الصايغ للـLBCI: الربط بين مصير رئاسة الجمهورية وحرب غزة لا يأتي لا برئيس ولا بجمهورية إنما بصوملة لبنان

لفت النائب الدكتور سليم الصايغ الى أن أهمية زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان تكمن في توقيتها قبل المضمون لاسيما في ظل التهديد بالحرب الشاملة والانتخابات الاميركية المقبلة وتركيز فرنسا على الألعاب الاولمبية وأقصى مهلة شهر حزيران. 

وقال في حديث لبرنامج نهاركم سعيد عبر LBCI: أن "أقصى مهلة للتركيز على إنتخاب رئيس للجمهورية هي شهر حزيران، إذ أن الدول ستدخل في إستحقاقات أخرى فأميركا ستكون أمام انتخاباتها الرئاسية، وفرنسا الأمّ الحنون لديها الألعاب الاولمبية في ظل التأخير التحضيري والخوف من حوادث أمنية، ولن يكون لفرنسا التركيز الكافي كي تتابع الملف اللبناني خلال الألعاب الأولمبية".

وأوضح الصايغ ان مهلة حزيران ليست إستنتاجا" انما ترددت أكثر من مرة أمام الوفود اللبنانية في الخارج، والأمور واضحة بأن لا احد سيكون لديه التركيز بعد هذا الموعد بينما الاسرائيليون في كامل التركيز لتأمين حدودهم الشمالية قبل الفصل الدراسي في أيلول، وشدد على ان الروزنامة العسكرية الأمنية الاسرائيلية تفرض واقعها على الاحداث لاسيما في لبنان. 

وأشار الصايغ في حديثه عن الخروج من لعبة الأسماء الضيّقة وعن رئيس "مهمة ومواصفات" وقال:"ندعم أي مبادرة وبرأيي الخاص أن لورديان سيحاول أن يضيّق الخيارات ويحددها في 2 او 3 لناحية المواصفات لا الأسماء".

وأكد  أن لا طرح مختلفا" على الطاولة انما طرح واحد هو طرح "الخماسية"، والقطريون يعملون على التمايز انما من ضمن التعاون وليس فتح مشروع آخر او بدائل متناقضة لما هو مطروح. 
وذكّر بأنه في السابق كان هناك حوافز عامة لإنتخاب رئيس كما حصل في إتفاق الدوحة لتسهيل تطبيقه لكن اليوم اللعبة لا تسمح بمحفزات خاصة ولم نعد في جو المحفزات ونحن في زمن التخطي،  مضيفا" ان لبنان بالنسلة للملكة العربية السعودية جزء لا يتجزّأ من الامن القومي العربي والقرار العربي المشترك ولا هامش هنا للمناورة. 

وأشار النائب الصايغ الى ان الحوار لديه رئيس وأصول وروزنامة ولا نريد حوارا" او مشاورات تشكّل غطاء لإستمرار التعطيل، من هنا ضرورة أن يدعو الرئيس نبيه بري الى جلسة ونتداعى لمشاورات يفتتحها هو لأننا سنكون في المجلس، ويترك النواب يقومون بالمشاورات مع علمنا ان الجلسة الرئاسية موجودة لا ان تكون جلسات "كاذبة" كما حصل في السابق. 

وقال:"الحوار كان يحصل إمّا عند رئيس الجمهورية او في مجلس النواب عند مقاطعة الرئيس اميل لحود بدعوة من رئيس مجلس النواب وبالنتيجة لا نريد تكرار هذا الأمر. والحوار بالتقليد اللبناني حُمّل أكثر مما يحتمل والرئيس هو فقط من يدعو الى حوار، وكفى تغييبا" لدور رئاسة الجمهورية لأن ما يحصل اليوم مع المؤسسات هو نسف لأسس الميثاق اللبناني واتفاق الطائف، حيث لا دولة في لبنان ولا نظام من دون رئاسة جمهورية. ونقول أنه لا يجوز رأفةً بهذا الموقع وبلبنان التمسك بأمور ومفردات تضرب عصبا مؤذيا وتجعل الرفض المسبق لمجريات الحوار ونتائجه ". 

