عطية للمفتشين التربويين: اذكروا أن أكبر مسؤول في هذا الوطن مسؤول أمام الناس لا على الناس

توجّه رئيس التفتيش المركزي بكلمة الى المفتشين جاء فيها:

ايها السادة الكرام، المفتشون المعاونون .

تكتمل الآن مراسمُ انتماءكم الى التفتيش المركزي كسلطة رقابية مستقلة ، متوّجة بيمينٍ حملت في مضامينها الكثير من القواعد الاصلية لأخلاقيات وطنية وعائلية على السواء.

 اخاطبكم اليوم وانتم في خضمّ الخدمة العامة التي أُنيطت بكم بعد ان جرى انتقاءَكم استنادا الى معايير الكفاءة والقدرة على الالتزام .

فما أهمَ ان اذكركم اليومَ ، على ان تطيعوا واجبكم في كلّ ما يتعلّق بالخدمة التي دُعيتم اليها ، وان لا تنتهكوا حرمةَ الشرف وان لا تستعملوا الوظيفة التي أعطِيَت لكم لغير ما يحقّقُ مصالحَ الناس في تنفيذ القانون، فطاعة الواجب بالخدمة، اخلاصٌ في العمل وتفانٍ في الالتزام ، وعدم انتهاك حُرمةَ الشرفِ امانةٌ على كرامات الناس ، مهمّةٌ تستلهمُ اديان السماء ولا تُلقى الا على عاتق الانقياء والشرفاء.

أما النقاءُ في تنفيذ القانون فيوجبُ الحِرصَ على الحقوق، ولو الصغرى، والتجرُّدَ في الخدمة عن المنافع والمطامعِ، ويبحثُ دوماً عن العدل والحكم الصالح .

 

ايها السادة ،

 ان اليمينَ التي تقسمونها اليوم وعدٌ امام الله والشعبِ والذات ، والوعدُ التزامٌ ووفاء،

 ان اليمينَ عهد امام العزّة الالهية الساهرة على تمام كلّ معاني القسم الجاري باسمها، وحضورٌ دائم امام الضميرِ الشخصي المبكّت على الحق الذي يعلو ولا يُعلى عليه، ومسؤوليةٌ امام الشعب الصارخ المطالب بالانصاف والعدل في ملاحقة ومحاسبة المسهترئين بسلامة هناء عيشه، ان الالتزام فيه وفاء لكل سلطة اعطيت لكم بتشريفـ وتكليف ، فبالحريّ بكم صدقُ الامانة في عيش المهام الموكلة اليّكم وكأنها من الله ممنوحة، له النتاج منها والحساب فيها، اما الوعدُ في اليمين فمسؤولية هو، نتولى من خلالها البحث تحققا عن النظافة والكفاءة والجدارة لمرافقة وحماية مستحقيها وملاحقة ومعاقبة من لا يملىي شروطَها، لأن في الانتماء الرقابي تكليفا بمسؤولية من ابناء هذا الوطن اجمعين، لكم انتم العاملين ، في صرح التفتيش المركزي الكريم، لحساب هذا الشعب اللبناني العظيم "اذكروا ان اكبر مسؤولٍ في هذا الوطن مسؤولٌ امام الناس لا على الناس .

من هنا، ان تكونَ في المسؤولية الرقابية ، فذلك ابعدُ من ان يكونَ لك موقعٌ حصينٌ في الدولة ومكانةٌ مرموقة في المجتمع تتجرأ فيهما على مواطني هذا الزمن، بل ان تحفظ هذه القيمة المضافة لك في نظرك وبعيون ذويك ومسؤوليك، ان تكونَ في مسؤولية الرقابة، فمعناهُ ان تعملَ باستمرارٍ على تنشئةِ ذاتكَ وتحويلها الى مثالٍ يرضيكَ، من خلالِ اتصافكَ بمزايا الشجاعةِ والصدقِ وحرية الضميرِ، ومحاربة التراضي والتباطؤ والتأفّف والتكاسُل .

ان تكون مسؤولا في خدمة رقابية فمعناهُ ان تحافظَ على القيم الانسانية السامية، لا سيما التوقُ الى التمسّك بالحريات العامة واجتناب كلّ ما هو نفعيٌّ و شخصيّ.

وهذه مزايا وقيمٌ ومبادىءُ قائمةٌ في صلبِ القوانين والتربية الوطنية والعائلية .

كونوا دما جديدا وجيلا واعدا تشاركون رسالة اعادة بناء الوطن، بكلِّ حزمٍ وعزمٍ ودراية وعلمٍ، فتكونون في خدمةِ المواطنين َ، جميعِ المواطنين، بدون ادنى تمييز طائفي مناطقي او فئوي ، لما يرتدّ بالخير على بنيكم والاجيال القادمة .

فيا ايها المفتشون المعاونون التربويون، اثبتوا اليوم دوركم الفاعل و قيمة هيبتكم في نظر الكافة، وانهضوا مجددا بالرسالة العامة التربوية، الى مجد جديد من الخدمة والعطاء بإخلاص ، لما فيه خير الاجيال الصاعدة ومستقبل البلاد راقبوا دون ترهيب ، حققوا دون تغييب وعاقبوا دون تمييع .

 

ايها السادة المفتشون المعاونون،

انه ليٌسعدُني ان اتوجه اليكم بهذا الخطاب التحريضي على غلب العادات السيئة  الخارجة عن مألوف المناقبية المرجوة منكم ، فيفخرَ بالتزامكم اهلكُم، ويطمئنَّ لحُسنِ أدائكم المواطنون، ويعتزّ بصدقِ ولائكُم الوطن.

ألا بارك الله فيكم، حماةً للقانون، سنداً للخدمة وبناؤون للبنان، إعملوا جيداً وكأنكم للهِ تعملون.

 

لائحة باسماء المفتشين التربويين الذين اقسموا يمينهم القانونية:

محمد عبد القادر الزعبي، غادة جورج عيد، محمد علي مشيك، مي امين حسن، فاطمة محمود مهدي، لبابه ناهد عبد الله الخالدي، غنوة محمد الشامي، مها يوسف الخيال، عيسى حسن الربيع، رنا يعقوب الرياشي، رأفت ابراهيم مواسي، رايق علي عبيد، خليل رسلان ابو دية، روي عادل حرب، مريم خليل رضا، شادي سجعان الحاج، فدوى نبيل نصر، احلام سعيد مرعي، عبير نديم ابو شقرا، جيهان عبدالله هرموش، لارا زهير ابو شقرا، وداد خالد الحرفوش، غوى خليل بشروش، سهى مخايل شلهوب، فاطمة علي الصاج، زينة سليم الصيفي، هبة مصطفى احسان الصوفي.