رئيس الكتائب في خلال تكريم الشعبة الثالثة – كسروان: المكتب السياسي يأخذ قراراته لتكون على قدر تضحية الشهداء

اعتبر رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل ان الكتائب مؤسسة حافظت على نظافتها ونقاء الصورة في زمن التسويات والتقلبات، فالكتائب لم تساوم وبقيت على موقفها لتكون على قدر التضحيات التي قدّمها الشهداء وعلى ضوئها تأخذ قراراتها في المكتب السياسي، ولذلك لا يمكن للكتائب ان تقدّم مصلحتها على مصلحة البلد وأهله والقضية التي تؤمن بها ومن هنا تخطّت المصلحة الحزبية وأخذت قرارات حازمة في عدم التصويت لمرشح حزب الله وتمكينه من وضع يده على البلد وهذه اكبر شهادة يعتزّ بها الحزب وأثبتت أنه كان على حق في خياره بعدم الرضوخ لموجة التسويات التي أوصلت لبنان إلى ما وصل اليه.

ورأى أن المعركة مستمرة في أوجه عدة وان التحدي يكبر امامنا بعدما بات مستقبلنا مهدداً وهناك من يدفعنا للبحث عن مستقبلنا ومستقبل اولادنا  في بلد آخر عبر الحرب الاقتصادية التي تشن علينا وهي اكثر فتكاً من الحرب العسكرية، مؤكداً الحاجة الى الحب الأعمى للبنان الذي تعلّمناه من المؤسس. 

 

كلام الجميّل جاء في خلال حفل تكريم الشعبة الثالثة في كسروان الفتوح الذي أقامته مصلحة التكريم الحزبي في بيت الكتائب المركزي في الصيفي في حضور نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية - رئيس اقليم كسروان النائب الدكتور سليم الصايغ، أمين عام عام الحزب سيرج داغر، أعضاء المكتب السياسي لينا الجلخ، سمير خلف، مارون عساف وغسان ابو جودة، نائبي الأمين العام ايلي لوقا وبشير مراد. 

 

الجمّيل 

رئيس الكتائب استهل كلامه بالترحيب بالحضور في بيت الكتائب المركزي، معتبراً ان للفرقة فضلًا كبيرًا في بقاء البيت ولبنان والهوية اللبنانية والتاريخ نتيجة التضحيات التي قدمها افرادها وافراد كل الوحدات العسكرية الكتائبية التي جرى تكريمها وعلى الأجيال الجديدة ان تحافظ على الأمانة والبلد الحر الذي تسلمته من سلفها، مشيراً الى الأجيال التي انضوت تحت لواء الحزب وحملت المشعل في المحطات المفصلية من عمر البلد من ال58 الى 75 الى التسعينيات في مواجهة الاحتلال السوري وفي العام 2000 وما زالت تناضل حتى يومنا هذا.  

واستذكر الجميّل مجموعة من القادة الكتائبيين الذين ناضلوا من اجل لبنان ومنهم من أعطى حياته ثمناً. 

فوجّه تحية الى الياس الزايك الذي امتدت اليه يد الغدر والذي سيبقى رمزاً كبيراً وقائداً من أهم القادة الكتائبيين في ذاكرتنا، كما استذكر شقيق الأمين العام السابق الراحل "نازو"، الرفيق ريشار نزاريان الذي استشهد في قنات وهما رمزان كتائبيان، كما وجه تحية الى الرفيق فؤاد ابو ناضر الذي يجسّد تاريخاً مجيداً من البطولات والالتزام بالقضية وكل مجلس القيادة في القوات اللبنانية والمجلس الحربي الكتائبي وهم قادة استثنائيون في تاريخ لبنان المعاصر.

واعتبر الجميّل أن كسروان هي القلب النابض واهميتها انها شاركت في المقاومة في كل لبنان في صنين والجبل وزحلة  والشمال والجنوب وشاركت كل المناطق التي تعرضت للاعتداء في تعزيز مقاومتها وكانت الخزان الأساسي الذي رفد  كل الجبهات التي فتحت ضد الكتائب في تلك المراحل معبراً عن فخره بكل الرفاق الذين شاركوا في الحفاظ على لبنان في وقت تكتل الكثيرون ضدهم.

