جدّته جزائرية وهذا رأيه بما يجري في لبنان... من يكون جوردان بارديلا؟

لا يمكن الإستهانة بتطبيق "تيك توك" في التأثير على الناخبين بعد ما جرى في فرنسا أمس، حيث نجح الشاب اليمينيّ جوردان بارديلا، ذو الثمانية والعشرين عاماً، بإحراز نصر تاريخي لحزبه في الانتخابات الأوروبيّة، ممهداً الطريق أمام مارين لوبان للوصول إلى الإليزيه مستقبلاً، وليكون رئيساً للوزراء في عام 2027 إذا استمرّت الأرقام على ما هي عليه من مفاجآت.

يتابع بارديلا عبر تطبيق "تيك توك" نحو مليون شخص من الأنصار، في معظمهم من الشباب، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و24 عاماً، فتصلهم خطاباته، وتدخل إلى كلّ منزل.

من المعروف أن بارديلا من المعادين للمهاجرين، لاسيما المسلمين، على الرغم من جذوره العربيّة، إذ جدّته لأبيه من أصول جزائرية، والدها يُدعى "محمد الصغير مدى"، وجاء إلى فرنسا من منطقة القبائل في ثلاثينيات القرن الماضي للعمل في البناء.

ولد بارديلا في 13 أيلول 1995 في إحدى ضواحي باريس. انتخب رئيسا لحزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف في الخامس من تشرين الثاني 2022، خلفاً لزعيمته مارين لوبان، ابنة مؤسس الحزب جان ماري لوبان.

حصد جوردان نحو 85 في المئة من أصوات أنصار الحزب، ويعتبر أوّل شخصية تتولى رئاسته من خارج عائلة لوبان التي تزعمت الحزب منذ تأسيسه عام 1972.

يرى أن المسلمين يشكّلون خطراً على مستقبل فرنسا والفرنسيين، متبنّياً بدوره نظرية "الاستبدال الكبير".

في عام 2016، أنشأ مجموعة "القوميون الشباب" بهدف إقناع سكان الضواحي بالتصويت لمارين لوبان في الانتخابات الرئاسية.

بعد 5 سنوات من ترشّحه لأوّل مرة للانتخابات الأوروبية، عام 2019، استثمر جوردان بارديلا المشهد السياسي والإعلامي بشكل منهجيّ، مدفوعاً بموهبته في المناظرة والحديث أمام وسائل الإعلام.

وخلال ترشّحه في الانتخابات الرئاسية عام 2022، برز بارديلا كأحد أبرز المتحدّثين في حملة لوبان.

لبنان

سبق أن أبدى بارديلا اهتمامه بالوضع اللبناني معتبراً أنّ زيارات ماكرون إلى لبنان "استعراضية"، مشدّداً في حينه على أن "ما يطمح إليه اللبنانيون بشكل قوي، خصوصاً الذين تظاهروا في شوارع بيروت، هو وقف التدخّلات الأجنبية"، وقال: "في مواجهة الأزمة الصحية والاقتصادية، وبعد المآسي التي عصفت بلبنان، أدركت النخبة  في البلاد أن جزءًا كبيرًا من الشعب لم يعد يقبل بالوضع الراهن (الستاتيكو) وباستمرار نظام سياسيّ أوصل للفشل. لذلك، لا أزال مقتنعاً بضرورة إجراء هذه التغييرات، أقلّه لجعل الشباب اللبناني يرغب في البقاء في البلاد والعمل على تأمين مستقبل جديد له".