جديد مسلسل سجن رومية... رواية سجين مضرب عن الطعام

لم تكد تطوى حادثة موت سجينين الأسبوع الفائت، حتّى ظهرت حادثة جديدة من خلف كواليس القضبان.
 
فقد علمت "النهار" أنّ محاولة لإدخال كميّة من المخدرات إلى داخل السجن تمّ كشفها ومصادرتها من قبل القوى الأمنيّة، وتوقيف موظف "أوجيرو" الذي حاول إدخالها.
وفي المعلومات، أنّ المدعوّ ج. ع. وهو موظّف صيانة في شركة "أوجيرو"، وصل يوم الجمعة الفائت إلى السجن لإصلاح آليّات "تلكارت" المخصّصة للمساجين. في الإجراءات المتّبعة، على من يريد العبور إلى داخل السجن أن يعبر الباب الأوّل ومن ثمّ الثاني، لكن، لدى وصول ع. إلى ما يُسمّى "بين البابين"، منعه الحارس الموجود من إدخال حقيبته بعدما اشتبه بشيء ما. أصرّ ع. على محاولة إدخال الحقيبة تحت حجّة أنّها تحتوي على أغراض للصيانة، فطلب منه الحارس أخذ ما يحتاجه منها، وإبقاءها مكانها، فامتثل ع. وهو موظّف في "أوجيرو". وبعد دخوله إلى غرف السجن، حمل العسكريّ الحقيبة إلى إدارة السجن لتفتيشها، فتمّ العثور في داخلها على كميّة من الهواتف والمخدّرات. وعلى الفور، تمّ توقيف ج.ع.، واقتياده إلى التحقيق، فاعترف بأسماء شركائه داخل السجن الذين كان ينقل إليهم البضاعة، وقد تمّ إيداعهم السجن الانفراديّ في المبنى "واو".
 
وفي اليوم التالي، عمدت فرقة من مكافحة الشغب إلى الدخول إلى زنزانة السجين م. ح. الذي يُسمّى داخل السجن "موظّف تلكارت" أو "خدم تلكارت"، بتكليف من إدارة السجن، وهو معنيّ بالتواصل مع شركة "أوجيرو" للتبليغ عن أيّ عطل يطرأ، بعد المرور بالإجراءات القانونيّة، أي بعد إرسال برقيّة قانونيّة من قبل إدارة السجن بذلك، حيث تمّ تفتيشها ومن ثمّ اقتياده إلى التحقيق حيث تعرّض لأنواع متعدّدة من الضغوط للاعتراف، ليتدخّل بعدها الضابط الموجود ويمنع العناصر من التعرّض له. وبحسب ما أفاد السجين لـ "النهار"، أنّ السجناء الذين وُضعوا في الانفرادي لم يعترفوا ضدّه، ولا موظف "أوجيرو" الذي تمّ توقيفه واقتياده لاحقاً إلى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي أقرّ بعلاقته معه.
 
ورغم ذلك، فوجئ السجين م.ح. بفتح محضر اتّهام في حقّه على اعتبار أنّه على علاقة بموظّف "أوجيرو" ج.ع. وقد عمل قصداً على تخريب آليّات "التلكارت" لتسهيل أمر دخول الأخير إلى السجن لنقل المخدرات. وهو أمر نفاه م.ح. أمام التحقيق، لأنّ أيّ تواصل مع ع. أو غيره من شركة "أوجيرو" يتمّ بعد موافقة إدارة السجن وبموجب برقيّة. والأهمّ، بحسب المعلومات، أنّ موظّف الصيانة التابع لـ"اوجيرو" لا يدخل السجن وحده عادة، بل برفقة عناصر الصيانة من قوى الأمن الداخليّ، وهم المعروفون بـ"الباش طارق والباش داني والباش علي". وبالتالي، متى تمّ دخول عنصر الصيانة التابع للسجن برفقة موظّف أوجيرو، يُمنع عندها على أيّ سجين وتحديداً على م.ح. التدخّل، ما يطرح تساؤلات، عن سبب توجيه اتّهامات للسجين م.ح. وعدم مساءلة عناصر الصيانة العسكر عن الحقيبة ومحتوياتها.
 
وأعلن السجين م. ح. بدءاً من اليوم الإضراب عن الطعام وعن تناول أدويته، (القلب، الضغط، السكّري، والسيلان والأعصاب)، رفضاً للاتّهامات التي تُساق ضدّه من دون دليل كما أفاد لـ "النهار".