لبنان بيت لحم الجديدة... المطران مظلوم عبر Kataeb.org: للصبر والصمود في هذه الاوقات الصعبة

لا يختلف مشهد لبنان اليوم عن مشهد بيت لحم: تلك المغارة الصغيرة التي احتضنت في طقس عاصف الطفل يسوع في مذود من قش، تعيش أوجاع اللبنانيين الذين باتوا اليوم يفتقدون في بيوتهم وسائل التدفئة وأبسط مقومات الحياة من مأكل ومشرب ولباس.

فعيد الميلاد هذا العام، شبيه بليلة مظلمة قاسية تنشد النور، بعد أن سيطر الفقر على مليون ومئة الف لبناني، وفقد العديد العديد من الشعب امكاناته المادية ليعيّد بطريقة طبيعية كما في سابق الاعوام، وبعد أن عادت ايضاً نجمة الساحة " كورونا" لتطفئ آخر شمعة من شموع الأمل، كانت قد سبقت واطفأتها كهرباء لبنان "المعتمة" 24 على 24....

وها هو العد العكسي بدأ نحو الموت السريري، اذ ان الخوف يتفشى في النفوس، لا من المستقبل البعيد هذه المرة انما من المستقبل القريب الذي تفصلنا عنه أيام ألا وهو مرحلة ما بعد الأعياد، وذلك بسبب الاستمرار بتصاعد سعر صرف الدولار بطريقة صارخة وجنونية.

في حديث لـ kataeb.org، يشير النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم الى انه في سابق الاعوام، كانت الكنيسة تدعو الناس الى البساطة، ولأن اليوم البساطة اصبحت ظرفاً واقعياً مفروضاً عليهم، فبتنا ندعوهم الى الصبر ليحتملوا الاوضاع الصعبة التي تمر عليهم والتي تؤلمهم مع عائلاتهم.

واوضح مظلوم بأن عيد الميلاد هو محطة فرح فولادة المسيح هي ولادة الفرح بقلوب الناس لانها ولادة الخلاص الذي يزرع بدوره الفرح والسلام على الارض.

وشدد مظلوم على المسيحيين الا يركزوا على المظاهر الخارجية انما على الصلاة والصوم والتقشف واحتمال صعوبات.

كما تمنى على الجميع ان "نركز صلاتنا وجهدنا لاجل السلام لوطننا وحلول الازمات العميقة التي اوصلنا اليها معظم السياسيين، كما الصلاة لكي ينير الله عقول المسؤولين للتوصل الى قرارات تحل الازمات العالقة مما يسمح للبنان ان ينهض من المأساة التي وصل اليها مع الشعب اللبناني الذي افقروه وسرقوا تعب حياته.

وفي السياق، ذكّر مظلوم ان المسيح تجسد ليعيش معنا ومثلنا وليعيش حياتنا وصعوباتنا وهو عرف الطبيعة البشرية بكل ضعفاتها وصعوباتها وحتى بالالم والموت الا انه انتصر على الموت عبر القيامة، واعطى البشر ان ينتصروا بدورهم"، من هنا دعا ليكون الميلاد مناسبة بتعميق انتماء المسيحيين وتمسكهم بالرجاء وعيش المحبة التي بنيت كل تعاليم الكنيسة والمجتمعات عليها.

ورداً على سؤال، هل تخاف على مصير لبنان؟ لفت مظلوم الى ان الخوف موجود فبدون شك الوضع صعب جداً وما يجعل الخوف يستمر هو الانقسام العميق بين اللبنانيين انفسهم، وانقسام اللبنانيين الى معسكرات خارجية تمنع وحدتهم؟

وأكد ان "الخوف هو من ان يبقى البغض الذي زرع داخل قلوب الناس، من اجل تحقيق الانقسام، كبيرا ومسيطراً عليهم، حتى لو انتهت الازمة الاقتصادية".

وتابع: "رغم كل شيء، لا يجب نحن كمسيحيين ان نجعل الحقد يسيطر على قلوبنا والبغض يبعدنا عن الناس، صحيح اننا نتألم ولكن اذا فقدنا المحبة نكون فقدنا ثروتنا البشرية وعلاقتنا مع الناس ومع الله".

وفي ملف الهجرة يعتبر مظلوم ان الهجرة تدخل في اطار المحبة، فالاساس هو المحبة التي تعطي الصمود بالرغم من كل الصعوبات التي نمر فيها، ومن يصمد في ارضه يعلم انه اذا فقدها يفقد وجوده ويصبح كورقة في الهواء في ارض الهجرة.

اما رسالته الى المهاجرين، فيقول: " الظروف فرضت عليهم وعلى مستقبلهم وعائلاتهم مغادرة لبنان، فالأزمة اكبر منهم واكبر منا، ولكن رسالتي لهم، انهم حتى لو تجذروا في الخارج ولم يستطيعوا العودة الى لبنان، كما فعل ملايين اللبنانيين منذ اكتر من 170 سنة، ان يكونوا أمناء للوطن الذي يستقبلهم ويسهل لهم اعمالهم وعيشهم، ولكن في الوقت نفسه، ان لا ينسوا لبنان فهو منشؤهم وحبهم الاول وسيبقى حبهم الاول..."