الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي احتفلت بالشعانين...المطران عوده: للسيرِ في مسيرة خلاص لبنان

احتفلت الطوائف التي تتبع التقويم الشرقي بقداس احد الشعانين، في مختلف المناطق اللبنانية.

ودعا متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، للتصميمِ على السيرِ في مسيرةِ خلاص لبنان.

وقال عودة، في عظة احد الشعانين:"مشكلتنا في هذا البلد أن الشر أصبح مستشريا، وقد ابتعد الجميع عن براءة الأطفال التي تستطيع أن تذلل كل الصعوبات، وتمسكوا بالشر ومفاعيله، وبالإنتقام والأحقاد والضغائن، فأصبح البلد وجميع من فيه فريسة للشرير المتحكم بالنفوس والقلوب والعقول. وبدل أن يتعلق المسؤولون بالرب صارخين نحوه: «هوشعنا» أي خلصنا، ويجاهدوا في سبيل هذا الخلاص، فإنهم يقبعون في أماكنهم منتظرين الخلاص من الأمم. لقد مضت عقود ولبنان غارق في الآلام، ألم يحن وقت قيامه من الهاوية؟ ما الذي يؤخر انتظام سير مؤسسات الدولة من أعلى الهرم إلى أسفله؟ لماذا يخاف كثيرون من إرساء دولة القانون والمؤسسات؟ ربما لأن هذا سيمنع انتشار الفساد ويقف عائقا أمام الإستمرار في نهش ما تبقى من خيرات الوطن، ومن استباحة أرضه واسترهان شعبه. ما ينقصنا هو الإرادة، إرادة الإصلاح والإنقاذ، كما تنقصنا شجاعة القرار. عسى تكون هذه المواسم المباركة مناسبة للرجوع إلى الضمير ومحاسبة النفس على كل خطأ أو خطيئة".

وتابع: "دعوتنا في هذا العيد المبارك، أن نصمم على السير في طريق الخلاص، وأن نعرف أن هذا الخلاص لا يأتي عن طريق البشر، بل هو عطية إلهية للذين يجاهدون حقا من أجل نواله. ولنفرح في الرب كل حين كما سمعنا في الرسالة. فمهما اشتدت الصعوبات على المؤمن يبقى إلهنا، إله المحبة والسلام، حافظا لنا ومعينا. فلنضع رجاءنا على الرب ولنصرخ مع الأطفال: "هوشعنا... خلصنا يا ابن داود... مبارك الآتي باسم الرب".

البلمند

واحتفل دير سيدة البلمند البطريركي بأحد الشعانين، وترأس القداس مدبر الدير الأرشمندريت جورج يعقوب، عاونه في الخدمة لفيف من الكهنة والشمامسة في حضور النائب فادي كرم وحشد من المؤمنين.

بعد قراءة الإنجيل المقدس، ألقى يعقوب عظة قال فيها: "ها هو الرب يسوع  يدخل اليوم إلى أورشليم، يدخل الى القلوب راكبا على جحش، راكبا على التواضع، الرب يسوع هو مثال التواضع ولهذا يدخل اليوم إلى قلوب الناس بالتواضع وليس كزعماء العالم، الرب يسوع يأتي ليضحي بنفسه لا ليضحي بشعبه، ليكون مخلصا ومنقذا، الشعب اليوم يستقبل الرب يسوع بكلمات الفرح وسيصرخ بعد أيام ارفعه ارفعه اصلبه".

وتابع: "موقف المسيح مع الناس موقف محله منذ الازل والى الابد، موقف خدمة لا ينتهي ولكن نحن البشر لا نتبدل نغير طريقة عيشنا مع الرب يسوع لذا لا نعيش الفرح معه ، لذا فان دعوة الرب ان نبقى ثابتين بالمحبة وفي الرب يسوع لانه المخلص وهو مثال الرئيس الصحيح الحقيقي الذي يستطيع أن يقوينا إلى الخلاص. دعوة الرب يسوع ان لا نكون جماعات منقسمة متبدلة مع التجارب،  دعوته ان نفتح قلوبنا للرحمة الآلهة الراكبة على التواضع".

أضاف: "كثيرة هي الأمور التي تبعدنا عن يسوع المسيح، وتجعلنا ننسى المسيح ، فلنصرخ بصوت واحد تعالى يا رب يسوع وأسكن قلوبنا، مؤكدًا ان المسيحيين دعيوا مسيحيين هنا في انطاكية لذا علينا ان نخدم البلاد بروح المسيح".

وختم: "نصلي إلى الرب يسوع الذي اتى إلى اوشليم اليوم ان يأتي ويسكن في قلوبنا فهو الرجاء والمحبة والحياة". معايدا الجميع بشفاعة والدة الإله مريم شفيعة هذه التلة البلمندية". 

بعد القداس أقيم زياح في باحة الدير.

طرابلس والميناء

احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي بأحد الشعانين، فأقيمت القداديس في مختلف كنائس طرابلس والميناء.

وفي كنيسة مار جاورجيوس في الزاهرية في طرابلس، ترأس الآباء جبرائيل اكوني وابراهيم سروج وابراهيم دربلي القداس، في حضور النائب جميل عبود وحشد كبير من المؤمنين. وشددت العظة على الوحدة والالفة والمحبة التي دعا اليها السيد المسيح واحلال الامن والاستقرار والسلام في نفوس المواطنين.

بعد القداس أقيم زياح الشعانين وانطلق المشاركون مع اطفالهم من داخل الكنيسة باتجاه الاحياء المحيطة بها على وقع قرع الأجراس والترانيم الدينية من وحي المناسبة، وطاف المؤمنون حاملين سعف النخيل والشموع والانجيل المقدس.