زيارة الراعي إلى ملبورن في يومها الأول: مِن انتشاركم تساعدون أهلكم في الوطن

ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي القداس الاحتفالي في اليوم الأول من زيارته إلى ملبورن في أوستراليا مع الإكليروس الشرقي من كل الكنائس والطوائف في كنيسة القديس شربل المارونية في غرينفيل.


وقد كانت في بدايته كلمة ترحيب من راعي أبرشية أوستراليا للموارنة سيادة المطران أنطوان شربل طربيه جاء فيها: "سيدنا، منذ لحظة وصولكم انطلقت موجة فرح وحبور غمرت قلوبنا جميعاً وخصوصًا أبناءكم وبناتكم الموارنة في أوستراليا اللذين يكنون لكم كل محبةٍ واحترام وتقدير فما أجمل لقاء الأب مع أبناءه - وأهلاً وسهلاً بكم.
نلتقي أيها الأحباء مع صاحب الغبطة ولأول مرة هنا في هذه الكنيسة المباركة كنيسة القديس شربل الرعائيّة والتي تمّ تكريسها وافتتاحها منذ سنتين تقريبًا لخدمة الموارنة في هذه المنطقة من ولاية فيكتوريا. نلتقي في رحاب الرهبانية الأنطونيّة ممثلة في حضرة المدبر ابراهيم بو راشد والآباء الأنطونيين على أرضٍ مارونيّة نظراً للعمل الحثيث والجهد الكبير الذي قام به رئيس الرسالة الأب شارل حتّي لبناء هذه الكنيسة ووضع رؤية مستقبليّة لمشروع دير ومركز رعوي".

وأضاف طربية: "إنّ رسالة الرهبان والراهبات الأنطونيين كانت ومازالت صوتًا صارخًا لإعلان كلمة الرب وخدمة الإنسان ونشر العلم والثقافة. لقد شاءت العناية يا صاحب الغبطة أن تبدأ زيارتكم للإحتفال باليوبيل الخمسين لتأسيس أبرشيّتنا من كنيسة مار شربل قديس الكنيسة الجامعة وسفير لبنان والمارونيّة إلى العالم كله. نسأل الله بشفاعته لكي تكون زيارتكم ناجحة وتحمل ثمارًا روحيّة ورعويّة لأوستراليا وللبنان. فباسم أبرشيّتنا المارونية ومع كل الحاضرين معنا اليوم نرحب بكم ونطلب بركتكم الأبويّة وصلاتكم، آمين."

وبعد قراءة الإنجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان"الذي ارسلني هو معي" وجاء فيها: "نحن هنا اليوم للمشاركة في مؤتمر الانتشار للمطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامة والشكر لسيادة المطران انطوان طربيه على دعوته للمشاركة في هذا المؤتمر الذي هو بضيافته والاحتفال معكم ايضا بمرور 50 سنة على تاسيس الأبرشية هنا في سيدني"، مؤكداً أنّ "وجود الرهبانيات الرجالية والنسائية بمؤسساتهم على انواعها هنا جعلت هذه الابرشية من اهم الابرشيات في الانتشار .في انجيل اليوم نسمع الرب يسوع يقول لنا من ارسلني هو معي وايضا يقول لا تخافوا لانني الضامن لنجاحكم. لسنا هنا صدفة ولا بتنظيم كنسي ورهباني فقط وانما وجدنا هنا بارسال الهي الرب هو الذي ارسلنا الى استراليا هو الضامن لخدمتنا ورسالتنا نستحضره معنا لنلتمس نعمته ونعيش بضوء كلامه وتستنجد به في كل الظروف التي نعيشها وهذا ما تعيشونه مع خدمة اخوتنا الرهبان والكهنة والراهبات والمؤمنين".

وأضاف الراعي: "نحن اليوم نعيش حدثاً كنسيّاً استعدينا له منذ سنتين وهو السينودس. ثلاث كلمات اساسية ترافقنا في هذا السينودس وهي الشركة والمشاركة والرسالة. بالنسبة للشركة الجوهر هو ان نعيش ونساعد غيرنا ليعيشوا اتحادهم بالله وان نعيش على المستوى الافقي وحدة مع جميع الناس هذا اساس خدمتنا. كل واحد منا من خلال موقعه ان لم يتوصل ليساعد الناس من خلال اتحادهم بالله يفشل. ففي لبنان فشلنا في هذا الامر لاننا لم نتحد مع الله لنعيش الوحدة مع الناس. والرسالة هي اعلان الانجيل ونشر الكلمة فالانجيل هو قوة الله انجيل السلام والمحبة وعلينا نشر هذه الرسالة والا نحن نفشل ايضا. ويمكننا ذلك من خلال بيئتنا وحياتنا وليتورجيتنا وطقوسنا وروحانياتنا".

