سيناريو خطير وحرب واسعة.. كيف سترد تل أبيب على هجوم طهران؟

رغم القلق الدولي من تفجر حرب إقليمية في الشرق الأوسط، بعد الهجوم الصاروخي الإيراني، وتوعد إسرائيل برد مؤلم، وتدفيع إيران الثمن غالياً، وسط انكفاء أميركا عن لجم حليفتها الأولى، لا يختلف العديد من المراقبين على أن الرد الإسرائيلي آت لا محال.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه يكمن في كيفية هذا الرد.

وفي السياق اعتبرت الباحثة السياسية اللبنانية، زينة منصور، في تصريحات للعربية/الحدث اليوم الأربعاء أن هناك خيارين للرد. وأردفت أن تل أبيب قد ترد إما في الشرق الأوسط أو في الداخل الإيراني. وأوضحت أن إسرائيل قد تضرب فصائل إيرانية في المنطقة، سواء الحوثيين في اليمن أو تكثيف الضربات على حزب الله المنهك، أو في سوريا.

ضرب منشآت نووية
كذلك، قد تقرر تل أبيب ضرب منشآت نووية في إيران، وفق ما حث عدد من المسؤولين الإسرائيليين.

إلى ذلك، كشف مسؤولون إسرائيليون أن بلادهم قد تستهدف منشآت النفط ومواقع استراتيجية في الداخل الإيراني، مؤكدين أن كل الخيارات مطروحة بما فيها ضرب النووي.

كما أضافوا أن الانتقام الإسرائيلي سيكون أكثر أهمية هذه المرة، وفق ما نقل موقع "أكسيوس".

وقد يشمل الرد الإسرائيلي غارات جوية من طائرات مقاتلة فضلاً عن عمليات سرية مماثلة لتلك التي قتلت زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران قبل شهرين.

منشآت في أصفهان
بدورهم، رأى مسؤولون أميركيون أن سيناريو استهداف المنشآت النووية الإيرانية مطروح كخطة للرد، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"

كما أوضحوا أن عدة سيناريوهات مطروحة لكن أكثرها تطرفا قد يكون ضرب إسرائيل لمنشآت نووية إيرانية في أصفهان. وأكدوا أن إنتاج إيران لقنبلة نووية يتطلب في الوضع الراهن عدة أسابيع، ولكن في حال ضرب المنشآت النووية سوف يستغرق ذلك وقتا أطول بكثير.

حرب إقليمية
بينما اعتبر جوناثان بانيكوف، ضابط المخابرات الأميركية السابق الذي يعمل الآن في المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن: بعد أن أطلقت إيران أكثر من 180 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل، التي تبدو مصممة على الرد بقوة، فإن "التحدي المتمثل في تجنب حرب إقليمية أصبح في أصعب مراحله منذ 7 أكتوبر"، لاسيما أن رد إسرائيل ليس مقيدًا هذه المرة كما كان في أبريل الماضي، إثر الهجوم الإيراني الذي أعقب ضرب سفارتها في دمشق، وفق ما نقلت "وول ستريت جورنال".

في المقابل، توقع بعض المسؤولين السابقين أن تظهر إسرائيل بعض ضبط النفس. وقال بعض المحللين إن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية أو البنية التحتية النفطية من شأنه أن يزيد المخاطر بشكل كبير، إذ يمكن أن يدفع طهران إلى إطلاق وابل صاروخي أكبر، وتنظيم هجمات ضد المصالح الإسرائيلية في الخارج، وحتى تكثيف برنامجها النووي، ما يسرع طريق إيران نحو القنبلة النووية.

وفي السياق، رأى نورمان رول، الذي شغل منصب كبير في المخابرات الأميركية لمتابعة ملف إيران من عام 2008 إلى عام 2017: "ستسعى إسرائيل إلى تعزيز فكرة تفوقها التكنولوجي ومهاراتها العسكرية اللذين يسمحان لها بضرب أي هدف في قلب إيران".

لكنه أشار في الوقت عينه إلى أنه من المرجح أن تتجنب إسرائيل ضرب أهداف قد تؤدي إلى حرب واسعة النطاق مع إيران. وأضاف أن "الحرب الواسعة مع إيران ستتطلب دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا، إن لم يكن مشاركة فعلية من الولايات المتحدة، لكن تل أبيب تدرك أن واشنطن ليس لديها مصلحة في الانخراط في مثل هذا الصراع. "

يذكر أنه على عكس هجوم أبريل/نيسان، حيث كان لدى إسرائيل أياما لتنسيق دفاعاتها مع حلفائها في المنطقة، جاء هجوم أمس الثلاثاء بعد ساعات فقط من إشعار وتحذير أميركي مسبق.

فيما وحدت الضربة الإيرانية الموالين والمعارضين خلف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت، إن أمام إسرائيل فرصة وصفها بالعظيمة لتغيير وجه الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه يجب التحرك الآن لتدمير برنامج إيران النووي ومرافق الطاقة المركزية.

بدوره، دعا السياسي اليميني أفيغدور ليبرمان، إلى "قصف منشآت النفط والغاز والمنشآت النووية، وتدمر المصافي والسدود".

إلى ذلك، أكد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن "طهران ستندم على هذه اللحظة كما ندم لبنان وقطاع غزة".

أتت تلك الدعوات بعدما أطلق الحرس الثوري الإيراني أمس أكثر من 180 صاروخا نحو إسرائيل، في هجوم وصفه بالدفاع عن النفس، وأكد أنه حقق أهدافه. في حين أعلنت تل أبيب أن أنظمتها الدفاعية تمكنت من اعتراض معظم تلك الصواريخ.