الكنيسة ترفض منطق المحاصصة من أساسه ... أوصلنا إلى هنا

 بعدما كان مقررًا عقده في حزيران الفائت، تم ارجاؤه بسبب الاجراءات التي فرضت بسبب تفشي وباء كورونا، ينطلق الاربعاء مجمع مطارنة الطائفة المارونية برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وسط ظروف دقيقة جدا يمر بها الوطن، كان قد عبّر عنها الراعي في اكثر من مناسبة كانت آخرها عظة الامس، حيث لم يبرئ أحدا من دم لبنان النازف، داعيا الى رفع الأيدي عن الحكومة اللبنانية والإفراج عنها، محملا المسؤولين جرم رمي البلد في الشلل الكامل.

3مطارنة جدد

الشؤون الوطنية الى جانب الملفات الكنسية والادارية ستكون محور بحث في السينودس الذي ينطلق في 21 الجاري وينتهي في 31 منه. فعلى المستوى الكنسي، سيتم انتخاب 3 مطارنة:

 الأول على ابرشية انطلياس بعد وفاة المطران كميل زيدان.

والثاني على ابرشية طرابلس بعد إحالة المطران جورج بو جودة إلى التقاعد.

والثالث على ابرشية صور مكان المطران شكر الله الحاج الذي يحال الى التقاعد أيضاً.

ومعلوم انه بحسب القانون الكنسي في سن ال ٧٥ يقدّم الأسقف استقالته، وبعد انتخاب المطارنة الجدد على الابرشيات، سيصار الى ترقيتهم على يد البطريرك الى أساقفة في حال كانوا من الكهنة، اما اذا تم نقل احد المطارنة الى احدى الأبرشيات الشاغرة وفي هذه الحال يتم انتخاب خلف له.

 

امور تنظيمية ورعوية وداخلية

وفي هذا الاطار تحدث النائب البطريركي العام المطران سليم مظلوم، موضحا ان اجتماع السينودس، هو اجتماع سنوي، يجمع كل المطارنة الموارنة حول العالم،  حيث ستتم مناقشة امور تنظيمية ورعوية وداخلية، وكل ما يتعلق بتنظيم الابرشيات والتعليم التابع لها، الى جانب انتخاب مطارنة للمراكز الشاغرة، مشيرا الى ان هذه الملفات عادية، تتابع كل سنة وليست مرتبطة بالحالة الراهنة، مذكرا انه كان من المفترض ان يعقد هذا اللقاء في حزيران ولكن بسبب كورونا وعدم امكانية مطارنة الانتشار من المجيء الى لبنان اضطررنا الى تأجيل المجمع.

وفي هذا السياق، يشير مظلوم الى ان القسم الاول من اللقاء الذي يبدأ الاربعاء هو رياضة روحية اي اختلاء روحي للمطارنة كي يضعوا عملهم وكل ما يقومون به تحت انوار الروح القدس، في الاسبوع التالي اي الاثنين 26 الجاري يبدأ السينودس وسيستمر لغاية السبت، على ان يصدر البيان الختامي.

لا شي مسبق

وردا على سؤال، اوضح مظلوم ان المجمع سيتطرق الى عدة قضايا والاوضاع التي يعيشها لبنان من جملة الملفات المطروحة، هذا الى جانب الاطلاع على اوضاع الابرشيات، وما تعانيه من مشاكل وحاجات.

وماذا سيناقش الاباء بالنسبة الى لبنان، يوضح مظلوم انه لا يوجد اي موقف مسبق، لا بل ان الموقف سيحدد من الآن ولغاية نهاية السينودس، موضحا ان البطريرك يرافق التطورات المحلية كل يوم بيومه، وحين يكون هناك حاجة لمواقف معينة، فهو يعبر عن ذلك بوضوح، يضع الامور في اطارها الصحيح.

واذ يشدد على ان الكنيسة تعبّر عن رأيها، والراعي لا يتأخر في هذا المجال، ورأي الكنسية هو رأي الشعب،  يؤكد مظلوم ان الجميع يعلم ان الوضع في لبنان يحتاج الى حكومة في اقرب وقت.

التكليف والتأليف

وفي سياق آخر، سئل عما اذا كان تكليف الرئيس سعد الحريري سيكون ميثاقيا، اذا لم يسمَ من قبل الكتل المسيحية الوازنة؟ يجيب مظلوم: اذا اردنا الدخول في مثل هذا التحليل لن نخرج منه، سائلا: متى تعتبر الحكومة ميثاقية، ومتى تعتبر غير ميثاقية؟ قائلا: دور الاحزاب ان تسهر على مصلحة الشعب، واليوم الحاجة ملحة لتأليف حكومة في اقرب وقت ممكن، ويجب ان تكون لمصلحة اللبنانيين، وليس لمصلحة الاحزاب.

ويؤكد ان الكنيسة ترفض منطق المحاصصة من اساسه، وهذا المنطق اوصلنا الى ما وصلنا اليه، مضيفا: لا يُربط مصير بلد وشعب، بمصالح حزب او طائفة...  وهذا لا يجوز ابدا. وختم: هذا موقف واضح لدى بكركي، والراعي لا يتأخر ابدا في ان يعبر عنه في كل مناسبة.