تكتل الاعتدال يتحرك مجددًا رئاسيًا لحتمية التوافق والضرورة

يمضي لبنان غارقا في ازماته ومتخبطا في مشكلاته وتحول اليوم الى ساحة يتجاذبها عاملان متناقضان: الاول ميداني حيث تستمر المواجهات العسكرية بين حزب الله والقوات الاسرائيلية. والثاني دبلوماسي حيث يتم في الكواليس التنسيق بين الدول المتابعة لشؤونه وشجونه اي فرنسا والمملكة العربية السعودية وقطر والولايات المتحدة الاميركية ومصر لبلورة اتفاقين. الاول عسكري هدفه وقف التصعيد والعمليات القتالية في الجنوب، والثاني سياسي لاخراج الملف الرئاسي من دائرة الجمود الذي يحاصره منذ سنة وثلاثة اشهر.

الملاحظ ان في الدوحة والرياض وباريس كما في بيروت، لا تهدأ الاتصالات بين دبلوماسيي الخماسية وابرزهم مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا السفيرة ان كلير لوجاندر والمستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين والموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي يجول بين الرياض والدوحة في مسعى لانضاج ورقة تنقل الى بيروت لاحقا تحيي القرار 1701 من جهة وتضع قطار الانتخابات الرئاسية على السكة من جهة ثانية.

عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب احمد رستم يرى عبر "المركزية"  ان حركة الموفدين الدوليين تركز على ضرورة الفصل بين الملفين الرئاسي والجنوبي لكنها لم تنجح في ذلك حتى الآن، كون الجميع يعطي الاولوية لوقف الحرب في غزة والرفض الاسرائيلي يحول دون ذلك. مشكورة مساعي اللجنة الخماسية المبذولة لملء الشغور الرئاسي ولكن دون ملاقاتها من الجانب اللبناني هي غير قادرة على تحقيق شيء. ضروري الوصول الى قناعة وطنية ان من دون التوافق يستحيل انتخاب الرئيس ووقف الانهيار والنهوض بالبلاد. منذ نشأة لبنان حتى اليوم جربنا كل  شيء حتى الحرب فيما بيننا وعدنا بعد كل المحطات الى التوافق. رئيس فريق او طرف ولو وصل هل هو قادر على الحكم؟ بالطبع لا. من المهم التعاون والتضامن بين اللبنانيين لانتخاب رئيس كما لاعادة انتظام المؤسسات وعملها. المنطلق الى ذلك التخلي عن ذهنية كسر الآخر وتحقيق المكاسب الآنية والشخصية على حساب المصلحة الوطنية.

ويتابع ردا على سؤال: كتكتل اعتدال وطني حرصنا منذ البداية على البقاء خارج الاصطفافات السياسية والطائفية، وقد كان لنا اكثر من تحرك باتجاه كافة المجموعات والمكونات. صحيح اننا لم ننجح في جمعها على مرشح وانتخابه لكننا لم نيأس. اليوم قررنا معاودة المحاولة فزرنا رئيس المجلس النيابي نبيه بري وسنستكمل لقاءاتنا مع رؤساء الكتل النيابية والفاعليات السياسية والحزبية، علّنا نخرج بإجماع على مرشحين او ثلاثة للرئاسة والذهاب الى جلسات مفتوحة لانتخاب احدهم.

ويختم متمنيا عدم الانجرار الى الحرب لان الاوضاع المالية والاقتصادية المتردية لا تسمح بذلك، ولكن في حال اقدمت اسرائيل على شن المعركة سنكون كلنا مع المقاومة ومقاومين.