رسالة حزب الله للخارجية الاميركية

قد لا يخفى التماهي بين الحزب الإيراني الحاكم في لبنان ونظيره البعثي الحاكم في سوريا، ومن البديهي أن الثاني مدين للاول ببقاء نظامه على قيد الحياة، ومن الطبيعي أن يرد له الجميل.


يروي النظامان سردية واحدة عن تنظيم داعش والداعشية، ويستران وقائع الميدان، هل بإمكان أي من القراء أن يزودنا بتاريخ مواجهة بين داعش من جهة وكل من حزب الله والنظام البعثي من جهة أخرى قبل القضاء نهائيا على فصائل الجيش السوري الحر؟ وما يخفيانه أيضا أن قيادة ذلك التنظيم كانت جميعها في السجون السورية يوم لعب نظام البعث دور ضابط الحدود للجيش الأميركي واوقف تدفق المتشددين الاسلاميين إلى الداخل العراقي عبر أراضيه.


لم يشتبك تنظيم داعش الغربي وفق مفهومي البعث والحزب الإيراني الحاكم في لبنان مع الميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية والافغانية ومع نظام البعث إلا بعد قضائه كليا على الجيش السوري الحر والفصائل السورية المعارضة. ويوم حوصر الدواعش بعد معركة فجر الجرود انبرى حزب الله ليرسل حافلات مبردة نقلتهم إلى الداخل السوري بينما في الواقع كان عليه تسليمهم إلى الجيش اللبناني بعد أن خطفوا وقتلوا عددا كبيرا من الجنود اللبنانيين.

نذكر نحن كلبنانيون شاكر العبسي وتنظيم فتح الاسلام، وأبو عدس وتفجير الرئيس الراحل رفيق الحريري، وخلية حمد التي جاءت ردا على لقاء قرنة شهوان وغيرها من الأرانب الأمنية التي تحضر غب الطلب، تماما كما تحضر ارانب بري التشريعية.


اما الاعتداء أمس على السفارة الاميركية ولصق التهمة بداعش أمر لا يمكن فصله عن البروتوكول الأمني بين الحزب الإيراني الحاكم في لبنان ونظيره البعثي، وبمختصر مفيد عشية وصول أصداء طبول الحرب التي تقرع في الجنوب هناك من بعث برسالة عاجلة من الضاحية الجنوبية إلى الخارجية الأميركية عبر عوكر مفادها، اذا أطلقت اسرائيل آلتها العسكرية فمصالحكم الحيوية في المنطقة حي تحت قبضتنا ولن نتردد بضربها.


في عصرنا الحديث اسرع طريقة لنقل الرسائل استعمال بريد داعش خصوصا اذا ما كان مرسل الرسالة ضعيف "محشور" ميدانيا وسياسيا، هامش الحركة لديه محدد، مبرر وجوده على المحك وأقصى ما يريده حفظ ماء وجهه تجاه جمهوره.