في العالم من خطايا وشرور. فبولس الرسول بكى على كثيرين من الذين خطئوا من قبل، ولم يندموا على ما ارتكبوه من خطايا وشرور (راجع 2 كور21:12). يسوع نفسه بكى على أورشليم، لأنها لم تعرف ساعة افتقادها. عزاء هذا الحزن يأتي عندما يتوقف ارتكاب الشر: "طوبى للحزانى، فإنهم يعزون" (الآية 4).

ب- الإضطهاد من أجل الحق. إنه الإضطهاد بسبب الإيمان بالمسيح، وبسبب السعي إلى الخير بوجه الشر، والعدالة بوجه الظلم، والحقيقة بوجه الكذب، والسلام بوجه النزاع. إكليل هذا الاضطهاد، هو التنعم في ملكوت السماء: "طوبى للمضطهدين من أجل البر، فإن لهم ملكوت السماوات" (الآية 10).

‎ج- التعيير الكاذب من أجل المسيح. يقتضي الصبر، وهو نوع آخر من الاضطهاد، الذي ليس دائما بالعلن والمباشر، وقد يكون بتكذيب الشهادة المسيحية وعدم قبول تعليم الكنيسة، وبانتقاده، وبعدم التقيد به، أو بكلام السوء في اللقاءات الخاصة. أمام هذا الاضطهاد يدعونا الرب يسوع لنتشبه بالأنبياء الذين شهدوا لكلام الله بشجاعة وجرأة، ولنفرح ونبتهج لأن إكليل المجد محفوظ لنا في السماء (الآيتان 11 و 12).

‎8. دستور الحياة المسيحية هذا موجه إلى كل انسان عامة والى كل مسيحي خاصة، لكي يتقيد به كروح ينعشه في حياته وأعماله ونشاطاته، وكثقافة ينشرها على المستوى الإجتماعي والوطني، فيعيش فرح الإنجيل والإنتماء إلى الدين المسيحي. ونرجو أن يكون هذا الدستور الروحي مدرسة للجماعة السياسية إلى جانب الدستور اللبناني. ففيما الدستور الوطني يشكل الطريق لبناء الدولة وإحياء مؤسساتها العامة، فإن الدستور الروحي يغني الجماعة السياسية والسلطة بالقيم الأخلاقية والإنسانية، ويعطي نكهة لنشاطها. أليس صاحب السلطة بحاجة إلى التجرد والوداعة ونقاوة القلب، لكي يكون مؤهلا كأرض طيبة لقبول ما يلقى عليه من مسؤولية، فيعطي ثمارا وفيرة؟ وهل من رسالة أسمى من السعي الدؤوب إلى توفير الخير العام، والرحمة تجاه حاجات الشعب إلى تأمين حقوقه الأساسية لعيش كريم، وحاجات المظلومين إلى عدالة تنصفهم؟ وإحلال السلام القائم على الحقيقة والمحبة والعدالة والحرية، وإطفاء كل نزاع، والعمل على حل النزاعات بالمصالحة؟ وكيف تستطيع السلطة العامة القيام بواجباتها الدستورية والقانونية، إذا لم تتصف بتحمل الألم المعنوي بصبر والاضطهاد والتشهير الكاذب والرفض؟ فكما أن الجسد من دون روح ميت، كذلك الحياة السياسية ميتة من دون دستور روحي أعلنه إنجيل التطويبات.

‎9. إن المدرسة الكاثوليكية، وعلى الأخص ثانوية القلبين الأقدسين في الحدث التي تجمعنا في يوبيل مئة سنة على تأسيسها، مدعوة لتعلم دستور الحياة المسيحية إلى جانب جودة العلوم والمعرفة. فتنال هذه نكهة وروحا ومعنى. فكل شيء في حياة الدنيا، وفي طليعته سر الإنسان، يبقى لغزا، ما لم يستنر بنور الكلمة الإلهي الذي صار بشرا (الدستور الراعوي: الكنيسة في عالم اليوم، 22 ؛ يو14:1).

‎نصلي في هذا اليوبيل من أجل هذه الثانوية، راهبات وإدارة، وهيئة تعليمية، وطلابا وأهلا وموظفين، ملتمسين لهم فيض النعم الإلهية والإزدهار الدائم. ونصلي من أجل رهبانية قلبي يسوع ومريم الساعية دائما إلى كمال المحبة على خطى المسيح منذ مئة وستين سنة، من أجل رئيستها العامة ومجلسها وسائر الراهبات والمؤسسات التابعة لها، لكي تظل محبتهن للمسيح وللكنيسة بكل أبنائها وبناتها، بقلبي يسوع ومريم، ونلتمس لها دوام النمو بدعوات مقدسة. ونصلي من أجل مدينة الحدث بمسؤوليها وشعبها، مع شكري من كل القلب للاستقبال الشعبي الذي نظمه مشكورا رئيس بلديتها ومجلسه سائلا الله أن يفيض عليكم جميعا نعمه وبركاته. نصلي من اجل المسؤولين عندنا وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية لكي يقود البلاد الى ميناء خلاصه. وليتمجد دائما الثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

في ختام القداس قدمت مديرة المدرسة الأم سعاد خراط دروعا تكريمية لكل من صاحب الغبطة وفخامة رئيس الجمهورية تسلمها نيابة عنه الوزير بو صعب والمطران مطر ورئيس بلدية الحدث~.

