صيّفوا … يوماً بيوم!

حوّلت حرب الجنوب الهجينة ما بين "قواعد اشتباك" تلجمها عن أن تنفلت الى حرب شاملة وموجات تصعيدية مخيفة تدق أجراس الإنذار بالخطر الكبير، مهمّة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين من مهندس تسويات حدودية "تاريخيّة" بين لبنان وإسرائيل الى ضابط ارتباط ميداني مختصّ بـ"خفض التوتر". لا نملك أن نتكهن مسبقاً ما إن كان هوكشتاين سيستمر في موقعه بعد تشرين الثاني المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، ولكن يمكننا الزعم مسبقاً أنه سيعايش معنا صيفاً "على الطلب" الميداني الطالع والنازل، المتصاعد والمنحسر، المنفجر والمهادن، الى أن ينبعث من هذه المعادلة الميدانية المعقدة التي ربطت لبنان بساحة أشرس حرب عرفها تاريخ الفلسطينيين مع إسرائيل ما نجهله ويجهله العالم برمّته معنا.

لن نتوقف للحظة أمام أوهام علكتها ثمانية أشهر من المواجهات الجارية على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، من أن الحلول ممكنة في مقبل الأيام والأسابيع والأشهر في جعب الموفدين فيما تنذرنا "الميادين" المفتوحة من غزة الى الجنوب، بأن هذه الحرب أسقطت لا فقط قدرة أكبر الخبراء الاستراتيجيين في الغرب والشرق على حسن التقدير والتوقع بل أيضاً كل قدرات الدول في إعادة ضبط القواعد الكلاسيكية للحروب على هذه الكارثة الحربية المتدحرجة. ولذلك فإن أقصى الطموحات اللبنانية تحديداً، أمام قدر غاشم جديد شاءه "حزب الله" قسراً للبنان بربطه الإكراهي بحرب غزة، أن ينجح موفد الإدارة الأميركية الراهنة في الأشهر الفاصلة عن الانتخابات الأميركية، في جعل يوميات اللبنانيين أكثر من مجرّد عدّ عكسي لموعد اشتعال كارثة الحرب الشاملة المدمّرة.

 

ولعل الأميركيين، وهم الأكثر براعةً في تلقين الدول والديبلوماسيات وكذلك الشعوب فن البراغماتية والواقعية ولو المثيرتين غالباً للسخط والغضب والعداء، يظهرون الآن المعيار الأوسع في البراغماتية حين تختصر مهمة الموفد آموس هوكشتاين بخفض التوتر من دون مبالغات في إثارة الآمال المضخمة.

وفي مجمل الأحوال تسوقنا المهمة الطارئة للموفد الأميركي الذي حضر عاجلاً على خلفية اقتراب الخطر على الجبهة اللبنانية من احتمال الانفجار الكبير في الأسبوع الماضي، الى معاينة ظاهرة لبنانية فريدة ليست الأولى من نوعها طبعاً ولكنها تكتسب مع تراكم التجارب اللبنانية مذاقاً خاصاً للغاية. إنها ظاهرة ما يُسمّى تقليدياً التكيّف مع الأزمات فيما بات بعض هذه الصفة أو هذا المعيار دليل خنوع واستسلام لمنع التغيير الجذري في أحوال اللبنانيين.

تكفي النظرة الى ظاهرة توافد اللبنانيين من بلدان الانتشار في الأيام الأخيرة أو الى "فقاعة" الحفلات الغنائية في ليل بيروت الكالح دوماً إلا في أمكنة الحفلات، لإسقاط رمزية السعي الى هدنة أو تهدئة أو خفض للتوتر والعمليات الحربية في الجنوب مع هذه "الصيفية" الخارجة عن "قواعد الاشتباك" السياحية بدورها. هذه كتلك، أي إن اللبنانيين قادرون بشكل مذهل على أن يصنعوا صيفيتهم بـ"ريتم" لا يتصوّره عقل آخر. نتكيّف يوماً بيوم، تبعاً لليوميات لا وفقاً للقواعد، أيّ قواعد. وما يصحّ في الداخل الزاهي بحفلات الغناء الصادحة وإنفاق الملايين (بدولار السوق) رغم "مزاعم الفقر" (!!!) سيصحّ على الأرجح في ميدان الجنوب حيث قد تتقاطع عوامل ومسببات وظروف تتيح تواصل صيفية لا هي صيفية حرب ساحقة ولا صيفية هدنة ثابتة.. كل لبنان إذن هو "كل يوم بيومه". فاسترخوا!!!