ورأى الصايغ ان مجلس النواب بإمكانه القيام بمشاورات ومن واجبات الرئيس بري ان يؤمّن النصاب الى حين انتخاب الرئيس.
 
أضاف:"لا أظنّ ان الرئيس بري يتعلق بالشكليات أو انه سطحي لدرجة تعطيل انتخابات الرئاسة وربطها بترؤسه للحوار، ولكن ما يحصل بالفعل ان هناك حججاً قانونية او سياسية كي لا يحصل الانتخاب لأن حزب الله الى الآن ليس لديه الا مرشح واحد يوضع على الطاولة لمحاولة اقناع الجميع به واما لا انتخابات واليوم حزب الله بتحليله وتصريحاته ليس بوارد ان يسلّم مكتسبات المقاومة الا الى حليف او الى من هو مرتبط به عضويا ويجاهر بذلك وبري يأخذ هذا الأمر بصدره. والمؤشر لذلك ان مبادرة الاعتدال اصطدمت بفيتو الرئيس بري غير الشكلي، وبرأيي فإن لودريان سيدعو الرئيس بري الى اقناع حزب الله بأنه لا يجوز ربط مصير بيروت بمصير غزة وتطور الامور على الحدود ". 

وحذّر الصايغ من أن الربط بين مصير رئاسة الجمهورية وحرب غزة لا يأتي لا برئيس ولا بجمهورية انما بصوملة لبنان لاسيما في ظل الحديث عن شاحنات أسحلة ما يعني تحضير أرضية لحدث أمني جلل، مؤكدا ان الفوضى ستتضاعف اذا استمر ربط مصير الجمهورية بغزة. 

وعن ترشيح فرنجية الأقطاب المسيحية الأربعة لإنتخابات الرئاسة، قال الصايغ:"الموضوع أتى بسياق سؤال حول التمثيل المسيحي، ولكن المباراة ليست حول حجم التمثيل المسيحي انما حول حجم التمثيل النيابي واذا اتهم فرنجية نواب التيار بأنهم يدينون لحزب الله فلمن يدين هو بحصوله على 51% من اصوات المجلس مع انني لا اريد الدفاع عن التيار". 

ورأى الصايغ أن فرنجية مرشح محور إن لم يكن مرشح حزب الله وبالشخصي يقول انه يقنع الاسد بإعادة السوريين الى سوريا وهذا دليل على ان لديه دالّة على السوريين، ولكن المقلق الخلط بين الشخصي والدولة اللبنانية مشيرا" الى ان سوريا لن تعطي فرنجية ما لم يُعطَ للرئيس ميشال عون. 

وأضاف :"العملية ليست عائلية أو عشائرية فسوريا لديها عقل أمني وتتكلّم بمصالحها بطريقة باردة جدا ولم تسلّف شيئا للرئيس عون وهو مدعوم من حزب الله لأن ما يعني لسوريا عقيدتها واستراتيجيتها البعثية والدولة العميقة فيها التي تؤمن بمحو الحدود والسيطرة على لبنان". 
وأشار الصايغ ان :" العقل السياسي السوري لم يعطِ شيئا للبنان لا بل سوريا أخذت دون مفاوضات تهريب النفط والطحين والدواء والدولار واصبح لبنان رئة سوريا التي زُرِعت في قلب النظام لا في الدولة ". 

واعتبر  ان ملف النزوح السوري يستخدمه النظام السوري وحلفاؤه للضغط على المجتمع الدولي لفتح خطوط مع الأسد. وقال:"نطلب منه ان يأخذ شعبه من هنا لأنه سيغيّر هوية لبنان خاصة ان لا مقاربة حكومية كافية، ورسالتنا الى الاتحاد الاوروبي ومؤتمر بروكسيل ان الحلول الصغرى لم تعد تنفع بل يجب ايجاد حل سياسي كبير قبل الانفجار". 

