الصايغ: اننا امام رئيسين للجمهورية رئيس جمهورية لبنان ورئيس الجمهورية الاسلامية في لبنان فهل يمكن للرئيسين التعايش معا؟

علَّق نائب رئيس حزب الكتائب، النائب الدكتور سليم الصايغ، في حديث لبرنامج 'نهاركم سعيد' عبر ال LBCI، على عدم تصويت الحكومة على قرار إنشاء هيئة لجلاء مصير المفقودين في سوريا، الذي طرح على الجمعية العامة في الأمم المتحدة، قائلا:"المطلوب من وزير الخارجية عبد الله بو حبيب أن يشرح للبنانيين ماذا حصل واين مصلحة لبنان فيما حصل ؟"
أضاف: 'لدينا أكثر من مفقود في سوريا وآخرهم بطرس خوند، وهناك شهود يقولون إنهم شاهدوه في سوريا وأشخاص آخرون يقولون إنهم لم يروه، والإفادات متناقضة، ولكن الإفادات التي لدينا تقول إن خوند شوهد في سوريا." وشدد على ضرورة ان "تكون الحكومة السورية واضحة ومسؤولة في هذا الملف حفاظاً على كرامة المفقودين و أهلهم وحفاظا على مستقبل الاجيال القادمة تفادياً لتمادي الحقد بين البلدين ومحاولتها لتنظيف وترميم الذاكرة من مشاهد المجازر والقتل للوصول الى مستقبل مبني على اسس واضحة". 
وتابع: 'نحن في حزب الكتائب لدينا أكثر من مفقود في سوريا وآخرهم كان بطرس خوند، لكننا لا نستعمل القضية الإنسانية لصرفها في السياسة". 

واكد على أن من حق اللبنانيين "معرفة مصير أبنائهم، لطي صفحة الماضي وبناء صفحة جديدة". 
 ‎وشدد على ان" رغم كل المطالبات التي قمنا بها لمعرفة مصير المفقودين، لم نحصل على اسم واحد، وكل ما وعد به رئيس الجمهورية السابق ميشال عون بهذا الإطار لم ينفّذ".
وكشف عن موقف سيتخذه حزب الكتائب نهار الاثنين المقبل في اجتماع المكتب السياسي الكتائبي يتعلق "بقرار الحكومة وامتناعها عن التصويت على قرار انشاءهيئة لجلاء مصير المفقودين". 
 وفي الملف الرئاسي، قال الصايغ: 'نصحنا الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، كما ننصح الرئيس المقبل بعدم تضييع الوقت، وطالبناه بعد تعرفه على القواسم المشتركة لاغلبية اللبنانيين بالتحدث مع فريق واحد وهو حزب الله". اضاف: " كل الأفرقاء السياسيين رأيهم واضح، لكن حزب الله هو من يعطل انتخاب الرئيس".

‎وتابع الصايغ: "ثلاث معضلات تعصف بلبنان وهي تتعلق ،  بمقومات  الدولة ،والنظام السياسي، والحوكمة. والحل لكل معضلة لا يكون الا بتخصيص الاجابة عليها فلا تاتي ردا على معضلة مختلفة. كمن يريد ترميم  بناية من ثلاث طوابق ولكل طابق مشاكل خاصة مختلفة عن بقية الطوابق. ففي الطابق الارضي الملتصق بركائز البناء، مشكلة في تشقق الجدران، وفي الثاني مشكلة اخرى تتعلق بالتمديدات الكهربائية وفي الثالث تسرب المياه ورطوبة السطح. فلكل طابق مشكلة مختلفة ومعالجتها ذات طبيعة مختلفة. الطابق الارضي هو مقومات الدولة المفقودة واهمها السيادة الوطنية والاستقلال السياسي وتحرير ارادة الشعب. في واقع الامر اننا أمام رئيسين للجمهورية، رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس الجمهورية الاسلامية في لبنان، من هنا نسأل السؤال: هل يمكن للجمهوريتين التعايش معا؟ ولتفادي الحروب والمشاكل. علينا الجلوس سوياً للبحث بكيفية حسم هذا الموضوع ومتى وهذا هو الدور المطلوب من رئيس الجمهورية اللبنانية المقبل القيام به، عبر التفاوض مع "نده"  الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للبدء في بناء دولة مكتملة المقومات".
‎وأشار الى أن مقاربة "التدويل ستساعد لبنان على وضع خارطة طريق للوصول الى استراتيجية لحماية لبنان كأولوية بدلاً من الاستراتيجية الدفاعية، فالهدف اليوم هو الوصول الى طرح جديد لمواجهة سياسة الفرض التي يتبعها الفريق الثاني. اما فيما يتعلق بالطابق الثاني وكيفية تطوير او تغيير النظام فهذا امر مهم جدا انما لن يحل مشكلة الطابق الاول حول السيادة. كذلك الامر في الطابق الثالث وفيه معضلة الاصلاحات النقدية والاقتصادية والاجتماعية والادارية فهي ضرورية ولكنها لن تحل معضلات الطوابق الاخرى. اعتقد انه يجب فتح ورشة شاملة في الطوابق الثلاث حسب جدول زمني بحيث لا يكتمل البناء الوطني الا باقفال الاشغال في كل طابق. وان اهملنا طابقا واحدا يكون كمن اهمل البناء بكامله. والبداية تكون مع انتخاب رئيس الجمهورية   لذلك "فإن واجبات رئيس مجلس النواب نبيه بري الدستورية والوطنية ترك جلسات انتخاب الرئيس مفتوحة، لانه لم يدع حقيقةً إلى جلسة، لأن المحور الذي يتبع له عطّل النصاب في الجلسة الأخيرة، معتبراً أن جلسة الانتخاب لتكون مكتملة يجب أن تستمر دورات متتالية حتى انتخاب رئيس."

