عودة لودريان: الحوار تفصيل والأهمّ استعداد "الثنائي" لمرشح ثالث

يعقد في الايام القليلة المقبلة، اجتماع لـ"الخماسية الدولية" التي تتابع الملف اللبناني – الرئاسي، في الدوحة. ويفترض ان يستبق اللقاءُ بين ممثلي الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، وصولَ المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، لاستكمال مسعاه "التوفيقي" بين اللبنانيين والذي بدأه منذ اسابيع.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" فإن المشاورات المرتقبة ستؤسس للمرحلة المقبلة رئاسيا في لبنان. ذلك ان لودريان لمس في محادثاته الاخيرة في بيروت استحالة فوز اي من المرشّحين المتنافسين اليوم، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد ازعور، في السباق الى بعبدا، نظرا الى التوازنات النيابية الحالية التي تحكم مجلس النواب. وعليه، اقتنع بأن استمرار باريس في دعم معادلة "فرنجية – نواف سلام"، لا طائل منه، ولا بد من الذهاب نحو خيار ثالث قادر على كسر الاصطفافات الحادة القائمة اليوم. فمَن يكون هذا الاسم؟

قطر، ستستضيف الخماسي، تتابع المصادر. ومن المعروف انها ترفع لواء انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون. اما الثلثاء، فأفيد عن لقاء جمع في بيروت السفير السعودي وليد بخاري ونظيره القطري ابراهيم السهلاوي..

 

هذه المعطيات، تعزز الانطباع بكون "الخماسي" سيشجّع على خيار العماد عون، خاصة وان الولايات المتحدة لا تعارض هذا التوجه بل على العكس، كونها تعتبر "القائد" محط ثقة ورجلا بعيدا من الفساد الذي نخر الطبقة السياسية اللبنانية الحاكمة على مر العقود الماضية.

لودريان بعد هذه المحادثات، سيعود الى لبنان وسيطرح على القوى السياسية عقد طاولة حوار، وقد بات الجميع في الداخل في صورة هذا الاقتراح الذي يحمله معه المبعوث الفرنسي، حتى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري اشار الى انه "ركّب" هذه الطاولة في مجلس النواب، علما ان لا شيء محسوما بعد في شأن مكانها او شكلها...

لكن  بحسب المصادر، ليست المشكلة في ما اذا كان الحوار سيُعقد ام لا، خاصة وأن القوى المعارضة للثنائي الشيعي، غير متحمّسة له وتعتبره مضيعة للوقت وحتى مدخلا للتلاعب باتفاق الطائف، بل ان "الاهمّ" وما يُمكن ان يغيّر في هذا المشهد كلّه، هو إبداء حزب الله وحركة امل، الاستعداد للقبول بالمرشح الثالث.. فهل هما في هذا الصدد؟ اذا كان الجواب ايجابيا، فإن العقدة تكون بدأت تُفكفك، وحينها سيتم ايجاد "التخريجة" الشكلية التي تسمح بالتواصل بين الكتل وتمهّد لتفاهم على مرشّح رئاسي جديد، وقد تتمثل بمشاورات ثنائية او ثلاثية برعاية دولية، وهو ما لم يمانعه رئيس القوات سمير جعجع امس.. اما اذا كان جوابهما سلبيا، فعندها لا حوار سيعقد ولا انتخاب سيحصل، تختم المصادر.