حكيم: بيان الخارجية بعد تهديد نصرالله لقبرص يظهر وضع اليد التام لحزب الله على الدولة اللبنانية

تعليقًا على كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله والتهديد الذي وجّهه لقبرص، لفت عضو المكتب السياسي الكتائبي والوزير السابق للاقتصاد البروفسور الان حكيم إلى أن الموضوع يجب ألا يكون تحليلا عسكريًا او سياسيًا او جغرافيًا بل كيفية التعاطي مع هذا الموضوع الحسّاس ذلك أن التعاطي يتم بين مكوّن غير شرعي ودولة صديقة وقريبة من لبنان وهي قبرص، مشيرًا إلى أن الموضوع كان يجب أن يعالج من خلال القنوات الدبلوماسية خصوصًا أن اجتماعًا عقد مؤخرًا بين القيادات القبرصية والقيادات الشرعية.

حكيم وفي حديث ضمن برنامج "مانشيت المساء" عبر صوت لبنان رأى أن الموضوع بمكان آخر، فهناك تهديد مباشر من كيان إرهابي لدولة صديقة وهي عضو في الاتحاد الأوروبي من هذا المنطلق سمعنا رسالة صارمة من الاتحاد مفادها أنّ أمن قبرص من أمن أوروبا والواضح أن التهجم على قبرص ليس لمصلحة حزب الله بل إيران.

وأوضح أن هناك علاقات عسكرية أمنية بين إسرائيل وقبرص منذ 2016 ، والموضوع تراكمي لكنهم اليوم يحاولون رفع الضغط للنقاش والقول نحن هنا.

وعن ردة الفعل على تهديدات نصرالله قال حكيم: "ردة الفعل حصلت أمس من رئيس الجمهورية القبرصية ووزير العدل والمتحدث الرسمي للحكومة القبرصية بينما في لبنان اكتفوا اليوم ببيان "منخفض السقف" من وزارة الخارجية التي تذكّر بالعلاقات ما بين البلدين ما يظهر العجز التام ووضع اليد التام لحزب الله على الدولة اللبنانية، لافتًا إلى أن ردة الفعل يجب أن تكون من رئيس الحكومة والوزراء ولو كانت حكومة تصريف أعمال.

وأكد حكيم أن المشكلة ليست سياسية أو مشكلة مواقف أو مبادئ بل هي مشكلة فكرية تنظيمية على صعيد الواقع والمنطق العام، فالأمر ليس كباشًا سياسيًا بل منطق آخر لا يعرفه أحد، متوجهًا لنصرالله بالقول: "أنت تتّهم قبرص بمساعدة إسرائيل فيما هناك قاعدة ايرانية موجودة في جنوب لبنان ضد إرادة اللبنانيين فلماذا تهاجم الآخرين وأن تتصرّف ضد مصلحة بلدك؟"

وأشار الى أن المعركة ليست على الصعيد الفلسطيني والإسرائيلي بل هي غربيّة إيرانيّة.

وعن الانتخابات الرئاسية شدد حكيم على أنه لا يمكن انتخاب رئيس لأن هناك شدّ حبال ولن نصل لرئيس قبل انتهاء الأزمة في المنطقة مع العلم أن الموضوع لا علاقة له بغزة فتعطيل الانتخابات الرئاسية سبق الحرب، ولبنان مجرد حجر على طاولة النقاش الايراني الأميركي.

ورأى أن القرار واحد وهو عند حزب الله وإن فكّرنا بمرشح لحزب الله فهل بعد ما رأيناه امس نستطيع أن نتأمل خيرًا؟ وسأل: "كيف ستكون الدولة فيما بعد خصوصًا إذا أخفقت المعارضة في التوصل الى حلول؟"

وأوضح أن وقوف المعارضة بوجه الحزب وحلفائه مهم جدًا لأنه يمنع التأقلم مع الوضع الشاذ الذي يعوّدوننا عليه ونقول غدًا يُنسى الموضوع وهو زوبعة في فنجان، فهذا الأمر غير صحيح لأنه يمسّ بدولة خارجية وصديقة.

ولفت الى أن التواصل قائم بين المعارضة والبرهان هو الاجتماع الذي عقد مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في الصيفي، مؤكدًا أن أبواب بيت الكتائب مفتوحة أمام الجميع.

ولفت الى أن التقاطع حول الوزير جهاد أزعور ما زال موجوداً والدليل أن مرشح الممانعة غير قادر على الوصول.

وأكد حكيم أننا على فوهة بركان من دون رئيس للجمهورية وحكومة فعّالة وهنا الخطر على الصعيد اللبناني، وفقط هناك مجلس نواب عاجز ويجتمع على القطعة وهذا خطر داهم وهناك انفصام في البلد فمناطق تحترق وأخرى تعيش حياة عادية.

ورأى أن غزة انتهت ورفح تنتهي مبديًا أسفه لعدم فهم مصلحة لبنان مع كل أحقية القضية الفلسطينية.

وذكّر بالترسيم قائلا: "كان هناك تفاهم ونقاش غير مباشر مع إسرائيل وهي عدو لحزب الله فلماذا لم يحصل مع قبرص طالما هي صديقة فلماذا التهديدات الوهمية والتي هي فقط لخلق نزاع؟"

وعن الانتخابات الرئاسية الأميركية قال: "الأميركيون سيذهبون باتجاه ترامب ومن الآن حتى انتهاء الانتخابات وفهم السياسية الأميركية نكون قد دفعنا الثمن في لبنان من هنا علينا ان ندرك مصلحتنا ونعرف ما نريد ونرفض غير المنطقي وغير الطبيعي وعلى اللبنانيين ان يقولوا لا، مشددا على أن المعارضة تقوم بدورها وتحصد الإيجابيات على صعيد النتائج".

وعن كيفية التعاطي مع ثنائية أمل حزب الله قال حكيم: "لا بد من النقاش وعند تبادل الأفكار لا بد من التوصل الى حلول عملية، مؤكدًا ان الأهم هو موضوع التلاقي لإيجاد حلول عملية ويجب أن نعترف به لكن لا يمكن خلق بدع جديدة أو أطر غير دستورية".

ورأى أن عدم وجود رئيس يعطي صيغة غير رسمية لكل ما يحصل، معتبرًا أن هناك إرادة لوجود رئيس من فريق الممانعة لتلبية احتياجات الخاطف، فيما المعارضة تريد التوصل الى حلول لكن طالما هناك فريق لا يفكر إلا بمصلحته خارج لبنان فهذا الأمر مستحيل، وأردف: "فليظهر حزب الله إرادته للتوصل الى حلول".

وعن الودائع والأزمة الاقتصادية أكد أن الأمر الوحيد الواضح هو قدرة لبنان على إعادة الأمور الى نصابها، موضحًا ان المشكلة ليست بالخطط بل في من يأخذ القرار ووجود الإرادة وعند الوصول الى تسوية سياسية كل شيء يصبح سهلًا على الصعيد الاقتصادي لكن الاتكال على اللبنانيين للوصول الى بر الأمان فالحلول موجودة لكن تنقصها الإرادة.

وختم: "الإمكانات موجودة ولكن لا بد من خطة وحل الموضوع على الصعيد السياسي لأن الاقتصاد يبنى على الثقة وهي غير موجودة فمن سيستثمر في ظل هكذا وضع؟"