وثمّن خطوة السعودية بتعيين سفير لها في دمشق وقال : "هذا أمر مهم كي تعود سوريا الى تحمّل مسؤولياتها كدولة أمام شعبها والمجتمع العربي والدولي اما شكل النظام فهذا شأن سوري محض ولا يجب ان نتدخّل به". 

وعن قول فرنجية انه يمكنه الحديث مع النظام السوري عن عودة النازحين، قال الصايغ:"انه استخفاف بذكاء اللبنانيين الذين يعرفون ان الدول تحكمها المصالح، ويقول انه يستطيع التكلم مع الحزب لوضع استراتيجية دفاعية الا أنه لم يأتِ بتنازل واحد من حزب الله لمصلحة الدولة لإثبات ما يعدنا به، بل أكثر من ذلك فقد حمى الحزب سياسيا في موضوع انفجار المرفأ وغطّاه في الكحالة والطيونة". 

وعما اذا كان حزب الله سيسهّل انتخاب رئيس الجمهورية، لفت الصايغ الى ان الحزب يعتبر انه في كامل قوته ويقارع اسرائيل وحجم الخسائر البشرية والاضرار ليست العامل المؤثر في المعادلة الاستراتيجية ولن تغيّر موازين قوى حقيقية على الأرض، والحزب لا يلعب لحسابه انما لحساب ايران التي تمسك لبنان بحكم الامر الواقع وتريد شرعنة هذا الدور في وقت ان الحزب لا امكانية لديه لمسك الوضع في لبنان الا بورقة السلاح. 

وأعرب الصايغ عن خشيته من أن تتعرّض المعارضة الأوسع لإنتكاسة معينة من سيطرة حزب الله على مجلس النواب، وقال:"على الرئيس بري ان يساعدنا لمواجهة هذا الخوف لأن من مصلحته ومصلحة الشيعة والعيش المشترك ان لا يحصل تحايل او تكاذب او لي ذراع احد، بل ان نذهب الى رئيس يطمئن الجميع ويكون مؤتمنا على روح الوطن اللبناني والميثاق وقادر ان يتكلم مع الجميع ويكون على مسافة واحدة من الجميع" مؤكدا" ان ثمة عملا" ضمنيا" وذاتيا" داخل المعارضة سيتظهر تباعا" ببيانات ومواقف. و"هناك اتفاق على الجوهر ونعمل ككتائب على تثبيت الجوهر وتثبيت المرتكزات اللبنانية والا عبثا" نفتش عن جمهورية ووطن".
 
وعن العلاقة مع الحزب التقدمي الاشتراكي، قال الصايغ:"هناك قناعة لدينا أنه في الامور الجوهرية الاساسية نحن متفقون مع الحزب الاشتراكي وهناك تماهٍ كبير واللقاءات حاصلة والتنسيق دائم وكلّ منا يعبّر بطريقته انطلاقا" من الواقع الجيوسياسي وايمانه بمستقبل لبنان". 

وعن اطلاق النار على بيت الكتائب المركزي، أشار الصايغ الى ان لا جديد والعمل ليس فرديا" انما منظم والرسالة منه الأذى المعنوي والقول "اننا مستهدفون ولا ترفعوا السقف" مؤكدا ان استهداف الكتائب يضرب عصبا" عند اللبنانيين ويقرع طبول الفتنة. 

وختم الصايغ :" حديثنا لن يكون فتنويا" او طائفيا" ومنطقنا منطق الدولة ولا زلنا نؤمن بالدولة رغم تعثرها ونطالب وزير الداخلية الذي يقوم بعمل جبار في ملف النزوح أن يتخذ التدابير اللازمة لحماية بيت الكتائب، لأن المرة المقبلة قد لا تسلم الجرة والاحزاب لا يجب ان تحمي نفسها عبر الأمن الذاتي خاصة ان بيت الكتائب بعهدة الامن الداخلي ".