خاص - هبة طوجي تنتصر درامياً

هي الساحرة التي تأسرنا أينما حلت مسرحا وغناء واليوم دراميا اذ استطاعت ازميرالدا الشرق اللبنانية العالمية هبة طوجي ان تحدث انقلابا رمضانيا في ظل السيناريوهات المتشابهة في كل عام والتي تدور بين الحب والخيانة والمشاهد التي تظهر القصور والترف والبعيدة كل البعد عن الواقع اللبناني و حتى العربي.
انها التجربة الدرامية الأولى لطوجي ولكن في الحقيقة فان هبة تبدو وكأنها من اكثر الممثلات خبرة وراحة وابداعا أمام الكاميرا في عملها الدرامي الرمضاني "هوس" الى جانب الممثل السوري عابد فهد والذ ي يعرض على تطبيق جوي تي فى.
كل من تابع المسلسل يدرك كيف استطاعت طوجي أن تطوع شخصية عابد فهد القاسية والمطبوعة في ذهن الجمهور لتتناسب مع حضورها الرقيق والساحر في العمل.
ومن يتابع العمل يدرك أيضا ان الدور الثنائي الذي تلعبه هبة طوجي قد تعجز امامه أهم الممثلات اللواتي يتحدثن بشكل دائم عن الخبرة في التمثيل الدرامي حيث ان من يلعب هذه الشخصية (الثنائية) يكون مضطرا لاخراج انفعالات متناقضة وأحاسيس مغايرة في كل مشهد الامر الذي يرتب على الممثل عبئا ثقيلا جدا وفي بعض الاحيان تحديا كبيرا يضع صورته امام الجمهور على المحك.
فبين المرأة العاقر والطيبة والراقية والمرأة المتمردة والتي تدعي القوة تقف هبة طوجي "الممثلة" منتصرة أمام جمهورها وهي التي لم تعودنا سوى على الابداعات والانتصارات الفنية.

وفي هذا العمل لا بد من التوقف أيضا عند الشكل الخارجي الذي حتمه الدور اذ يبدو واضحا تأثير الحروق في وجه هبة طوجي على شخصيتها وهي التي تعكس الألم والصراع الذي يجتاحها في الداخل.
هذه المرة هبة طوجي مختلفة صوتا وحضورا وابداعا لكن المخزون الكبير والعظيم الذي اكتسبته من الأمبرطورية الرحبانية تراه ملازما لها حتى في الدراما وهو العامود الفقري لنجاح اي فنان .فكم من فنان حلق عاليا في سماء المدرسة الرحبانية وعاد وهوى سريعا كالنسر المريض يوم غادرها واهما بأن الشهرة والنجاح يسكنان خارجها.
مع "هوس" هذا العام بات للدراما الرمضانية طعم اخر جديد ومختلف عما عهدناه في السنوات الماضية . وكما كانت الألحان تنتظر صوت هبة طوجي لتحيا من جديد فان الدراما كانت بأمس الحاجة لحضورها وانتصارها على الكاميرا.
ويبقى الاشتياق لهبة طوجي على امل أن تعود الامور الى نصابها ونعود لنصفق ونصفق ونهتف لهبة حتى تبح حناجرنا على المدرجات كما في الماضي في الارز وبيبلوس وجونية وفي العالم اجمع... وفي بعلبك يوما ما.


بيار البايع