 

الصايغ 

الحفل استهل بالوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء الشعبة ثم كانت كلمة لنائب رئيس الحزب- رئيس اقليم كسروان النائب الدكتور سليم الصايغ اعتبر فيها ان هذه اللحظة مهيبة اذ تسترجع قصص البدايات وكيف: "ان من كان يرغب في الانضمام الى الشعبة الثالثة، التي كنت في عدادها، كان عليه ان يكون رجلاً فوق الرجال ليس فقط بالقوة البدنية بل بالنفس التي لا تقهر مستذكراً محطات عديدة من البطولات والمثابرة في قنات وفي عيون السيمان لمواجهة القوات السورية، معتبراً ان هذه المحطات زرعت نمط مسيرة المقاوم الحقيقي في كل مفاصل الحياة لا تغيّره التحديات مهما كانت .

ودعا الى المحافظة على الأمانة التي بذلت في سبيلها التضحيات الجسام من كل اعضاء الشعبة، موجهاً تحية الى الأبطال الحاضرين ومؤكداً ان طريق المستقبل واضحة .

 

 كلمة المكرّمين القاها الرفيق رزق الله شليطا الذي قال في قصيدة:

نحن من جيل ارتأت تلال صنين الدفء في احضاننا

وطوعت دعساتنا الجلمود 

نحن من اعتنقت البطولة تعاليمنا

وارتوت من خمرة دمائنا نشوة الشهادة 

نحن من ارتسمت على وجوهنا اشعة الشمس 

قبل ان ينبلج صبح الحياة 

نحن من ب لل ان يسار عيوننا 

بعد غفوة وطن في مهدنا، مهد الأمان

وتابع ...

ان اردتم البحث عنا، فقلبوا في صفحات المقاومة المسيحية 

وان ناديتم بأسمائنا فالحروف عابقة ببخور الشهادة عند ركعات مزار برية

تركنا لكم المطارح عابقة بشذا العنفوان 

حصنوها بصدور عارمة 

سيجوها بزنود زاخرة 

نوروها بشموع الثالوث 

بخروها بنهدات التراتيل

 

الحفل استهل بكلمة لمصلحة التكريم الحزبي القتها الرفيقة باسكال طرزي رحّبت فيها بالحضور وقالت: "نحن في مصلحة التكريم الحزبي أردنا ان يكون هذا اليوم يومكم، كيف لا وبالامس كانت ذكرى معركة قنات مسرح بطولاتكم وحيث سقط رفيقنا جوزف الحاج جريحاً". 

"انه يومكم في الاحتفال الحزبي الاول بعد المؤتمر الثاني والثلاثين الذي شكل عرسًا للحرية منقطع النظير ليبقى حزبنا جوهرة الديمقراطية في لبنان والشرق". 

"بك نثق" قلناها لسامي الجميّل اقتراعًا نردّدها اليوم فمبروك لك الولاية الجديدة من المسؤولية أيها الرئيس.

أيها الرفاق، مهما طال الزمن كونوا على ثقة أن كتائبكم وفيّة، حاملة للقضية وهي في جوهره، فلا شيء يأتي من العدم ولا يستمر كيان سبعة وثمانين عاما لو بني على فراغ.

وفاء لكم وبناء على موافقة ادارته، سيحضن متحف الاستقلال شعار الشعبة الثالثة-كسروان في أروقته ليكون مخلدًا في تاريخ المقاومة.

وتحية أيضا لروح كل الرفاق المتوفين لهم منا طيب الذكر وكل عرفان.

 

وفي ختام الحفل تم توزيع دروع  تذكارية لاهالي الشهداء وهم: الشهيد جاك نجيب عقيقي، الشهيد غصوب الياس سلوم، الشهيد جوزف جورج فرحة، الشهيد جوزف فؤاد نصرالله، الشهيد اندره اميل شاوول، الشهيد ابراهيم يوسف طنوس، الشهيد جورج موريس نعمه.

كما تسلّم المكرّمون دروعاً تحمل شعار الوحدة ووسام الحرب وقدّموا بدورهم الى رئيس الحزب لوحة تحمل أسماء شهداء الشعبة.