تفاؤل حذر بإنجاز الملف الرئاسي قبل تموز وارتفاع أسهم "الخيار الثالث"

يمضي شهر ايار دون انتخاب رئيس للجمهورية ينهي فترة الشغور الرئاسي الممتدة منذ 31 تشرين الاول 2022. موعد كان محددا من قبل السفيرة الأميركية ليزا جونسون لإنجاز الاستحقاق الدستوري، الا ان المهلة فتحت حتى تموز المقبل، في تمديد يرافق المشكلات اللبنانية التي اشتهرت باتباعها طريقة: تؤجل ولا تحل!

فقد كشف ناشط سياسي شمالي مرشح لدور بارز في المشهد السياسي اللبناني لـ«الأنباء» الكويتية عن ا «إتمام الاستحقاق الرئاسي لا يزال ممكنا، لكنه ارتبط بشكل كلي بالحرب في غزة، وفق معادلة كرسها حزب الله وقبل بها الأميركيون. الا ان الهدنة، وليس وقف الحرب هناك، لاتزال ممكنة، وعندها يحضر المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لإنجاز ترتيبات تتعلق بوقف الحرب في الجنوب بين إسرائيل والحزب، وتنطلق معها عملية إعداد انتخاب رئيس للبلاد، من دون تدخل لهوكشتاين فيها. ويمكن إتمام الاستحقاق في غضون اسبوع».

كلام الناشط السياسي الشمالي تلاقى تماما مع ما سبق للنائب المستقل د.غسان سكاف الذي سبق ان ردد مرات عدة، ان مباحثات جدية بخصوص الملف الرئاسي اللبناني لا تحتاح الى أكثر من أسبوع.

وبالعودة إلى كلام الناشط، فهو شدد على عودة «السند العربي» إلى المشهد السياسي اللبناني، عبر دعم موقع رئاسة الحكومة، «ما يكفل دعما سياسيا لشاغل هذا الوقع، ويعطي زخما اقتصاديا مطلوبا في بلاد تشهد انهيارا ماليا واقتصاديا غير مسبوقين». ورأى الناشط في «السند العربي ضمانة لتفادي إغراق القرار اللبناني الرسمي في محاور إقليمية».

واعتبر «ان لبنان يحتاج إلى فرنسا، وليس العكس كما يردد البعض عن الحاجة الفرنسية إلى لعب دور في لبنان.

وإذا كانت زيارة الموفد الفرنسي لودريان لم تحمل أي أفكار وانتهت قبل ان تبدأ، فهي كشفت عن ان الهوة تزال بعيدة بين الاطراف السياسية المختلفة وتزداد اتساعا، وتنقل الوضع من التفاؤل الحذر إلى تعذر حصول الانتخابات خلال الشهرين المقبلين.

وفي استطلاع لما كشفته الزيارة وما ظهر منها وارتباطها بالواقع السياسي، قال مصدر مطلع لـ«الأنباء» في قراءته للمواقف إن «القوات اللبنانية» قد «رفعت من سقف رفضها لكل أشكال الحوار حول الرئاسة ودعت إلى الذهاب إلى انتخابات رئاسية مباشرة، مستفيدة مما اعتبرته تراجعا من رئيس مجلس النواب من الحوار إلى القبول بالتشاور». غير أنه ووفقا للمصدر، «فإن الأمر مختلف، ذلك ان الرئيس نبيه بري يؤكد انه اذا اختلفت التسمية، فالمضمون واحد من حيث الدعوة والترؤس والمضمون وغياب أي شروط للحوار او التشاور».

واعتبر المصدر «أن المرشح سليمان فرنجية يتعرض إلى حملة ظالمة من دون مبرر، وان من وافق على اقرب حلفاء حزب الله سابقا يتذرع بأمر غير دقيق لمحاربته». وقال: «الجميع يعرفون عنه ثبات مواقفه التي لا تتغير الا من اجل المصلحة الوطنية، والتجارب اكبر دليل على عدم مساومته على المبادئ».

وتابع المصدر: «تبقى بيضة القبان عند حزب الله الذي يرفض أي بحث بالرئاسة الا بشرطين: اما انتهاء حرب غزة واما بالحوار الذي دعا اليه رئيس المجلس. ويرى في هذا المجال ان الحوار يأتي برئيس يضمن الا يكون في خانة معادية له. في وقت يرى انه لو حصل الانتخاب من دون حوار وانحازت بعض الكتل إلى صف المعارضة، فسيذهب البلد إلى المجهول، وهو (الحزب) لن يسكت على ذلك».

وأضاف المصدر: «يرى الحزب انه في وقت يخوض حربا ضد عدو شرس، فهل يقبل برئيس لا يتفاهم معه او ممن يردد يوميا ان حربه غير مبررة ولا يوافق عليها وبالتالي سيجد نفسه مكشوف الظهر.. هذا غير ممكن».

 

في جانب آخر، علمت «الأنباء» أن لقاء المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان برئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية، انتهى إلى عدم رضا متبادل بين الطرفين، بحسب مصادر مطلعة عدة، أمكن لها استقاء معلومات من الطرفين.

 

كما جددت المصادر المطلعة عينها، اللجوء إلى «الخيار الثالث» رئاسيا، من دون إسقاط اسم قائد الجيش العماد جوزف عون، «وفقا للظروف التي قد ترافق التسوية وشمولها برعاية عربية كاملة من عدمها».

وتحدثت «عن إمكان استبعاد صقور الأفرقاء اللبنانيين عن موقعي رئاستي الجمهورية والحكومة، واعتماد مجموعة من مرشحي الخيار الثالث من غير الصقور للموقعين».

وسمت مرشحين عدة لموقع الرئاسة الثالثة، رئاسة الحكومة، «من الشمال وبيروت وإقليم الخروب والبقاع الغربي (وزير البيئة ناصر ياسين) من وزراء حاليين (وزير الداخلية بسام مولوي) وسابقين ونواب وقضاة وشخصيات سياسية، معتبرة أن حظوظ بلوغ السراي متساوية لدى كثيرين، من دون إسقاط احتمال بقاء الرئيس نجيب ميقاتي.