وتابع قائلاً: "أمّا المشاركة، فالرب الذي وزع النعم والكاريزما والمواهب منحنا اياها لنضعها في خدمة الكنيسة ولنتبادلها وتتقاسمها مع بعضنا البعض
هذه هي الكلمات التي سينعقد حولها السينودس الذي سينعقد والذي اعددتم له مع سيدنا على المستوى الابرشي والبطريركي والمشرقي ككل. قيمة هذا الحدث ان يُجدّد فينا هذا الالتزام وهذا ما يعطي نعمة لوجودنا ورسالتنا"، شاكراً الحضور "لأنّكم تقدمون جمال كنائسنا بنوعية حياتها لانجيل يسوع المسيح وانتم وجه كنيستنا الشرقية".

وقال من ملبورن: "أتينا نحمل هموم اوطاننا ولكننا لن ننسى ان الرب يسوع ارسلنا وزرعنا ككنائس شرقية في هذه البيئة بكل آلامها وافراحها وهمومها وتعدياتها لقد زرعنا هنا نحن كنيسة هذا العالم البشري:، موجّهاً تحية "شكر وتقدير لكم اليوم لانكم من انتشاركم تساعدون اهلكم في الوطن تساعدون شعبنا ليستمر ويحمل الرسالة ولولاكم لكان الكثير قد مات من الجوع. لبنان سوريا العراق اراد الرب ان نكون فيها ونحمل الانجيل فنصلي ليزرع المسيح سلامه في القلوب وفي المجتمع ولا ننسى قوله: "انا الذي ارسلتهم انا دوما معكم."

 

في ختام القداس، كانت كلمة الشكر للمدبر العام في الرهبنة الأنطونية الأب أبراهيم بو راشد جاء فيها :"باسم قدس الأباتي جوزف بو رعد رئيس عام الرهبانية الأنطونية وباسم مجلس المدبرين الذي أتشرف بأن أكون أحد أعضائه. وباسم جمهور ديرنا مار شربل أستراليا، وباسم الرهبان الأنطونيين في لبنان والمنتشرين في بقاع الأرض كحبات المسبحة الوردية أرحب بإفادتكم الغالية بين أبنائكم الذين يتلألؤون بالغبطة والسرور بهذه الزيارة التاريخية التي ستكتب في رزنامة الدير وذاكرة الجالية اللبنانية بأحرف من نور، لأن التاريخ تصنعه سويعاتٌ وإن قليلة ولكنها كبيرة ورجالٌ إذا تحرّكوا وتكلموا قلت الجبال بهيبتها وشموخها. فأنتم يا سيدي، تكتبون اليوم صفحة في تاريخ لبنان الديني والمدني في أستراليا. سوف تبقى مرجعًا وأيقونةً ما دامت الأيام. صاحب النيافة والغبطة نحتفل معكم اليوم بمرور خمسٍ وعشرين سنةً على حضورنا الأنطوني في أوستراليا قدم آباؤنا بطلب من راعي الأبرشية المثلث الرحمة المطران يوسف حتي طيّب الله ثراه. للمساعدة في خدمة أبناء رعية سيدة لبنان مالبورن. شاءت العناية الالهية، بأن يشيّد رهباننا ديرًا قبل أن يتحملوا مسؤولية الرعية. أسّسوا الدير وساعدوا في الرعية فأحسنوا في التوفيق بين الحضور الرهباني والخدمة الرعوية. وشاءت العناية أيضًا بأن تكون الخميرة الأولى لدير مار شربل تقدمة من جمعية مار شربل ملبورن، وبتسهيل وتشجيع من إخوتنا في الرهبانية المارونية اللبنانية الذين نحفظ لهم الجميل".

واختتم الاحتفال بزرع شجرة سنديان من لبنان في باحة الكنيسة.