عشرات القتلى في زلزال مدمّر ضرب هايتي

أسفر زلزال قوّي ضرب هايتي صباح اليوم بالتوقيت المحلي عن سقوط 304 قتلى على الأقل ووقوع أضرار جسيمة في جنوب غرب الجزيرة، وأعاد إلى الأذهان الذكريات المؤلمة لزلزال 2010 المدمّر.
وضرب الزلزال الذي بلغت قوّته 7,2 درجات هايتي اليوم قرابة الساعة 8:30، على بعد 12 كلم من مدينة سان لوي دو سود التي تبعد بدورها 160 كلم من العاصمة بور أو برنس، وفق المركز الأميركي لرصد الزلازل.
وأعلنت إدارة الدفاع المدني في هايتي عن ارتفاع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد إلى 304 قتلى ومئات المفقودين والجرحى.

وجاء في بيان الإدارة: "ارتفع عدد ضحايا الزلزال إلى 227 قتيلا بينهم 158 في الجنوب ومئات الجرحى والمفقودين".
وأعلن رئيس الوزراء أرييل هنري أنّ "الحكومة أقرّت في الصباح حال الطوارئ لمدة شهر عقب وقوع هذه الكارثة"، داعياً السكان إلى "التحلّي بروح التضامن وعدم الاستسلام للذعر".
ويرتقب أنّ يتوجه رئيس الوزراء على رأس وفد من المسؤولين المعنيين إلى المكان في الساعات المقبلة بهدف "تقييم الوضع في مجمله".
وفي واشنطن، عرض الرئيس الأميركي جو بايدن مساعدة الولايات المتحدة. وقال مسؤول في البيت الابيض لم يشأ كشف هويته للصحافيين إنّ "بايدن أجاز استجابة أميركية فورية وكلّف مديرة الوكالة الأميركية للمساعدة الدولية (يو إس ايد) سامانتا باورز تنسيق هذا الجهد".
انهيار فندق ومنازل
عند الساحل الجنوبي لهايتي، انهار فندق "لو منغييه" المتعدّد الطبقة بالكامل في لاس-كايس، ثالث أكبر مدينة في البلاد.
وانتشِلت جثة مالك الفندق العضو السابق في مجلس الشيوخ بهايتي غابرييل فورتوني من تحت الأنقاض بحسب شهود. وأكّد رئيس الوزراء وفاته في وقت لاحق.
وشعر سكان مجمل البلاد بالزلزال. وتعرّضت مدينة جيريمي التي يقطنها أكثر من مئتي ألف نسمة عند الطرف الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة، لأضرار كبيرة في وسطها المكوّن بصورة أساسية من منازل ذات طبقة واحدة.
وقال أحد سكان جيريمي جوب جوزيف "سقط سقف الكاتدرائية والشارع الرئيسي مغلق، هنا يتركز كلّ نشاط المدينة الاقتصادي".
وأورد تاماس جان بيار "لقد جنّ الناس، الأهل حملوا أبناءهم وغادروا المدينة بعد انتشار شائعات عن #تسونامي".
وكان المركز الأميركي للجيوفيزياء أصدر تحذيراً من تسونامي إثر الزلزال سرعان ما ألغاه.
ومدينة جيريمي الشهيرة باسم مدينة الشعراء، معزولة نسبياً عن البلاد كون الطريق الوطنية التي تعبر الجزيرة لم تنجز بعد.
وقالت كريستيلا سان هيلير (21 عاماً) التي تقطن قرب مركز الزلزال "كنت داخل منزلي عندما بدأ يهتز، كنت قرب النافذة ورأيت كافة الأشياء تتساقط".
وأضافت: "سقطت قطعة من الحائط على ظهري لكني لم أصب بجروح خطرة"، مشيرةً إلى أنّ "منازل عدّة دُمّرت بالكامل".
ذكريات 2010 الأليمة
وصوّر شهود ركام العديد من المباني الاسمنتية بينها كنيسة يبدو أنّها كانت تشهد احتفالاً دينياً في منطقة تبعد 200 كلم جنوب غرب بور أو برانس.
ولا يزال البلد الأفقر في القارة الأميركية يستذكر زلزال 12 كانون الثاني 2010 الذي دمّر العاصمة والعديد من المدن.
وقضى يومها أكثر من 200 ألف شخص واصيب أكثر من 300 ألف آخرين، فضلاً عن تشريد مليون ونصف مليون من السكان.
وبعد أكثر من عشر سنوات من هذا الزلزال المدمّر، لم تتمكّن هايتي الغارقة في أزمة اجتماعية سياسية حادّة، من مواجهة تحدّي إعادة الإعمار.