خراط
وكانت خراط القت كلمة شكرت فيها البطريرك الراعي على حضوره وبركته التي منحها للجميع وقالت:"انها فرحة تغمر قلوبنا بحضوركم يا صاحب الغبطة بيننا تشاركوننا فرحة اليوبيل المئوي وحضوركم الذي اغنى هذا الاحتفال ببركاته فتجلت دعوتنا الرسولية بينكم. ندعو ليبقى صوتكم حاملا البشارة. شرف ان يتمثل فخامة رئيس الجمهورية بيننا بشخص معالي الوزير بو صعب وعلى مقربة من قصر الشعب حيث يقود سفينة الوطن الى ميناء الخلاص. نسألكم معالي الوزير ان تنقلوا الى فخامته عمق امتناننا لهذه المحبة وصلاة اهل الحدت لكي يوفق بقيادة البلاد".

ثم توجهت الى السفير البابوي وقالت:"بفرح وفخر نستقبلكم اليوم وبعاطفة كبيرة وتأثر شديد تلقينا بركة قداسة البابا فرنسيس الاي غمرتنا جميعا بهذه النعمة. نشكر الله على نعمه التي رافقت رهبانيتنا منذ تأسيسها الى يومنا الحاضر ونرفع صلواتنا متمنين دوام الصحة والعافية والعطاء لكل القامات الدينية والمدنية الحاضرة بيننا".

دروع تكريمية
في ختام القداس قدمت مديرة المدرسة الأم سعاد خراط دروعا تكريمية لكل من صاحب الغبطة وفخامة رئيس الجمهورية تسلمها نيابة عنه الوزير بو صعب والمطران مطر ورئيس بلدية الحدث

سييتيري
هذا وكان السفير البابوي جوزيف سبيتيري قد منح الأم الرئيسة سعاد خراط والمدرسة وراهبات اليسوعية باسم قداسة البابا فرنسيس البركة الرسولية وقال: "ان البابا فرنسيس اليسوعي الذي تعني له هذه الرهبنة الكثير يمنحكم بركته الرسولية سائلا الله ان يطل نعمه الكثيرة عليكم بشفاعة العذراء مريم".

استقبال شعبي
وكانت بلدية الحدث قد نظمت استقبالا حاشدا لغبطته والوفد المرافق حيث رفعت الإعلام اللبنانية والبطريركية في ساحة شهداء الحدث بمشاركة الحركات الكشفية والرسولية وحشد من المؤمنين من البلدة والبلدات المجاورة. وكان في الاستقبال النائب حكمت ديب ورئيس البلدية وفعاليات رسمية واجتماعية وثقافية. وقد انشد التينور بشارة مفرج الترانيم الدينية ورافقه عزفا فادي خليل.

عون
وألقى رئيس البلدية جورج عون كلمة ترحيبية قال فيها:" بقرع اجراس سيدة الحدت وفي مستهل الشهر المريمي المبارك خص الله الحدت واهلها ببركة ونعمة استقبال غبطة ابينا بطريرك انطاكية وسائر المشرق الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. فباسمي الشخصي وباسم زملائي اعضاء مجلس بلدية الحدت واهلي الحدتيين اتوجه الى غبطتكم مرحبا ومرددا " مبارك الآتي باسم الرب " حاضرا معنا ومشاركا في احتفال اليوبيل المئوي لثانوية راهبات القلبين الاقدسين".

واضاف:"عندما نحتفل بمئوية الثانوية يحضر ايضا وتلقائيا في وجداننا واقع تجذرنا في هذه الارض المباركة ارض تعمدت بسيل من دماء الاجداد والآباء وعندما نقف مستقبلين غبطة ابينا البطريرك في ساحة شهداء الحدت لا يستطيع نظرنا ان يشيح عن المسيح القائم من بين الاموات رافعا معه شهداءنا. من هنا ومن اما هذا النصب المقدس، وعلى مسافة امتار من صليب سيدة الحدت وامام الله وابينا البطريرك اكرر ما اقسمنا عليه بالمحافظة على الارض والهوية".

