الموسم السياحي لم يهتز...

كاد التقرير الذي نشرته صحيفة «التلغراف» البريطانية أن يطيح الموسم السياحي بأكمله، لولا التحرّك الرسمي للدولة ودحضها لما ورد في التقرير جملةً وتفصيلاً وتحرّك المعنيين من «اياتا» ونقابة النقل الجوي... وعليه، كيف هي الأجواء السياحية اليوم؟ ماذا عن الحجوزات؟ وعن الحركة في المطار؟

«زوبعة في فنجان».. هكذا كان تأثير تقرير صحيفة «التلغراف» عن مطار بيروت على الحركة السياحية. فالبلبلة التي أثارها التقرير كانت محدودة، لاسيما بعد نفي الاتحاد الدولي للنقل الجوي ما نُسب اليه في تقرير «التلغراف»، والتحرّك السريع لوزير النقل والأشغال العامة علي حمية واعلانه عن اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقّ الصحيفة لما شكّله التقرير من ضرب معنوي ليس فقط للمطار بل لكل لبنان واللبنانيين. اضافة الى ذلك، نظّم حمية امس جولة ميدانية في المطار، شارك فيها السفراء المعتمدون في لبنان ووزراء الاعلام زياد مكاري والخارجية عبدالله بوحبيب والسياحة وليد نصار والمدير العام للطيران المدني فادي الحسن وقائد جهاز أمن المطار العميد فادي الكفوري وقادة الأجهزة الأمنية والإدارية العاملة في المطار، وسط حضور إعلامي كثيف محلي وعربي ودولي.

وفي هذا السياق، أكّد نائب رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر نبيل مرواني لـ«الجمهورية»، انّ «تأثير تقرير «التلغراف» على القطاع السياحي والحجوزات كان محدوداً جداً، لكن لا شك انّه ولّد خضة في البلد، فكلنا يعلم انّ من يقصد لبنان هم بغالبيتهم من المغتربين والسياح العراقيين والمصريين والاردنيين، وهؤلاء على دراية بالوضع القائم في لبنان، ورغم ذلك قرّروا المجيء». ولفت إلى أنّ «أكثر من تأثر بتقرير «التلغراف» هم الراغبون بزيارة لبنان، لكنهم في الوقت نفسه متردّدون وخائفون من توسع الحرب. فهؤلاء قد يكونون الغوا رحلتهم وعددهم معدود، أما المغتربون القادمون لزيارة ذويهم فلم يتأثروا مطلقاً بالأحداث».

وأكّد مرواني انّ «الموسم السياحي لا يزال قائماً. صحيح انّه ليس بأفضل حالاته، انما الحجوزات لا تزال قائمة، ورغم كل التحدّيات التي يواجهها هذا البلد فهو لا يزال الافضل والأكثر أماناً مقارنةً مع الكثير من الدول».

وعن انعكاس جولة السفراء في المطار على الموسم السياحي، أكّد مرواني انّ التحرك السريع من قبل الدولة اللبنانية ووزير الاشغال العامة علي حمية وإسراعه في تنظيم جولة للسفراء في المطار، كان له انعكاس ووقع ايجابي، فقد اعادت لنا الصدقية ووضعت التقرير الصحفي في نصابه الطبيعي، كونه يأتي من ضمن سياسة التهويل المتبعة.

وأضاء مرواني على الأفلام المفبركة التي تُظهر أحجام المغادرين والهلع في المطار وضررها على القطاع، مؤكّداً «أن لا صحة لها، فمن كان يخطط لرحلة قصيرة خارج لبنان لم يلغها، بل يغادر مطمئناً واثقاً من عودته الى لبنان بالموعد المحدّد، لأنّ شيئا لن يحصل، وعليه نؤكّد انّ وضع المطار ووضع حركة السفر بألف خير».

من جهة أخرى، اشار مرواني الى «اننا نتفهم انّ في البلاد اختلافات سياسية وتعددية في الآراء، لكن امام مخاطر تهدّد الوطن من المعيب ان يساهم بعض المواطنين بهذا الضرر للوطن وللقطاع الذي يكاد يكون الوحيد الذي يدرّ اموالاً وعملات صعبة للبلاد». أضاف: «القادمون والمغادرون هم انسباء لنا واقرباء واولادنا. لذا نأسف على التحريض الذي سيق على «السوشيال ميديا» وبعض وسائل الاعلام بغرض التحريض، وأعتبر انّ كل من ساهم في الترويج لهذه «البروباغندا» الخاطئة عن لبنان اقترف خطيئة وطنية أضرّت بالبلد وليس بحزب سياسي معين». تابع: «انّ مطار بيروت الدولي هو منفذنا الوحيد على العالم، وبالتالي انّ إغلاقه او توجيه ضربة له سيضّر باللبنانيين ككل، لذا لكل فرد منا مصلحة في حفظ هذا القطاع».