لقاحات الكوليرا وصلت.. والأبيض: لا داعي للهلع

في ظل ارتفاع عدد حالات الكوليرا سريعاً في مختلف المناطق اللبنانيّة، ووصول عدد الإصابات التراكميّة إلى 388 حالة، وارتفاع العدد التراكمي للوفيات إلى 17، اعتبر وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال، فراس الأبيض، أن لقاح الكوليرا سيساهم في الحدّ من انتشار هذا الوباء وتمدّده السريع بين الأقضية والمناطق.  

كلام الأبيض أتى بمؤتمرٍ صحافيّ، صباح اليوم الإثنين في مقر وزارة الصحة، بحضور السفيرة الفرنسية، آن غريو، ومدير شركة سانوفي العالمية ورئيس قسم اللقاحات في الشرق الأدنى، مروان شريف، بهدف الإعلان عن وصول الدفعة الأولى من لقاحات الكوليرا إلى لبنان، وهي عبارة عن 13440 جرعة لقاح.

معالجة سريعة
ورأى الأبيض أن وباء الكوليرا بات يشكل تحدياً آخر من التحديات التي يواجهها النظام الصحّي في لبنان، ولكنه يشكّل فرصة مناسبة للإضاءة على مكامن الخلل في البنى التحتية في لبنان لمعالجتها، لاسيما أن سوء معالجتها أدى إلى ظهور العديد من الأوبئة والأمراض، ومما لا شك فيه أن هذا الوباء ساهم في دق ناقوس الخطر للمسؤولين في قطاع المياه والنفايات والصرف الصحي، لضرورة العمل سريعاً لسد كل الثغرات الموجودة في البنى التحتية، والتي تسببت بشكل أساسي في تفشي هذا الوباء. كما دعا لضرورة العمل في محطات ضخّ المياه وتكرير المياه قبل أن يؤدي التلوث إلى تفشي واسع لوباء الكوليرا. علماً أن هذا التمدد لن يؤثر فقط على القطاع الصحي أو الاستشفائي، بل سيؤثر أيضاً على كل القطاعات الأخرى كالزراعة والبيئة والسياحة وعلى الاقتصاد أيضاً.

هبة فرنسية
بدورها شدّدت السفيرة الفرنسية في لبنان، أن هذه الدفعة من اللقاحات هي هبة فرنسية ودعمٌ إنساني طارئ للبنان بسبب حاجته الضرورية للمساعدة في هذه الظروف الصعبة، لافتةً أن الخطوة الأساسية اليوم تكمن في معالجة أسباب ظهور الوباء، وهو اهتراء البنى التحتية وتلوث المياه. كما أوضحت أن فرنسا وبالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ستقوم بمساعدة مؤسسات المياه في لبنان لمعالجة هذه الأزمة، وأنها ستقف دائماً إلى جانب لبنان لتجاوز مشاكله.

وفي حديث "المدن" مع الأبيض، شرح أن اللقاح المضاد للكوليرا سيكون عبر الفم، والدفعة الأولى من اللقاحات ستوزع على الأشخاص الأكثر حاجة لها، وهم العاملون في القطاع الصحي، والمساجين الموجودين في الأماكن المغلقة، وللأشخاص في المناطق الأكثر انتشاراً للوباء. أما الدفعة الثانية والتي ستصل إلى لبنان خلال الفترة المقبلة، ويبلغ عددها نحو 600 ألف جرعة لقاح، سيصار إلى توزيعها بين المناطق بشكل أوسع وأكب، تبعاً لمعايير وبائية وخطة شاملة سيعلن عنها الإثنين المقبل.  

خطة شاملة
وأضاف أبيض، أن جرعة اللقاح الثانية ستشمل كل الفئات العمرية، وسيسمح للأطفال الذين تجاوزوا عامهم الأول بالحصول عليها، ولا حاجة لإنشاء منصة إلكترونية أوتعبئة البيانات للحصول على موعد لتلقي اللقاح، إنما الطريقة التي ستعتمدها وزارة الصحة هي توزيع اللقاحات على المستشفيات وعلى الصليب الأحمر اللبناني، وستتبع الوزارة خطة شاملة وواضحة ستعلن عنها فيما بعد، والتي تقوم على توزيع اللقاحات في المناطق الأكثر انتشاراً للوباء كالبقاع وغيرها.

ورداً على سؤال "المدن" عن عدم جهوزية بعض المستشفيات الخاصة في بيروت لاستقبال حالات الكوليرا، ردّ أن مستشفى رفيق الحريري الحكومي بات مهيأ بالكامل لاستقبال المرضى، ويعالج 6 حالات كوليرا في القسم الخاص به، كما أن مستشفى بعبدا الحكومي صار جاهزاً لأي حالة كوليرا طارئة، لذا لا داعي حالياً لإنشاء أي مستشفى ميداني في بيروت في ظل وجود الأقسام المهيأة لمواجهة الوباء.

وأضاف أن هناك تعاوناً مع كل الوزارات في الدولة وخصوصاً وزارة الطاقة، وبعد وصول الفيول العراقي سنشهد خلال هذا الأسبوع ارتفاعاً في مستوى التغذية الكهربائية، والأولوية ستكون لمحطات ضخ المياه ومحطات الصرف الصحي في المناطق الأكثر حاجةً. كما أن وزارة الصحة تعاونت مع كافة البلديات ومع الصليب الأحمر بهدف تعقيم كافة الصهاريج التي توزع المياه في المناطق السكنية، لاسيما أن 9 مختبرات جُهزت في عدة مشافي بهدف القيام بالفحوص اللازمة لمعرفة نسب التلوث الموجودة في المياه. علماً أن الوزارة قدمت خدمات مجانية للبلديات وللمدارس بهدف إجراء الفحوص اللازمة للمياه، وأكد أنه بالرغم من تجهيز 8 مستشفيات لاستقبال مرضى الكوليرا، إلا أن بعض الأقسام الخاصة لم يتواجد فيها أي حالة، ولكن الهدف الأساسي هو تجهيز عدد أكبر من المستشفيات في مختلف المناطق خلال الفترة المقبلة وذلك تجنباً لأي تفشي للوباء.

وهكذا وبالرغم من إعلان المنظمة الدولية لبنان بلداً موبوءاً إلا أن وزير الصحة اللبناني طمأن اليوم بأن لا شيء يستدعي الهلع حتى الساعة، وأن كل الإجراءات الجدية في الوزارة تدل على ذلك، على اعتبار أن اللقاح سيساهم في تجاوز هذا الوباء.