حوّلت حرب الجنوب الهجينة ما بين "قواعد اشتباك" تلجمها عن أن تنفلت الى حرب شاملة وموجات تصعيدية مخيفة تدق أجراس الإنذار بالخطر الكبير، مهمّة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين من مهندس تسويات حدودية "تاريخيّة" بين لبنان وإسرائيل الى ضابط ارتباط ميداني مختصّ بـ"خفض التوتر". لا نملك أن نتكهن مسبقاً ما إن كان هوكشتاين سيستمر في موقعه بعد تشرين الثاني المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، ولكن يمكننا الزعم مسبقاً أنه سيعايش معنا صيفاً "على الطلب" الميداني الطالع والنازل، المتصاعد والمنحسر، المنفجر والمهادن، الى أن ينبعث من هذه المعادلة الميدانية المعقدة التي ربطت لبنان بساحة أشرس حرب عرفها تاريخ الفلسطينيين مع إسرائيل ما نجهله ويجهله العالم برمّته معنا.

لن نتوقف للحظة أمام أوهام علكتها ثمانية أشهر من المواجهات الجارية على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، من أن الحلول ممكنة في مقبل الأيام والأسابيع والأشهر في جعب الموفدين فيما تنذرنا "الميادين" المفتوحة من غزة الى الجنوب، بأن هذه الحرب أسقطت لا فقط قدرة أكبر الخبراء الاستراتيجيين في الغرب والشرق على حسن التقدير والتوقع بل أيضاً كل قدرات الدول في إعادة ضبط القواعد الكلاسيكية للحروب على هذه الكارثة الحربية المتدحرجة. ولذلك فإن أقصى الطموحات اللبنانية تحديداً، أمام قدر غاشم جديد شاءه "حزب الله" قسراً للبنان بربطه الإكراهي بحرب غزة، أن ينجح موفد الإدارة الأميركية الراهنة في الأشهر الفاصلة عن الانتخابات الأميركية، في جعل يوميات اللبنانيين أكثر من مجرّد عدّ عكسي لموعد اشتعال كارثة الحرب الشاملة المدمّرة.

ولعل الأميركيين، وهم الأكثر براعةً في تلقين الدول والديبلوماسيات وكذلك الشعوب فن البراغماتية والواقعية ولو المثيرتين غالباً للسخط والغضب والعداء، يظهرون الآن المعيار الأوسع في البراغماتية حين تختصر مهمة الموفد آموس هوكشتاين بخفض التوتر من دون مبالغات في إثارة الآمال المضخمة.

وفي مجمل الأحوال تسوقنا المهمة الطارئة للموفد الأميركي الذي حضر عاجلاً على خلفية اقتراب الخطر على الجبهة اللبنانية من احتمال الانفجار الكبير في الأسبوع الماضي، الى معاينة ظاهرة لبنانية فريدة ليست الأولى من نوعها طبعاً ولكنها تكتسب مع تراكم التجارب اللبنانية مذاقاً خاصاً للغاية. إنها ظاهرة ما يُسمّى تقليدياً التكيّف مع الأزمات فيما بات بعض هذه الصفة أو هذا المعيار دليل خنوع واستسلام لمنع التغيير الجذري في أحوال اللبنانيين.

تكفي النظرة الى ظاهرة توافد اللبنانيين من بلدان الانتشار في الأيام الأخيرة أو الى "فقاعة" الحفلات الغنائية في ليل بيروت الكالح دوماً إلا في أمكنة الحفلات، لإسقاط رمزية السعي الى هدنة أو تهدئة أو خفض للتوتر والعمليات الحربية في الجنوب مع هذه "الصيفية" الخارجة عن "قواعد الاشتباك" السياحية بدورها. هذه كتلك، أي إن اللبنانيين قادرون بشكل مذهل على أن يصنعوا صيفيتهم بـ"ريتم" لا يتصوّره عقل آخر. نتكيّف يوماً بيوم، تبعاً لليوميات لا وفقاً للقواعد، أيّ قواعد. وما يصحّ في الداخل الزاهي بحفلات الغناء الصادحة وإنفاق الملايين (بدولار السوق) رغم "مزاعم الفقر" (!!!) سيصحّ على الأرجح في ميدان الجنوب حيث قد تتقاطع عوامل ومسببات وظروف تتيح تواصل صيفية لا هي صيفية حرب ساحقة ولا صيفية هدنة ثابتة.. كل لبنان إذن هو "كل يوم بيومه". فاسترخوا!!!