الصايغ: حمينا لبنان بعدم السماح بفرض مرشح الثنائي في سدّة الرئاسة

اعتبر النائب الدكتور سليم الصايغ  أن حزب الله يأخذ لبنان الى مكان آخر وينفّذ أجندة أحادية غير متفق عليها من اللبنانيين وهذا لا نرضى عنه. 

وقال في حديث مع الاعلامية دنيز رحمة فخري عبر لبنان الحر: "نحن رأس حربة في تفكيك سردية حزب الله ونعبّر عن موقفنا الذي أصبح يمثّل الأغلبية الساحقة من اللبنانيين على اننا غير موافقين على ما يقوم به حزب الله". 

أضاف:"ككتائب لا نحتاج فحص دم بالوطنية ونحن متقدمون ضمن المعارضة في اتخاذ الى الموقف الواضح في المواجهة السياسية حول رئاسة الجمهورية وجوهر القضية اللبنانية". 

وعن زيارة التعزية بنجل النائب محمد رعد، قال الصايغ:"قمنا بخطوة جريئة تخترق خطوط التماس، إنه موقف إنساني وجداني وطني اجتماعي بغض النظر عن توصيف أعمال حزب الله وموقفنا هذا لم يمنعنا أن نقف ضدّ كل اتفاق كان يدعم او يعوّم حزب الله في السياسية بما فيه الإتيان بمرشح الحزب للرئاسة ". 

أضاف:" رفضنا حوارًا لتمرير صفقة ولكن الجرأة ان نصل الى جباع بموقف انساني وجداني وطني اجتماعي والموقف كان وجدانيا أثار دهشة واستغرابًا ولم نلاحظ أي عدائية بل على العكس التقدير والاحترام ". 

وتابع الصايغ:" الرئيس الشهيد بشير الجميّل علّمنا انه من واجبنا الأخلاقي احترام اي إنسان يسقط على ارض الوطن من دون تبني القضية. اوليس هو من طلب وضع الاكاليل على نصب اي شهيد لاي حزب انتمى لانه سقط من اجل قضية ما ولو كانت غير قضيتنا وعلى خصومة معنا". 

ولفت الى أن حزب الله يتحرّش بإسرائيل جنوبًا وهو بدأ بالقصف وأمعن وقدّم بيانات لجذب الاسرائيلي الى الجبهة وهذا أمر مرفوض ولن نعتبر أنفسنا معنيين بهذه الحرب لأننا لسنا فريق مساندة او مواجهة. 

وقال: "إن القضية الأمّ هي دفاع الفلسطينيين عن أرضهم وبالتالي كل المواجهة يجب ان تكون في غزة، وأحد لا يستطيع ان يزايد على وقفة الفلسطينيين هناك وهم استعادوا قضيتهم ولم تعد بيد ايران او اي دولة اخرى بل أصبحت حصريا ملكهم لأنهم هم أصحاب الأرض".

ورأى النائب الصايغ انه لو وجدت اسرائيل خطراً حقيقياً من لبنان وكانت وضعت كل الاحتياط وشعبها تحت السلاح، والتصعيد من خارج حدود الذي قد يلجأ اليه هذا او ذاك سيجعل المعادلة "صفرية" في وقت ان الحرب الحقيقية في غزة. 

ولاحظ انه لا في قمة القاهرة ولا في الرياض ظهر ما اسمه محور الممانعة كما ان اللجنة المنبثقة عن قمة الرياض الاسلامية لا تتضمن ايران  ما يعني ان الورقة الفلسطينية عادت الى أصحابها لافتا" الى أن الحكم سيكون لسلطة فلسطينية جديدة تكون حماس جزءا" منها لأنه لا يمكن أن نمحو الحركة من الوجدان الفلسطيني . 

وأعتبر الصايغ ان حماس لديها قابلية أكثر لحلول وسطية اكسبتها نوعا" من الشرعية ولكن أداتها العسكرية يجب ان تنخرط في الدولة الفلسطينية المقبلة والمجتمع الدولي يقول بحل الدولتين ومنع التهجير وسنرى الفلسطيني يجلس بقوة على طاولة المفاوضات مع دعم عربي كبير. 

وعن الحضور الايراني في لبنان، رأى الصايغ أن زيارة وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان أتت لتظهير مشهدية معينة وإرسال الرسائل اننا موجودون ولا نزال نمسك بالورقة في لبنان وسوريا واليمن وبالتالي تحاول إيران حجز مكان لها على أي طاولة مفاوضات لاسيما ان الاميركيين يريدون للنظام الايراني الحالي ان يبقى قائما ضمن حدود الجمهورية الايرانية وليس بمشروع الثورة الاسلامية في العالم. 

وأعتبر الصايغ أن ايران فقدت الكثير من التاثير على ورقة غزة، وهي ليست مرتاحة والمجال ليس مفتوحا" أمامها لفتح جبهة الجولان بينما الضغط على المستوطنات متاح من لبنان . 

وقال:"ما يتغلّب على حزب الله بالشكل هو منطق  الحرب والصراع مع اسرائيل بينما في المضمون لا يزال الاحتكام الى منطق "السياسة"، وبالنتيجة الحزب يستعمل القوة العسكرية لخدمة الهدف السياسي الذي تحدده ايران وبالتالي اذا استعمل كل قوته وفلتت الحرب تنتهي ورقة التفاوض، والأهم في الديبلوماسية ان نلوّح بالقوة دون أن نستعملها كاملةً". 

وأضاف:" ان ايران تسعى الى حجز مكان لها في المفاوضات ولكنها تخشى الكلفة لأن الفوضى في لبنان لن تخدمها وبالتالي سيُضرَب طموحها في أن يكون لها موقع على الشرق المتوسط". 

