حركة المغتربين والأسواق في عيد الأضحى... السياحة واعدة ما دامت الحرب الشاملة مستبعدة!

تترقب الأسواق والقطاع السياحي وصول المغتربين، علّهم يعجّلون في إطلاق الموسم السياحي. وفيما تنتظر الأسواق أن يصل المغتربون لتتحرك المبيعات، نرى أن الشاليهات وبيوت الضيافة "فوّلت" لفترة العيد. ورغم الحرب الدائرة في الجنوب، من المتوقَّع أن يكون موسم العيد ناشطاً، ما لم يدخل لبنان في حرب شاملة.

يورد نقيب أصحاب مكاتب السفر في لبنان، جان عبود، لـ"النهار"، أنّ حركة حجوزات المغتربين، لا سيما من أفريقيا، نشطت حتى الأسبوع الماضي إلى حين تصاعدت وتيرة تهديدات الحرب على لبنان خلال عيد الأضحى، ما أدى إلى تراجع هذه الحجوزات. لكن عادت ونشطت اليوم و"من المتوقَّع أن تكون هذه الحركة مقبولة".

وجرت العادة أن تأتي إلى لبنان يوميا 3 طائرات من دبي، لكن في أيام 12 و13 و14 الجاري، زاد عدد الرحلات إلى 6 في اليوم و"هو مؤشر إيجابي بأنّ الطلب مرتفع لفترة عيد الأضحى". وبرأي عبود، قد يصل عدد الوافدين إلى لبنان يومياً قبل نحو خمسة أيام من العيد، وفي حال كانت الطائرات ممتلئة 90 في المئة، ما بين 10 إلى 11 ألف راكب.

من جانبه، يفيد نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والباتيسري والمقاهي خالد نزهة في حديث لـ"النهار"، أنّ عيد الأضحى يتزامن مع انطلاقة #موسم الصيف الذي ننتظره في ظل الحرب القائمة في الجنوب. لذلك، القطاع السياحي يعيش يوماً بيوم حالياً، لا سيما مع الحديث المتواصل عن إمكانية نشوب حرب شاملة في لبنان، ما يؤدي إلى تخوف اللبنانيين المغتربين في الدول العربية والقارة الأفريقية على وجه الخصوص، من المجيء إلى لبنان في هذه الفترة، بالتالي، مَن سيأتي منهم سيحجز في اللحظة الأخيرة. والمغتربون في الدول العربية حالياً، قد يؤخرون زيارتهم إلى لبنان حتى الصيف ريثما تنتهي فترة المدارس. "لكنّنا موعودون بحضور قوي للمغتربين خلال عيد الأضحى منذ الأسبوع الماضي"، والمطاعم والمقاهي على أتم الجهوزية لاستقبالهم، إذ تعوّل على أعدادهم في العام الماضي، والاعتماد الكبير عليهم في موسم الصيف.

بيوت الضيافة والشاليهات "مفوّلة"

يوضح مؤسِّس صفحة Chalet Lebanon، جو رفقا في حديثه لـ"النهار" أنّ نسبة إشغال الشاليهات حالياً لعيد الأضحى نحو 95 في المئة، والطلب الأكبر على الشاليهات الكبرى التي تستوعب 10 أشخاص وما فوق من قِبل العائلات. ويشكل المغتربون 30 في المئة من هذا الطلب، والنسبة المتبقية من المقيمين، ونسبة المغتربين إلى ارتفاع ريثما تبدأ إجازاتهم. وأفضل الوجهات هي البترون والشوف. وفي ظل الحرب في الجنوب، هناك بعض الطلب في مدينة صور والنبطية وجزين.

ويؤكد عبد بوشيه، مؤسِّس تطبيق "كزدرني" السياحي ما يقوله رفقا، أنّ خلال أسبوع عيد الأضحى، وصولاً إلى يوم الثلاثاء، تظهر حركة لافتة وقوية في بيوت الضيافة، فالحجوزات فيها "مفوّلة"، وليس هناك أي بيت متاح، لاسيما البيوت المزوّدة بأحواض سباحة خاصة.

يرتفع الطلب على الأضاحي ويستقر على الألبسة!

يتحدّث نائب رئيس نقابة تجار اللحوم عبد ملاح في حديثه لـ"النهار"، أنّ الطلب كبير على الأغنام للأضاحي، رغم ارتفاع أسعار اللحوم عالمياً. ويتراوح سعر كيلو الخروف البلدي بين 6 و6,75  دولارات. أمّا كيلو الغنم المستورَد، فسعره بين 4 و5,5 دولارات.

وبينما يتم تصدير الأغنام السورية إلى دول الخليج في موسم الأضحى، ارتفعت أسعارها في لبنان لكون الأغنام هنا مصدرها أيضاً سوريا.

أمّا على مستوى أسواق الألبسة، فيرى رئيس جمعية تجار سوق بربور رشيد كبة في حديثه لـ"النهار" أنّ حركة السوق في بربور خلال فترة تحضيرات عيد الفطر كانت أفضل من الآن. وحالياً، لم تظهر بعد حركة العيد وقد يكون الأمر عائداً إلى الحرب الدائرة في جنوب لبنان. وحتى الآن، المغتربون لم يظهروا بكثافة بعد، لكن التوقعات أن يأتوا تباعاً وبشكل تدريجي حتى قبيل العيد. وعادة المغتربون يحرّكون الأسواق إن لم يكن بحضورهم المباشر إنّما عبر أموالهم التي يحولونها إلى ذويهم، والذين بدورهم ينفقون منها خلال العيد.

في السياق نفسه، يشير رئيس جمعية تجار مار الياس، مروان شهاب في حديثه لـ"النهار"، إلى أنّ السوق أقام مهرجاناً بمناسبة عيد الأضحى يوم الأحد في التاسع من الشهر الجاري لتحريك المبيع وكانت الحركة جيدة. ومن المتوقَّع أن تزيد في أسبوع العيد مع قدوم المغتربين، فهم يشكّلون فارقاً كبيراً في السوق، لكن حتى الآن لا تزال الحركة خجولة. فاعتماد السوق في موسم الأعياد على المغتربين، وحالياً تمتد أوقات المحلات حتى التاسعة مساء خلال أسبوع العيد.