عقبات جديدة أمام إيصال الإمدادات الطبية إلى غزة

بعد وصول القوافل الأولى التي تحمل مساعدات إنسانية طارئة إلى غزة، لا يزال من غير الواضح حجم الإمدادات الطبية التي تم توزيعها على مستشفيات القطاع التي تعاني من نفاد الوقود والأدوية وباقي الأدوات الطبية الأساسية.

واستغرق إدخال المساعدات إلى غزة المحاصرة أياما من المفاوضات، لكن وصولها لم يكن سوى خطوة أولى في عملية لوجستية وأمنية معقدة، في ظل تواصل القصف المكثف على القطاع، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

وقال مسؤولو إغاثة ومدير أحد المستشفيات إن هذه القضايا العملية والمتعلقة بالسلامة أدت إلى "تعقيد تحدي إيصال المساعدة إلى الأماكن التي تشتد الحاجة فيها إليها".

في المقابل، لم يحصل موقع "الحرة" على تعليق من الجيش الإسرائيلي حول أثر القصف على وصول المساعدات. 

"الوضع لا يزال سيئا"

ومنذ السبت، بدأت المساعدات الدولية تدخل قطاع غزة الصغير المساحة والذي يتجاوز عدد سكانه المليونين.

والإثنين، دخلت قافلة مساعدات ثالثة عبر رفح، المعبر الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل من بين معابر القطاع.

ومنذ السبت عبرت ثلاث قوافل مساعدات إلى القطاع المحاصر ضمت نحو 50 شاحنة، في وقت أشارت فيه الأمم المتحدة إلى أن سكان غزة يحتاجون إلى 100 شاحنة يوميا.

وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة، مدحت عباس، إنهم "ينتظرون توضيحا بشأن ما تم توزيعه، إن وجد". 

وأفاد مسؤولو إغاثة بأن حجم المساعدات التي تم توزيعها "يبقى غير واضح"، كاشفين "نقل بعضها على الأقل إلى أحد المستودعات".

وأكد عضو بالهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة غزة، وصول أدوات طبية وأكياس جثث إلى شمال القطاع.

وصرح محمد أبو سليمة، مدير مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وهو أكبر مجمع طبي في الأراضي الفلسطينية في الجزء الشمالي من القطاع، إن "الوضع لا يزال سيئا"، مضيفا: "حتى الآن لم يصل شيء وما زلنا ننتظر".

وشدد مسؤولو الإغاثة، بمن فيهم رئيس المنظمة العالمية للصحة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، على ضرورة توفير ممر آمن لقوافل المساعدات.

ويوم الأحد، عبرت قافلة مساعدات تضم 14 شاحنة محملة بالمياه والغذاء والمعدات الطبية إلى غزة قادمة من مصر، عبر معبر رفح الحدودي.

وفي اليوم السابق (السبت)، دخلت 20 شاحنة محملة بإمدادات المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، بعد أيام من المفاوضات التي شارك فيها مسؤولون أميركيون وأمميون وإسرائيليون ومصريون.

وقبل السماح بدخول شحنات المساعدات الأولية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، فرضت إسرائيل حصارا كاملا على وصول المياه والكهرباء وباقي الخدمات الأساسية إلى غزة، ردا على هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذه مقاتلو حركة حماس التي تسيطر على القطاع.

"بصيص أمل"

وقالت الأمم المتحدة إن المساعدات التي سمح لها بالدخول تمثل جزءا صغيرا – نحو 3 بالمئة – من المتوسط اليومي للسلع التي كانت تدخل عادة إلى غزة، التي كانت تحت الحصار، قبل الحرب الأخيرة.

ووصف منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، قافلة الأحد بأنها "بصيص أمل صغير آخر لملايين الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية"، مضيفا أنهم "في حاجة إلى المزيد، وأكثر من ذلك بكثير".

ودعت منظمات الإغاثة الدولية إلى إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوقود الذي ترفض إسرائيل وصوله إلى القطاع خشية أن تستخدمه حماس لأغراض عسكرية.

ويمثل نقص الوقود "مصدر قلق متزايد لمسؤولي الإغاثة التابعين لمنظمات الأمم المتحدة"، التي تأوي ما لا يقل عن نصف مليون شخص في مراكزها ومدارسها.

وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين: "إذا لم يكن هناك وقود، فلن يكون هناك مخابز، مما يعني غياب الطعام.. لهذا السبب فهو في غاية الأهمية".

وأضافت: "سنغلق بعد ثلاثة أيام إذا لم يكن هناك وقود".

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن 12 من أصل 32 مستشفى ومركزا طبيا في غزة خارج الخدمة، إما بسبب تعرضها لغارات جوية إسرائيلية أو لنفاد الوقود وعدم قدرتها على مواصلة تقديم خدماتها.

وأبلغت المراكز الصحية التي ما تزال تعمل عن نقص في العديد من الأدوية أو نفادها.

في المقابل،  قال  المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه في منصة "أكس"، إن "حماس لديها وقود"، ناشرا صورتين قال إنها تعود لبراميل وقود تابعة للحركة.

ودعت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها، الاثنين، إلى وقف القتال لتسهيل إيصال المساعدات.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، شدد، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الاثنين، على ضرورة "استمرار تدفق" المساعدات الإنسانية إلى غزة.

ويأتي هذا الاتصال، بعد ساعات من محادثات هاتفية أجراها وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الاثنين، مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، تناولت آخر مستجدات العملية العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة.

وشدد أوستن بحسب بيان للبنتاغون على أهمية دور إسرائيل  في تسهيل وصول القوافل الإنسانية إلى غزة خلال اليومين الأخيرين وعلى أهمية حماية المدنيين.

وأضاف البيان أن أوستن وغالانت ناقشا استمرار تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل واستعرضا الإجراءات التي يتخذها البنتاغون لردع أي دولة أو جهة غير حكومية تسعى إلى تصعيد الحرب.