بالصور ـ "مش بس ع الميلاد" ...والفرح العائد

وعاد الفرح الى منبعه. بهذه العبارة يمكن اختصار مسرحية "مش بس ع الميلاد" التي أطلقها "الاخوين فريد وماهر الصباغ" على مسرح جورج الخامس في ادونيس.

صحيح ان العمل خاص بالميلاد ومن وحي المناسبة، ولكنه تضمن كل عناصر المسرح الغنائي الاستعراضي الناجح.

العنصر الاول وهو اول ما يصدم الجمهور ايجابيا هو اللوحة العامة اي الالوان الديكور والأزياء وهذا الامر كان متقنا الى حد كبير لدرجة اننا شعرنا وكأننا نحيا في هذه البلدة الخيالية.

العنصر الثاني وهو الموسيقى والصوت وهنا تجلى الانسجام والروعة في العزف بين الاخوين صباغ والذي زينه صوت كارين رميا المميز الذي لا يليق الا بالأعمال الغنائية الكبيرة، اضافة الى صوت الممثل يوسف الخال الذي يناسب حبًا ويتحوّل على المسرح الى قالب مجبول بالرومانسية.

العنصر الثالث وهو الرسالة، اي ان هذه القرية الميلادية نستطيع ان نلقي عليها اسقاطات كثيرة والاسقاط الاول هو لبنان الذي لطالما عانى ويعاني من الانقسامات وهنا تحضرني عبارة للمعلم الكبير منصور الرحباني من أعنية صور للفنانة رونزا "ع حبك اختلفوا وكلن بحبوك"، وبالتالي بالرغم من الانقسامات ينتصر الحب في النهاية ولكن شدة الحب في بعض الاحيان قد تولد عنفا كبيرا حيث اكتشفنا في العمل ولو بطريقة كوميدية ان سبب الحقد بين المختارة ورئيس البلدية كان الحب الذي لم يكتب له النجاح في البداية.

وفي اطار الحديث عن هذا العمل لا بد  من التوقف عند الكوميديا الرائعة حيث شكلت الفنانة الكبيرة انطوانيت عقيقي والممثل ريمون صليبا ثنائيا رائعا اعطى دفعا قويا للعمل من الناحية الفكاهية.

وبعيدا من اجواء العمل ترفع القبعة لمقاومين ثقافيين حضاريين من بلاد الارز وهما ماهر وفريد الصباغ اللذان رفضا الخضوع لمن يريد محو الثقافة الفنية اللبنانية وتحديا الواقع وكانا على قدر التحدي وأبدعا في عمل جديد، علما ان النجاح ليس بغريب عنهما وهما اللذان سطرا اسميهما بأحرف من ذهب على أدراج بعلبك في ايام صلاح الدين، حيث كانت ليال لا تنسى بين جويبتر وباخوس أرجعتنا الى ايام العز الحقيقية لمهرجانات بعلبك الدولية.

بيار البايع