خلافات عشائرية تتحول تمرّدًا لسجناء رومية

في حادثة خطيرة، تحوّل فجأة السّجان إلى سجين، وبات عناصر قوى الأمن الداخلي رهائن في الطابق الثاني من سجن رومية، حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع مصورة توثق اندلاع حريق ضخم في أحد مباني سجن رومية، ليتبين لاحقًا أن عددًا من السجناء قد افتعلوا هذا الحريق وألقوا القبض على ثلاثة عسكريين واحتجزوهم.

خلافات شخصية!
وفي التفاصيل التي حصلت عليها "المدن"، تجددت الخلافات يوم أمس، الأحد 9 حزيران داخل سجن رومية بين آل علوه البقاعية وآل جعفر. لكن الأجهزة الأمنية التي تمكنت من السيطرة على الخلافات الشخصية داخل سجن رومية مساء أمس، لم تتمكن اليوم من ضبطها بين مجموعة من السجناء، وفشلت في السيطرة على النزاع بين سجناء أبناء العائلتين، وتطور الخلاف بعدما تقدّم أحد السجناء وأشعل النيران في الطابق الثاني من المبنى، فتصاعدت ألسنة النيران ولم تتمكن الأجهزة الأمنية من السيطرة عليها بسهولة.  

احتجاز عناصر أمنية
وحسب مصادر أمنية لـ"المدن"، فإن الخلاف بدأ في المبنى "د" بعد ظهر اليوم، وقام أحد السجناء بإشعال النار في الطابق الثاني من المبنى، واعتدى على بعض السجناء والعناصر الأمنية بآلات حادة وقام بـ"تشطيبهم"، وبعد تدخّل عناصر من مكافحة الشغب، تمكن السجناء من احتجاز 3 عناصر أمنية من قوى مكافحة الشغب داخل الغرفة، ومنعوهم من الخروج، إلا أن الأجهزة الأمنية تمكنت من تحريرهم بعد فترة قصيرة.

تتضارب المعلومات حول أسباب الخلاف داخل سجن رومية، إلا أن مصادر أمنية مطلعة أكدت لـ"المدن" أن الممنوعات هي التي أججت الخلاف بين السجناء، وأن النزاع ناتج عن تعاطي الممنوعات وآلية إدخالها إلى السجن وأساليب توزيعها بين السجناء. من جهة أخرى، أوضحت مصادر متابعة لأحوال المحكومين داخل سجن رومية أن السجناء قاموا باحتجاز العناصر الأمنية تعبيرًا عن غضبهم من الدولة اللبنانية والقضاء اللبناني، نتيجة تأخير جلساتهم وتأجيل سوقهم إلى قصور العدل، وتردي أوضاعهم المعيشية داخل السجن. وحسب معلومات "المدن"، فإن الحالة النفسية للسجناء باتت صعبة جدًا، ويحاول بعضهم الانتحار، وحالتهم الصحية متدهورة جدًا، وتتفشى الأمراض الجلدية (ومن بينها الطفح الجلدي "الجرب") داخل الطوابق، بسبب الاكتظاظ والتفلت الحاصل في الزنازين، والمعاناة وصلت إلى ذروتها. وهذه الأزمات خلقت حالة من السخط لدى المساجين، فحاولوا التعبير عنها بهذه الأساليب.

في السياق نفسه، تسرّبت بعض المقاطع الصوتية من داخل سجن رومية لأحد السجناء، الذي أكد أن الإشكال لم يُحلّ بعد، بل يتفاقم بين القوى الأمنية والسجناء، وطالب آل جعفر بالتحرّك خارج سجن رومية للتضامن معهم ومنع هذا الإشكال من التحول إلى مجزرة داخل مبنى السجن.