وشدّد الصايغ على ان تدمير لبنان لن يفيد أحدا"، من هنا ندعو الى الا نعطي أي حجة لإسرائيل و"الواجبات الانسانية تسمح لنا بأن نعطي إشارة لحزب الله، اننا نريد بناء السلام سويةً في المستقبل وان لا شراكة او علاقة مع الخارج تسمو على الروابط بين اللبنانيين على اساس المساواة والاحترام المتبادل والرضوخ العام الى سلطة المعايير والحق والعدالة". 

وردا" على سؤال حول صفقة كتائبية مع حزب الله، قال الصايغ: "الامواج تتكسر على صخور لبنان والكتائب كما تلك الصخور لا تتأثر وموقفها الثابت انها لا تتحرّك على المستوى السياسي في المسائل المهمة الا من ضمن المعارضة وهذا اتفاق كامل بين مكوناتها ولن نذهب منفردين الى اي عمل من هذا النوع ولن نقبل لأحد ان يذهب منفردا"، ونلوم الحركة السياسية التي يقوم بها باسيل الذي يحاول المقايضة بين السلطة والجوهر ومن حقنا الميثاقي ان نأخذ اللامركزية التي نصّ عليها الطائف لا المقايضة عليها". 

وعن انتخابات نقابة المحامين، أوضح الصايغ ان الاصوات توزّعت بداية على المرشحين الأحد عشر ومرشح الكتائب النقيب فادي المصري كان الثالث في الجولة الأولى و في الجولة الثانية توزعت اصوات  أمل والتيار وحزب الله  على مرشحي الكتائب والقوات والا لما كانت الأصوات جد متقاربة ". 

وقال في هذا الاطار: "في اللجان النيابية نرى اصطفافات عابرة للسياسة ولا حوار لنا مع حزب الله خارج مجلس النواب واللجان، ولا نقبل لأنفسنا ما لا نقبله لزملائنا في المعارضة". 

وعن انتخابات رئاسة الجمهورية، سأل الصايغ ما قوة المرشح سليمان فرنجية التفاضلية في لبنان وماذا يعطيه؟ فهو حليف الأسد الذي بات في الحضن العربي والخليجي وبالتالي لا يقدر ان يعطي شيئاً سوريَاً ".   

وقال:" كارثة لو كان مرشح حزب الله رئيسا اليوم في ظل الحرب واشتعال الجبهة الجنوبية. ونحن حمينا لبنان بعدم السماح لمرشح الثنائي ان يكون في سدة الرئاسة وفي الاوساط الشيعية يعرفون ان شبكة الامان الحقيقية هي ان يكون اللبنانيون متفقين بين بعضهم". 

ولاحظ ان ثمة تحريكا" لموضوع الرئاسة وزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان ليست زيارة علاقات عامة، والفرنسيون يعتبرون انه قد يكون هناك نافذة للخروج من فوق أي exit strategy والاتيان برئيس وتحضير أنفسنا لترتيب وضع المنطقة والا سيكون الحل على حساب لبنان في حال لم  نكن ممثلين وبالتالي ثمة حرص غربي وفرنسي على عدم تفتيت الدولة في لبنان. 

وشرح الصايغ ان ميزة لبنان التفاضلية اننا على حدود اسرائيل، وعلى خط الغاز والبترول وشرقي المتوسط حيث خطر النزوح نحو اوروبا وموقع بيروت مهم جدا إذ اننا سنكتشف ان لا عاصمة اسلامية او عربية تستطيع ان تحلّ مكان بيروت ثقافياً وحضاريا وتجاريا.
وقال:"مسؤولية حزب الله ان يحافظ على بيروت عبر عدم توريطنا وعندها سنكون المنبر لكل قضايا العالم". 

وعن ملف قيادة الجيش، أكد الصايغ وجوب عدم المساس بقيادة الجيش وضرب صورتها وهزّها بأي شكل والدعم المنقطع النظير للجيش هو دعم  دولي ومحلي لاداء المؤسسة وقائد الجيش شخصيا لانه اثبت انه لا يأتمر بأحد من خارج الاصول الدستورية والقانونية والا لما كان وضع حدودا لكل التدخلات السياسية من القصر الجمهوري في عهد الرئيس عون، مشيرا الى ان شرف العماد جوزيف عون العسكري منعه من الدخول في البازار السياسي وهذه تسجل له وبالتالي ليس من المفروض ان تكون هناك حجة قائمة لمنع تأجيل تسريحه. 

وإذ أكد أن قوة المعارضة في وحدتها واحترام آراء أفرقائها، اعتبر ان لا حليف حقيقيا" لحزب الله انما ثمة أفرقاء يتوقون لأن يرتقوا الى مرتبة حليف،  معلقا" ان اتفاق المسيحيين كحجة لعدم تاجيل التسريح اصبحت بالية تم استعمالها  عند الاستحقاق الرئاسي والآن حول قيادة الجيش. 

وشدد على ان موقفنا وموقف البطريرك الراعي يصيب عمق الميثاقية في لبنان و"ليفهم الوزير باسيل انه لا يستطيع المجاهرة بحقوق المسيحيين ساعة يشاء ويرفع الخطاب الوطني متى يشاء، وليعلم أن مصالح المسيحيين أكثر ما ضربت في عهده". 

وسأل:"هل غطاء باسيل ساعد الحزب في تعميم ثقافته؟ ولماذا لا يمسك ورقة التفاهم ويأخذ خطاب حزب الله ويسوّقه في البيئة المسيحية اذا كان قادرا" على حمل هذا الخطاب وهذه الثقافة؟"