لبنان على موعد في 2 آب المقبل لاعلان البطريرك اسطفان الدويهي طوباويا

ان حكى الصخر في وادي القديسين في قنوبين، ماذا كان ليخبرنا عن أجدادنا الذين تحدوا الموت وجها لوجه في الإيمان الحي. عن أياد حملت المعاول ومسابح الصلاة وحفرت بذاك الصخر وحولته إلى أحجار بنت فيها الأديار، والصوامع المعلقة على الجبال وفيها. ان حكى لقال انهم بنوا على “حجر الزاوية” لهذا لم تجرفهم السيول ولن تجرفهم. من ذلك الوادي المقدس ومن مغارة شفيعته القديسة مارينا حيث رفات 17 بطريركا لجأوا اليه هربا من غزو المضطهدين، رفات البطريرك اسطفان الدويهي (1630-1704) سليل إهدن الذي سيعلنه قداسة البابا فرنسيس، في الثاني من شهر آب طوباويا من ساحات بكركي التي بدأت تحضيراتها لاستقبال أكثر من 12 الف مؤمن سيأتون للصلاة وطلب شفاعة “قديسنا الجديد” الذي قيل عنه انه “رمم الحجر والقلوب والكنيسة وكانه ورشة دائمة”، داعيا إيانا ان نكون ورشة دائمة في قلب الكنيسة .

في الثاني من شهر آب المقبل 2024 وعند الساعة الثامنة والنصف مساء، ستقرع أجراس الكنائس في لبنان وبكركي وستصدح فرِحة معلنة الخبر السار عن اسم طوباوي جديد على مذابحها. بعد شهر من اليوم، لبنان ذاك البلد الصغير المتربع في قلب الله، سينتصر مرة اخرى على اليأس والحزن والكره ويتمسك بالرجاء والإيمان والمحبة، ويكتب أحرفا مصقولة بنار الإيمان في فصل جديد يضاف إلى صفحات رسالته التي وكله بها الرب لينشر عطر القداسة والحب في محيطه والعالم.

القزي

التقت “الوكالة الوطنية للإعلام” طالب دعاوى القديسين الاب بولس القزي، على هامش رحلة الحج الثانية التي نظمتها رعية اهدن – زغرتا مع مؤسسة البطريرك الدويهي تحت عنوان “على خطى البطريرك الدويهي”، واستوضحت منه تفاصيل التحضيرات الجارية في الصرح البطريركي في بكركي للاحتفال بتطويب البطريرك اسطفان الدويهي في الثاني من شهر آب المقبل، الذي قال:”ان التحضيرات جارية على قدم وساق، كذلك الأمر بالنسبة للاحتفال بقداس الشكر في اهدن مسقط رأسه. اذ كلفت شركة خاصة للإشراف على كل التحضيرات اللازمة من تجهيز المذبح إلى الخورس إلى تنظيم وتوزيع أماكن المقاعد للشخصيات الرسمية الدينية والمدنية المشاركة والمؤمنين، ايضا الجوقة والإضاءة والصوت.

انه احتفال استثنائي لبطريرك استثنائي، ومن المتوقع مشاركة نحو 12 الف شخص”.

اضاف:”سيحتفل بالتطويب رئيس مجمع القديسين الكاردينال مرشيلو سمرارو ، يرافقه رئيس مكتبه جون باولو ريتشوتي، يصلان إلى بيروت من روما يوم الاثنين في الاول من اب. خلال المراسم وأثناء تلاوة رسالة قداسة البابا فرنسيس التي سيقول فيها انه “بناء على طلب الكنيسة المارونية وغبطة البطريرك والمؤمنين والشعب اللبناني، يعلن المكرم وخادم الله البطريرك اسطفان الدويهي طوباويا، وانه يتم وضع إسمه على لائحة الطوباويين في الكنيسة الجامعة”، سترفع الستارة كاشفة عن صورة للبطريرك الدويهي، على وقع قرع لثلاثة أجراس استقدمت خصيصا من بلدة بيت شباب. كما سيتم اعتماد الثالث من شهر ايار عيدا للطوباوي الجديد، وهو يوم موته على الأرض في العام 1704 وانتقاله وميلاده في السماء”.

