كيف نواجه سيطرة حزب الله على لبنان؟

اسقطت المعارضة في جلسة اللجان النيابية اقتراح اعفاء محافظة الجنوب من الرسوم الضريبية بعد ان حاول الثنائي تمريره بحجة الحرب في الجنوب.

يبقى على المعارضة منع الحكومة من دفع تعويضات مالية للمتضررين ولاهالي الشهداء، والحجة قطعا ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال في وقت سابق ان لا سلطة لحكومته على الاحداث في الجنوب وبالتالي عليه ان يمتنع بصفته رئيس حكومة لم تتخذ قرار حرب الالهاء عن التعويض، وعلى من اتخذ قرار الحرب خدمة لمصالح خارج حدود الوطن ان يعوض على من استجلب لهم هذه الخسائر مادية كانت ام خسائر بالارواح.

الطغيان السياسي الذي يمارسه الثنائي على الافرقاء الداخليين والترهيب الفكري والمعنوي ومع كل الضغط الانساني على المعارضين، تستمر الاصوات بالارتفاع منددة بتمدد الدويلة على حساب الدولة وما تبقى من مؤسساتها. معادلة شعب وجيش ومقاومة الخشبية التي رفعها حزب الله كمن يحيي العظام وهي رميم، فلا الشعب اللبناني اليوم يؤيد حرب الالهاء، ولا قرار للجيش اللبناني بها لا من قريب او بعيد، بينما تخوضها المقاومة وتريد من كل الشعب اللبناني ان يدفع تكاليفها. حزب الله يعلم علم اليقين ان بيئته الحاضنة تتململ واصحاب رؤوس الاموال من تلك البيئة خسروا اموالهم في المصارف، والرأسماليين الذين يعملون في الخارج عاجزون عن ارسال الاموال الى لبنان خوفا من العقوبات الاميركية وغيرها، وابيئته الحاضنة تئن من الخسائر، فما عليه الا الطلب من الحكومة اللبنانية ان تدفع لكل عائلة شهيد مبلغ 20 الف دولار لارضائهم.

وهنا لا بد من التوقف للسؤال المصيري، لماذا يترك رئيس مجلس النواب قانون اللامركزية معلقا بين رفضه او إقراره؟ واذا ما طبقت تلك اللامركزية التي لا بد ان تكون ادارية ومالية من يدفع اثمان مغامرات الحزب التي لا تعد ولا تحصى؟

واذا ما كانت ماكينات حزب الله السياسية والاجتماعية وحتى العسكرية تسيطر على كامل حدود الوطن وتفاوض حتى العدو الصهيوني وتتنازل عن حقوق لبنان البحرية خدمة لمصالح ذلك العدو، هل من عاقل يتوقع ان يتنازل عن كل ما عمل من اجله لعقود من اجل بعض الاصوات التي ترفع من هنا وهناك؟

المواجهة مع حزب الله هي مواجهة سياسية ثقافية، واذا كان البعض يعتبر ان لبنان تحت الاحتلال الايراني فعلى اقوالهم ان تترجم بأفعال، التجارب اثبتت ان الحزب لا يفهم الا بمنطق القوة، وبطبيعة الحال لا نتكلم اليوم عن القوة العسكرية، ما يقلق حزب الله داخليا هي جبهة سياسية من كل مكونات المجتمع اللبناني متحدة متراصة شبيهة بجبهة ثورة الارز تقف بوجه مخططاته وتقول له كفى.