عودة: حاسبوا نوّابكم.. نحن بحاجة إلى رجال دولة لا مصطادي سلطة

سأل المطران الياس عودة: "أليسَ هذا واجِــبُ كلِّ مسـؤولٍ أيضاً، أن يُحسِنَ تُجاه وَطَنِه بِحُسْنِ مُعامَلَتِه لكلِّ مُواطِن؟ أليستْ دَعوةً إلى المُساواةِ بين الناس، وإلى خِدمَةِ الوَطنِ عَبْرَ خِدمَةِ كُلِّ مُواطِن؟ وهَلْ مِنْ خِدمَةٍ أفْضلُ مِنْ تأمينِ العَيْشِ الكَريمِ للمُواطِنِ في وطَنٍ آمنٍ ومُسْتَقِّر؟ لكنّ المُواطنَ يَئِنُّ وذوو السلطةِ يَعيشون في عالَمٍ بَعيدٍ عَن الواقِع، في غِيـابِ رئيسٍ لم يَرَ النُوّابُ ضَرورَةً لانْتِخـابِه".

وأضاف في عظة الأحد: "ما شَجَّعهم على ذلك تَقاعُسُ المُواطنين عَن القِيامِ بواجِبِ مُساءَلَتِهم ومُـحاسَبَتِهم. فعندما يَقْتَرِعُ إنسانٌ لنائبٍ فلأنّه اقْتنعَ بِبَرْنامَجِه وصَـدَّقَ وُعودَه. أليسَ مِنْ واجِبِه بَعْدَ حينٍ مُساءَلَتُه حَوْلَ ما وَعَدَ به؟ أليس هذا مِنْ صَميمِ الحَياةِ الديمُقراطيّة؟ لذا حاسِـبوا نُوّابَكم لِتَقويمِ أدائِهِم. حاسِبوهم على تَقاعُسِهِم في أداءِ واجباتِهم التي يَفْرِضُها الدُستور. وأوّلُ هذه الواجِباتِ انتخابُ رئيسٍ للبِلاد. هل حاسَبَ مُواطِنٌ نائباً على تَخَلُّفِه عَن أداءِ هذا الواجِب؟".

وتابع: "قَوْلُ كَلِمَةِ الحَقِّ أو القِـيامُ بِعَمَلٍ يُرضي الضَميرَ هي أعمالٌ ضَروريَّةٌ في حَياةِ الوطن. الشَهادةُ لِلْحَقِّ، احتِرامُ عَمَلِ المؤسَّـساتِ الدُستوريّة وإبْعادِها عَن التَجاذُباتِ السياسيّة، تَحاشي النِقاشاتِ العَقيمَة، المُراقَبَةُ والمُحاسَبَةُ، إدانَةُ المَحْسوبِيَّةِ والزَبائِنِيَّةِ والإستِزْلامِ والمُحاصَصَةِ والتَعْطيلِ والتَسلُّطِ والتَطَرُّفِ هي أمورٌ بَديهيَّةٌ عِنْدَ مَنْ أرادَ بِناءَ دولـة، لكن يَبدو أنْ لا إرادةَ إصلاحٍ حَقـيقيَّـةً في لبنان ولا أحَدَ يُريـدُ بِناءَ الدولَة".

وقال: "نحن بِحاجَةٍ إلى رِجالِ دولَةٍ لا إلى مُصْطاديّ سُلْطَةٍ يَسْتَغِلّونَها لِقَهْرِ الناسِ وإتْمامِ مَصالِحِهم. نحن بِحاجَةٍ إلى رِجـالِ دولَةٍ يَحْكُمونَ لبنان بِحِكمَةٍ وتَجَرُّد، يُحافِظون عليه سَيِّداً حُرًّا مُسْتَقِلاً ولا يَسْمَحونَ بأيِّ تَدَخُلٍ أو وِصايَةٍ أو اسْتِتْباع. كلُّ يَومٍ يَمُرُّ يَزيدُ حَجْمَ الأزمَةِ والوَقْتُ لا يُستَعاد. الوَقْتُ يَمُرُّ ويَمْضي وهِجْرَةُ الأدْمِغَةِ تَزيدُ وغَيْرُ اللبنانيين يَتكاثَرون وقد لا يَبقى لُبنانِيّ لِيُطَبِّقوا سِياساتِهِم الفاشِلَةِ عليه".