حروق
ثم القت الأم حروق كلمة قالت فيها:"نجتمع اليوم لنزين العطاء ونكلله بالفرح!
فلنفرح إذا ولنبتهج لأن عرس الحمل قد حضر وعروسه هيأت نفسها لاستقبال فخامة رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، ملاكا حارسا، ومشيرا أمينا، نعتز بحضوركم، يا فخامة الرئيس، وبصحبكم نيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، ننعم ببركتكم. فأنت تلميذنا المميز وصديق رهبانيتنا. نفخر برعايتكم هذا اليوبيل المبارك، ونجدد القسم أمام الثالوث الأقدس:
فالآب، عناية ربانية، سهرت على رهبانيتنا، لمئة وست وستين سنة، والكلمة صار جسدا وحل في نفوسنا وقلوبنا ونعمت برحمته تعالى أخواتنا المتنيحات على رجاء القيامة وكل الراهبات المناضلات.
والروح القدس الذي ألهمنا لمتابعة مسيرتنا، في كل الحقول الرسولية بروح المسؤولية والخلق والإبداع.
لا أنسى أمنا مريم، حارسة هذه الكرمة، نحن المريمات في بكفيا وبنات قلب يسوع في زحله، ندين للقلبين الأقدسين برعايتها لنا ولكل مؤسساتنا المنتشرة في لبنان وسوريا والمغرب والتشاد وباريس.فأمنا مريم هي التي همست لابنها، في عرس قانا الجليل :" ليس عندهم خمر"، وكانت المعجزة الأولى !!! وارتشف الجمع الخمر الطيب وابتهج الكل بعرس الحمل!!!
فلنفرح ولنبتهج !!!
أحبائي، يحلو لي دائما أن أردد :" الكل يحب بقلب واحد وأما نحن فبالقلبين : بقلب يسوع وبقلب مريم. بقلب الإنسان وبقلب لبنان : وجوه مشرقة، عقول نيرة، وقلوب نابضة!!!
تعمدت ثانويتنا هنا في الحدت منذ مئة سنة على اسم شفيعها القديس فرنسيس كسفاريوس اليسوعي، فكله غيرة رسولية وانفتاح. حط رحاله في بلاد الهند، وأصبح رسول سلام وهداية ودمغ رسالته بغيرة الإيمان وشغف الرجاء.
تعيد الثانوية بأكملها اليوم : رئيسة الدير والراهبات، ومديرة الثانوية، والأسرة التعليمية والتربوية، الإدارة، ولجنة الأهل، أطفالنا وشبيبتنا، والعمال "وكلنا عمال عند رب عمل واحد وهو لبنان " !!! (الشاعر سعيد عقل).
الشكر لكم جميعا، يا أحباءنا ! وشكر خاص للسيدة الأولى، ناديا شامي عون، الزحلاوية المنشأ، وأنتم يا أهل الحدت الكرام وأخص بالذكر الأكليروس والوزراء والنواب ورئيس البلدية المحب والغيور.

عشتم فخامة رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون !
عشتم نيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق الكلي الطوبى !
عشتم جميعا، عاشت الحدت وعاش لبنان!!!"
الراعي
بدوره ألقى غبطته كلمة شكر فيها لرئيس البلدية ولراهبات القلبين الاقدسين ولاهالي وسكان منطقة الحدت وقال :"ان حرصك مع المجلس البلدي على ان تبقى الحدت صامدة بحضورها ورسالتها واهلها من اجل اغتناء المجتمع اللبناني ونحن لطالما اتينا الى هذه البلدة سواء لمواساتكم بغياب احبة او سواء لتذكار شهدائنا الذين اراقوا دماءهم وماتوا لنحيا. هذه الدماء تشكل دعوة لنا لنلتزم بوطنية اكثر بوطننا لبنان فلا يمكن القول بأننا نتقوقع او نحن نحبذ الطائفية وانما نقول نحن كمسيحيين وكمسلمين يجب ان نحافظ على ارضنا وهويتنا".

واضاف:"احيي وطنيتكم وغيرتكم على هذه البلدة الحدت وهي قلعة الصمود بموقعها وبكل الاحداث التي مرت عليها وكل الظروف الصعبة التي شهدتها بقيت محبتكم لها مرتفعة صوب كنائسكم، ولا سيما سيدة الحدت التي كانت لكم الحامية والشفيعة وطالما السيدة هنا نحن بالف خير ويكفي النظر اليها لتشعروا بالامان. لقد حمتكم السيدة بيدها الخفية وعبرتم الغيمة السوداء. اناشد اجيال الحدت الطالعة بان يحافظوا على ارضهم كما احيي راهبات القلبين الاقدسين اللواتي عاشوا معكم نحو مئة سنة في ظروف انذرت بالخراب والدمار ولكنهن بقين وحافظن بقوة، وبقوة ايمانكم ومحبتكم نصلي لازدهار هذه الرهبانية ونموها باستمرار . ان رهبتنا اعطت الكثير في مدارسها ومستشفياتها، نصلي لينمي الرب دعواتها. كما نشكر مؤسسات الحدت لخدمة شعبنا الحبيب واتمنى لكم النمو والازدهار والصمود وان استمرار الحدت هو علامة رجاء وصمود مع العذراء ويسوع. لا تخافوا من اي شيء فلتفيض العذراء عليكم نعم السماء. وهنا لا بد لنا ان نذكر المطران رولان ابو جودة ونأمل ان تحملوه بصلواتكم هو الحاضر بين احضان ربنا والحامل بين يديه خيرات كثيرة وكان حاضرا دائما مع الفقراء والمحتاجين".
بعدها، توجه البطريرك مع الوفود المستقبلة سيرا على الاقدام من ساحة الشهداءالى مدرسة القلبين الاقدسين وسط نثر الارز والترانيم الدينية.