الشّعب الإيراني فضّل النّار على الثّورة... وسنّ سكاكين في لبنان لأكبر حفلة ذبح!؟

كتب أنطون الفتى في وكالة "أخبار اليوم": 

رغم كلّ ما أحاط بنسبة المشاركة في الإنتخابات الرئاسية الإيرانيّة من "كرّ وفرّ"، بين سلطة سَعَت الى تشويه صورة وسمعة كلّ من يحثّون على مقاطعة الإستحقاق الرئاسي، وصولاً الى اعتبار كل من لا يشارك فيه بأنه "كافر"، وبأن سلوكه علامة على "الشّرك في دين الله"، ومثل "من يمنع إقامة الصلاة"، انتُخِبَ الرئيس الإيراني الجديد ابراهيم رئيسي بنسبة مُخيّبَة لآمال السلطات الإيرانية، إذ أعلن وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني أن 28.9 مليون شخص صوّتوا، أي ما نسبته 48.8 في المئة من الإيرانيين الذين يحقّ لهم الإقتراع. 

رسالة كبرى

معاني هذا الواقع كبيرة جدّاً من حيث أنها رسالة كبرى وواضحة، وجّهها الشعب الإيراني الى المجتمع الدولي، الذي يتفاوض مع نظام إيراني إيديولوجي، حول اتّفاق نووي جديد.

فضلاً عن أن المعنى الأبْعَد، هو أن أكثر من نصف شعب "نظام الثّورة"، بات عملياً من "الكفّار"، بخيار شخصي، إذ إنه رفض المشاركة في انتخابات، رغم كثرة الشّحن الدّيني فيها، من مستوى الحديث عن نعيم وخلود في النّار.

الشّعب الإيراني صرخ، وما على السامعين إلا أن يسمعوا، ويعملوا. فنسبة التّصويت في "الرئاسيّة" الأخيرة، قد تكون أهمّ من انتفاضة، وأكثر من ثورة، وأبعَد من تحرّك في الميدان. فمن يُلاقي صرخة هذا الشّعب؟

تهديدات

شدّد مصدر مُطَّلِع على أن "لا انتخابات في إيران أصلاً، إذ حتى النّسبة التي اُعلِنَ رسمياً عن أنها اقترعت، قد تكون أقلّ بكثير. وهي ما كانت وصلت الى هذا الرّقم الصّغير أيضاً، لولا التهديد والوعيد، وإجبار الكثيرين على الاقتراع بالقوّة".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا دخل للشّعب الإيراني بالنّظام الإيراني. فنصفه الحقيقي موجود فعلياً خارج إيران، ومن لا يزالون في الدّاخل، يرغبون بالخروج منها. لا أحد يعلم الكثير عن الشّعب الإيراني، ولكنّه مقهور ومذلول، وهو مختلف عمّا تُظهره بعض وسائل الإعلام الشرق أوسطيّة عنه".

وأوضح:"الفئات الشابة والفتيّة منه تخضع لعمليات غسل أدمغة، وتُسيَّر بالطريقة نفسها التي كان يتعامل بها الشيوعيّون مع الشعب الروسي قبل عقود، أو تلك التي لا تزال سائدة حتى اليوم في كوريا الشمالية مثلاً، أو حتى في الصّين. أما الفارق، فهو أن الشيوعيّين يغسلون الأدمغة بالإلحاد والترهيب والترغيب، فيما النّظام الإيراني يغسل أدمغة الفئات الشابّة بالدّين والترهيب والترغيب". 

تعذيب

وأشار المصدر الى أن "آلاف الإيرانيّين هم داخل السجون، في شكل دائم ومقصود، مع تعذيب، وعمليات إعدام. وهذا هو النّموذج الذي يُعمَل على تحويل الشعب اللبناني إليه، بعدما بات الشّعب السوري على هذا الشّكل، منذ زمن طويل".

وأضاف:"يتحضّر الشّعب اللبناني في المستقبل القريب، لحفلة تجييش مذهبي وطائفي كبير. وهذه ستكون مقدّمة لحفلة ذبح جديدة، تُضاف الى الإذلال المعيشي والإجتماعي. ولا مجال للتخلُّص من الذّبح، إلا إذا أوقف (الشّعب اللبناني) عبادته للمسؤولين الجلادين، حتى ولو لم يتمكّن من تغييرهم". 

إزالة النّظام؟

وأكد المصدر أن "المجتمع الدولي لا يساعد الشعب الإيراني حتى ولو انتفض وثار، ومهما قُتِل منه على يد السلطات الإيرانيّة. وهذا ما حصل في سنوات سابقة. والسبب في ذلك، هو أن إيران تؤمّن انقسام العالم الإسلامي بين شيعي وسُنّي، وهذا يحقّق مصالح إسرائيل".

وتابع:"المجتمع الدولي ليس صادقاً. فلو كان كذلك، ولو أراد الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان بالفعل، لكان أزال النّظام الإيراني منذ وقت طويل".

وختم:"تُنفَّذ عمليات في الدّاخل الإيراني، يُقتَل خلالها أكبر العلماء في المجالَيْن النووي والصّاروخي. وتحصل إسرائيل على أسرار الملف النووي الإيراني بسهولة، وبمساعدة من عُمق أعماق الدّاخل الإيراني نفسه. وبالتالي، هل ان من يفعل كل ذلك، يعجز عن إسقاط النّظام الإيراني؟ بالطبع لا، ولكنّهم لا يريدون، لأن هذا النّظام يؤمّن مصالحهم في المنطقة. فقوّته الأساسيّة تكمُن في قدرته على قتل شعبه. ولكن شعوب المنطقة عميان، ويرفضون الإعتراف بالحقيقة".