تردد قوي في فرنسا وألمانيا.. هذه تداعيات زلزال صعود اليمين

حقق تيار اليمين المتطرف مكاسب إضافية في انتخابات البرلمان الأوروبي، شكلت زلزالا، رغم أنه لم يحصل على الأغلبية.

الترددات الأقوى للزلزال الأوروبي تظهر في فرنسا وألمانيا، حيث مُني كل من الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشار أولاف شولتز بانتكاسة واضحة، دفعت ماكرون إلى حل الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة في الثلاثين من شهر يونيو الجاري.

وشكلت الخطوة اعترافا واضحا من ماكرون بالهزيمة، فيما رأى فيها البعض مؤامرة لقطع الطريق على زعيمة حزب التجمع الوطني مارين لوبان في الوصول إلى سدة الرئاسة.


في المقابل، بدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أبرز الفائزين في الانتخابات الأوروبية، سواء داخل بلادها أو على صعيد التكتل.

التصور المبدئي ليكيفة توزع المقاعد في البرلمان الأوروبي الجديد:

كتلة يمين الوسط ستواصل الاستمرار في الصدارة بـ181 مقعدا.
حصلت كتلة يسار الوسط على 135 مقعدا.
كتلة "تجديد أوروبا" حصلت على 82 مقعدا.
كتلة اليمين حصدت 71 مقعدا.
الكتلة الشعبوية القومية أي اليمين المتطرف حصلت على 62 مقعدا.
حصل غير الحزبيين على 51 مقعدا.

وفي هذا السياق، قال المتحدث الرسمي باسم حزب الاستعادة جان مسيحة، في حديث مع "سكاي نيوز عربية":

ما فعله ماكرون مقامرة وتهور.
هناك سياسة عولمة شديدة أدت إلى تمييع الهوية الفرنسية والحضارة الأوروبية.
مسائل الهوية والهجرة وقلة الأمن تدفع الشعوب لانتخاب اليمين القومي.
طبقا للدستور الفرنسي، يمكن لرئيس الجمهورية طلب استفتاء الشعب على سؤال معين، مثلا هل تريدون الإبقاء على سياسة الهجرة المتبعة أم لا، وبالتالي سيكسب صوت الشعب من دون أن يكون هناك حاجة للتوجه نحو انتخابات مبكرة.
الحكومات الأوروبية تطبق نفس السياسات منذ ربع قرن، وهي الانفتاح الكامل وفتح الحدود للسلع والأموال والبشر، وبذلك غدت الشعوب الأوروبية جزءا من السوق الدولي، وهذا لا يمكن أن يقبله أي شعب له ثقافة وحضارة.
ماكرون تكلم عن إرسال قوات إلى أوكرانيا، وهذا مرفوض من جانب الشعب الفرنسي.
المهاجر الذي يأتي إلى فرنسا لديه حقوق كبيرة من علاج وسكن على عكس إيطاليا، وهذا يوضح الفرق في التكلفة بين البلدين، وبالتالي الضغط على ميلوني في هذا الملف أقل من الضغط الذي يواجهه ماكرون.
من جهة أخرى، قال أستاذ التواصل الاستراتيجي والعلاقات الحكومية نضال شقير:

ما حصل ضربة قوية لماكرون وطموحاته، وبالأمس قلب الرئيس الفرنسي الطاولة بقرار ذكي وجريء بالدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة.
هناك اختلاف جوهري يجب الانتباه إليه، هو أن النظام الانتخابي الداخلي في فرنسا نظام أكثري في حين أن النظام الأوروبي نسبي.
ملف الهجرة عامل مهم جدا فيما حصل، والسياسات الأوروبية أدت إلى الفوز الذي حققه اليمين، وميلوني خير دليل على ذلك.
هناك حلول غير واقعية تطرحها بعض الأحزاب الشعوبية في ملف الهجرة المعقد.
أقصى اليمين سيستمر في الصعود إذا لم يتم حل ملف الهجرة.
هناك مشكلة وخوف على الهوية الأوروبية، والتعامل مع ملف الهجرة يجب أن يتم بذكاء.