طويل: الديمقراطية لا تستقيم إلا بالإنتخابات النيابية... ومن دون اصلاح لا مساعدات

إستهل النائب الثالث لرئيس حزب الكتائب كميل طويل حديثه إلى برنامج "اليوم السابع" عبر اذاعة صوت لبنان، بالتطرق الى الشأن الفرنسي، معتبراً ان فرنسا في دائرة الارهاب والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيواجه بالطرق السيادية.

واشار طويل الى ان الرسوم الكاريكاتورية عمرها مئات السنوات في فرنسا وهي تهزأ من كل شيء سواء الاديان والملوك والرؤساء ولا حدود لها، أما في المجتمعات العربية والاسلامية فهي تُعتبر من المحرمات والمواضيع الشائكة ويبتعد عنها الكثير من المفكرين كي لا يُتهموا بالالحاد او التهجم على الدين. وتابع طويل "لكن الوضع مختلف في فرنسا فالحرية هي المقدسة لا الدين وفرنسا بلد علماني يحافظ على الاديان وحرية التعبير".

ورأى أن ماكرون سيدافع عن القيم العلمانية في فرنسا وهي قيم لا جدل فيها، وهو تحدّث عن تطرّف اسلامي لا تطرف الدين الاسلامي، كما أن من حقّه الدفاع عن شعبه والقيم وحتى عن الكنيسة الكاثوليكية في هذه البلاد.

وشدد طويل على ان ماكرون جديّ في تصديه لعمليات الارهاب، معتبراً ان لا خوف على تسلط الدين على الدولة في فرنسا،  وقال "يا ليتنا نصل في لبنان الى هذا النوع من العلمنة".

ولفت الى ان ماكرون وككل انسان عاقل في العالم سيكون مع العاقل والبريء ضد الارهاب.  

وتابع "الحالة الاسلامية التي تولّد الارهاب هي حالة عالمية جزء منها موجود في فرنسا كما في العديد من البلدان الاخرى وعلى المسلمين انفسهم ان يتصدوا لهذه الحالة"، واصفاً مقاطعة الانتاج الفرنسي بالمهزلة ففرنسا بلد ديمقراطي وهناك سيادة للقانون.

وبالإنتقال الى الشأن اللبناني، اشار طويل الى ان فرنسا يهمها الاستقرار في لبنان وتنظر الى تأليف اي حكومة بعين مراقبة قوية ولا يمكن ان تحكم الان بما ان ليس لديها لائحة مكتملة بالاسماء التي ستضمّها الحكومة العتيدة. وقال "اذا كان هناك اي خلل بالتشكيلة يتنافى مع طرح ماكرون فلا اتوقع حصول قبول فرنسي للحكومة".

وحذّر من أن "اذا لم يكن هناك حكومة تأخذ المبادئ التي قدّم على اساسها ماكرون المبادرة فلن تستمر هذه المبادرة"، لافتاً الى ان فرنسا متشددة بعملية الاصلاح، وهذا شرط سيدر قبل المبادرة الحالية ومن دون الاصلاح لا يوجد اي نوع من المساعدات".

ورداً على سؤال حول ثورة 17 تشرين، شدد طويل على ان الثورة خير ما انتجه لبنان في السنوات الاخيرة وهي باتت نبضاً وسلوكاً وقد عبّرت عن رفض الشعب اللبناني للفشل في العمل السياسي وفشل السلطة كما رفضت الفساد، مؤكداً ان الثورة ضرورة للبنان ومن المبكر الحديث عما انتجته.

واعتبر ان هناك عقبات عدة تواجهها، اولا الموانع الطبيعية مع استمرار تفشي فيروس كورونا، اضافة الى الموانع الاقتصادية والامنية والتشعبات التي تتخبط بها الثورة التي بدأت بمئة مجموعة لتصبح تضمّ اليوم الالاف".

ورأى ان الثورة ضرورة للبنان لكنها ما زالت شابة، ولا بد من ان تُنتج لان خلاص لبنان لا يمر الا بالثوار والمنطق الثائر الرافض لكل عمليات الفساد والفشل، ولا ينظر الا لبناء لبنان ومستقبل لابناء هذا الوطن، مشيراً الى ان حزب الكتائب ممن نادى بالثورة قبل ولادتها.

وقال "في اي بلد كان وبعد هكذا تحرّكات في الشارع كان سيُحلّ المجلس النيابي بالطرق القانونية وتُجرى انتخابات نيابية، لكن ما يحصل في لبنان أن كأن الحكام جالسون على الشرفة ولا يرون حقيقة ما يحصل بل ينظرون الى البحر والمناظر الجميلة".

ورداً على سؤال حول زيارة ماكرون بعد ساعات على إنفجار مرفأ بيروت، قال طويل معلّقاً "افرحني مجيء ماكرون بعد انفجار 4 آب لكن أتعسني ذلك في الوقت نفسه لانه دفعني الى المقارنة بين مسؤول وطني ومسؤول أجنبي، وكنت أتمنى ان ارى غير ماكرون قرب الانقاض والناس المعذّبة".

وتعليقاً على إستقالة نواب الكتائب من البرلمان، قال "قرار الكتائب بالإستقالة صائب ومنسجم مع كل القرارات والسياسات التي انتهجها الحزب منذ 5 سنوات"، مضيفاً "همّنا الوطن فقط وميزان الربح والخسارة لدينا يختلف عن ميزان الباقين".

وأردف "هذا هو القرار الذي يخدم لبنان والديمقراطية فيه"، مشدداً على ان الديمقراطية لا تستقيم الا بإجراء انتخابات نيابية ايا تكن النتائج.

وقال "نحن على عتبة تغيير كبير بالمنطق والتصرّف السياسي، وما بعد 17 تشرين ليس كما قبله ونحن في طريقنا الى الديمقراطية اللا عنفية وفي النهاية سنبني لبنان وذراعنا مفتوحة لكن من يشبهنا لكي يبقى لبنان وطن الحرية والانسان".

وفي ما يتعلّق بفيروس كورونا، رأى طويل أننا نحتاج لوقت للسيطرة على الفيروس، وقال "اليوم الوضع صعب لان هناك موجة جديدة من الاصابات تقتضي الاقفال والا سيتمدد الفيروس ويصيب من لديه مشاكل صحية"، مشدداً على أهمية احترام الحجر الصحي.

واشار طويل الى ان اللقاح بات شبه جاهز ونحن الان مرحلة الانتاج، متوقعاً طرحه في الأسواق بين اذار ونيسان، علماً ان بعض البلدان تجرّب بعض اللقاحات.