وأكد الصايغ أن 'ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور جدّي جدًا' وقال: 'لو ذهبنا إلى دورة ثانية في 14 حزيران، لكان أزعور رئيسًا اليوم" ولفت إلى أن هناك "منعًا لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان من قبل قبل حزب الله." 

‎واعتبر أن الثنائي امل -حزب الله في "موقع ضعف اليوم يقودهم الى إبراز تماسكهم  على خلاف ما حصل في الانتخابات الرئاسية السابقة ، بالإضافة الى أنهم ليسوا على ثقة بأن يؤمنوا بسهولة الثلث المعطّل لتعطيل الجلسات.
واشار الى ان"بعد اتفاق بكين لم يعد هناك محور ممانعة واتفاق الغاز والبترول أضاع ثلث ثروتنا في حقل قانا في ظل "انتصارات الممانعة". كما اضاف: "طلبنا عندها من رئيس مجلس النواب اطلاع المجلس النيابي على اتفاق ترسيم الحدود ولم نلق اي ردّ. "
واعتبر ان "استفادة الاقتصاد اللبناني من الغاز والبترول تأتي من خلال الحوكمة الصحيحة". 
‎ورداً على سؤال، اشار الصايغ الى أن ما يقوم به حزب الله" يحمّل اللبنانيين الثمن ولا قدرة لهم منفردين او مجتمعين على مثل هذا الامر" واضاف: "لهذا نطالب بالتدويل، لأن الثمن يجب أن تدفعه الدول التي ترعاه وتموّله والتي تتمسك بمشروعها وأجنداتها في المنطقة من خلاله، واذا كان حزب الله مصرا على امساكه بمؤسسات الدولة فنقول له نحن هنا لمواجهة هذا المخطط ولن نجلس في قاعة الانتظار لاننا لن نرضى بالموت البطىء ".

وأوضح: "علينا إنقاذ البلد واذا لم نُقدم سنكون كلنا محكومون بالاختناق وهناك من يستطيع ان يصبر قليلا وغيره يصبر كثيرا انما النتيجة واحدة وهي الاختناق للجميع .من يضحك كثيرا هو من يضحك اخيرا، وفي حالنا لن يبقى احد ليضحك"، واشار إلى أن الشعب اللبناني" مجبول بالمقاومة من أجل الحرية"، وشدد على أن" المقاومة يجب أن تكون صادقة والا انتهت عصابة  تعمل من أجل المال او السلطة ووسيلتها الفضلى السلاح والارهاب‎". 
خاتما ان تقرير صندوق النقد الدولي يؤكد على ضرورة أن" يعيد لبنان النظر في النظام المالي الخاص به، وهذا يعني أن ما يقوم به مصرف لبنان لا يمكن الاستمرار به ومن الأفضل أن نصل الى منطق الدولرة الكاملة لإنقاذ النظام النقدي في البلد".

ووجه الصايغ رسالة للجميع في عيد الأضحى المبارك وطالبهم بالتمثل بالنبي إبراهيم والاستفادة من تجربته الإيمانية والتضحية من أجل الوجود الحر، لا من أجل المال والسلاح".