"الرماديون"... أصدقاؤنا سكان جوف الأرض

هل نحن البشر وحدنا فوق كوكب الأرض؟ غالبية الإجابات تقطع بنعم، غير أن التساؤل غير متكمل، فقد يكون هناك البعض الآخر مما لا نرى أو نسمع عنهم، لكن في منطقة أخرى من الكوكب الأزرق.

هذه القراءة المثيرة تتناول العديد من التشابك والتقاطع، بين ما هو حقيقي، وما هو خيال، ما يمكن أن يقبل عقلاً أو عدلاً، وما يراه فريق آخر من العلماء نوعاً من أنواع الهلوسات، أو الترويج لقصص وراءها أهداف ما، سياسية أو استخبارية.

الحديث هنا عما يشبه الأساطير حول وجود كائنات أخرى تعيش في منطقة تسمى "جوف الأرض"، الأمر الذي يتطلب جواباً فيزيائياً عن تركيب الكوكب جيولوجياً، وهل هناك بالفعل تجويف يصلح للحياة.

غير أن الحديث هنا يدور عن حياة غير حياة البشر، إنها حياة كائنات تسمى الرمادية، والتي لها احتياجات خاصة كي تعيش، تختلف عن البشر.

القضية معقدة، ذلك أن البعض يتناول اتفاقية ما بين الأميركيين وبين تلك الكائنات تنظم حياتها وشؤونها في علاقتها مع من هم فوق سطح الكرة الأرضية.

أضف إلى ذلك كله قصصاً واسعة وغامضة عن علاقة ما ربطت بين الزعيم النازي أدولف هتلر، وتلك الكائنات الساكنة بعيدة جداً، وهل هرب بالفعل مع بضعة آلاف من جنوده إلى داخل تلك الأماكن المجوفة.

هنا لا نقرر بالإيجاب أو الرفض حقيقة ما يجري من حولنا، لكننا نقدم رؤية من الأحاجي المحيرة، والداعية للتساؤل، لا سيما أن الفلسفة تعلمنا أن الأسئلة دائماً ما تكون أهم من الإجابات... من أين يمكننا البدء؟

الكائنات الفضائية حقيقية وتعيش بيننا

في أوائل يناير (كانون الثاني) من عام 2020، كانت البروفيسورة هيلين شارمان، أول امرأة بريطانية ترتاد الفضاء تصرح بالقول: "إن المخلوقات الفضائية موجودة وتحيا في مكان ما في هذا الكون".

تقول شارمان لصحيفة "أوبزرفر" البريطانية، إن الكائنات الفضائية موجودة ولا شك في هذا، وكررت "هناك أشكال مختلفة تماماً من الحياة" بين مليارات النجوم.

فتحت شارمان الطريق الذي ظل مغلقاً لزمن طويل حول حقيقة وجود كائنات أخرى ضمن طبقات كوكبنا، ذلك أنها بوصفها كيميائية وتعمل في كلية إمبريال كوليدج في لندن، تترسخ لديها قناعات مختلفة عما يمكن أن تكون عليه تلك الكائنات.

تقول شارمان إنه "على رغم أن أجسام الكائنات الفضائية لا تتكون من النيتروجين والكربون كأجسام البشر، إلا أنها قد تكون موجودة على سطح الأرض لكننا لا نستطيع رؤيتها".

اعتبر عدد بالغ من المهتمين بشؤون وشجون الفضاء والفلك، أن هذه التصريحات من عالمة كيميائية، ورائدة فضاء حقيقية، لها وزن علمي كبير، وتتيح التفكير بأريحية حول ما إذا كان من الوارد بالفعل وجود تلك الكائنات في مواضع أخرى حول الكرة الأرضية.

والثابت أنه قبل تصريحات شارمان بنحو عام، وبالتحديد في يوليو (تموز) من عام 2019، كانت القوات المسلحة الأميركية تحذر من الاقتراب من قاعدة سرية للبحث عن " كائنات فضائية".

لم يكن الأمر مجرد مزحة، فقد أخذت القوات الجوية الأميركية كافة الاحتياطات المطلوبة، لمنع مدنيين أميركيين يسعون منذ زمن بعيد لمعرفة أسرار ما يطلق عليه "المنطقة 51" في صحراء ولاية نيفادا.

كانت الدعوة التي وضعت على شبكة المعلومات العنكبوتية تحمل رسالة مفادها أن تجمع مليون أميركي، سوف يعيق إطلاق الرصاص من قبل قوات الجيش، وارتفع شعار مثير جداً: "دعونا نراها تلك الكائنات الفضائية".

منذ خمسينيات القرن العشرين، وزمن إدارة الرئيس أيزنهاور، تدور الروايات حول تواصل كائنات غير بشرية مع الإدارات الأميركية المتعاقبة، وأن تلك المنطقة بها بعض من الأطباق الطائرة التي جاء بها هؤلاء.

يحتاج الحديث عن السفن الفضائية إلى قراءة قائمة بذاتها لمواجهة طائفة من التساؤلات العميقة من عينة طبيعة تلك السفن ووجودها، ثم من حيث تاريخ ظهورها والظواهر التي رصدتها، وصولاً إلى مصدرها، وهل جاءت من كوكب خارج الأرض واستقرت بيننا من دون أدنى مقدرة لرؤيتها، أم أنها قائمة كما يقول البعض في جوف الأرض وتعرف بلونها الرمادي.