ذخائر الطوباوي

تابع الاب القزي:” اما الجزء الثاني من الاحتفال بالقداس سيكمله غبطة البطريرك الراعي باللغة العربية، وبعد القراءات والمناولة سيتم تكريم ذخائر البطريرك الدويهي، نحن نعرف ان هناك مشكلة في التعرف على ذخائره لأنه تم جمع كل ذخائر 17 بطريركا في وادي القديسين في قنوبين في مغارة القديسة مارينا. وحاليا هناك لجان مختصة وعلميّة وابحاث عالمية في نيوزيلنده وفرنسا واميركا، للتعرف والتحقق من ذخائر الدويهي”.

وأردف:” ان الفنان رودي رحمة قام بنحت تمثال لشخص البطريرك الدويهي وسيتم وضعه على قاعدة حيث ستكون ذخيرة الطوباوي الجديد. بعد التطويب يوم الجمعة في الثاني من شهر اب في بكركي، سيقام احتفال في الثالث منه في اهدن عند الساعة السادسة والنصف في اهدنيات، ويوم الأحد في الرابع منه يترأس البطريرك الراعي قداس شكر في المقر الصيفي في الديمان”.

تفاصيل لوجستية

عن التفاصيل اللوجستية للوصول إلى بكركي، قال الاب القزي:” ان المواقف ستكون مؤمنة للسيارات الاتية من كل المناطق اللبنانية، ابتداء من اول محطة في كازينو لبنان، وجامعة الروح القدس في الكسليك ومدرسة الرسل في جونية والملعب البلدي في جونية ودرعون حريصا. تم حجز كل تلك المواقف لتسهيل وصول المشاركين إلى بكركي عبر باصات خاصة، وذلك بالتنسيق والتعاون مع بلدية جونية ودرعون وكل بلديات كسروان، وكل القوى الأمنية والجيش اللبناني وكل الجهات المعنية”.

وشكر الاب القزي مؤسسة الدويهي “على كل الجهود التي تقوم بها، وأيضا سيادة مطران الجبة والنائب البطريركي جوزف نفاع، وكاهن رعية زغرتا واهدن المونسنيور اسطفان فرنجية”.

كما أوضح انه على صعيد النقل التلفزيوني المباشر، سيكون “للمؤسسة اللبنانية للإرسال حق النقل المباشر وستوزع على باقي المحطات، كما تم اعداد برامج تلفزيونية سيبدأ عرضها على المحطات التلفزيونية ابتداء من الثالث من شهر تموز الحالي. ويوم الأربعاء في 3 تموز هو ذكرى إعلان البطريرك الدويهي مكرما في العام 2008، سيقام مؤتمر صحافي في بكركي عند الساعة 12 ظهرا، للإعلان عن التحضيرات ليوم التطويب”.

صورة البطريرك

وعن صورة البطريرك الدويهي التي سيتم رفع الستارة عنها أثناء التطويب، كشف الأب القزي” ان الصورة التي نراها حاليا والتي تكرم على المذابح، هي صورة حقيقية للبطريرك الدويهي أثناء مشاركته سنة 1684 في ذكرى مرور مئة عام على تأسيس المدرسة المارونية في روما، انها رسمة زيتية لفنان إيطالي موجودة في المدرسة، وحاليا يعمل الفنان رومانوس مكرزل على رسم صورة البطريرك نقلا عن تلك اللوحة”.

كما استخدم الاحتفال جوقة وادي قاديشا بقيادة الاب الدكتور يوسف طنوس، وكتب الاب الحبيس يوحنا خوند كل الصلوات المخصصة للطوباوي الجديد.

واشار الاب القزي إلى انه قبل مراسم الاحتفال، “هناك تهيئة لمدة ساعتين من الوقت، اي عند الساعة 6.30 لذلك نامل من المشاركين الوصول باكرا والالتزام بكل التدابير”.