ما هي رسالة هوكشتاين الى كل من لبنان واسرائيل؟

كان من المفترض أن يأتي الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الى كل من لبنان واسرائيل لإرساء حل في الجنوب مبني على القرار ١٧٠١، بعد الأمل بتوقف النار نتيجة صدور القرار ٢٧٣٥ حول غزة. انما حضر هوكشتاين الى اسرائيل بالأمس واليوم الى لبنان بشكل سريع ليعمل على وقف التدهور الحاصل على جبهة لبنان والذي تصاعد أكثر بعيد ساعات على صدور القرار الاممي الأخير.

كل الاحتمالات واردة بالنسبة الى الحرب على لبنان، مع أن جهداً أميركياً متواصلاً لإعادة الهدوء الى الحدود اللبنانية-الاسرائيلية والشروع في تنفيذ خطة الرئيس جو بايدن حيال الحل. لكن يبقى القلق على أشده من تدحرج الأمور نتيجة أي حساب خاطئ. لذلك تكشف مصادر ديبلوماسية غربية ل”صوت بيروت انترناشيونال” أن هوكشتاين طيلة الفترة الماضية كان يعمل في الكواليس وعبر القنوات الديبلوماسية على تهدئة الموقف على الجبهة الجنوبية الأمر الذي انعكس عدم توسيع للحرب. وابقاء الأمور مضبوطة في مرحلة الوقت المستقطع حتى انجاز وقف نار حقيقي، يطلق التسويات السياسية. وتكشف أيضاً أنه يحمل الآن رسالة واضحة وهي أو العودة الى الهدوء وإلا التهديدات بالحرب قد تتحول الى حرب حقيقية.

وبالتالي، أمام الأفرقاء فرصة استعادة التهدئة والانضباط تمهيداً للدخول في تسوية وإلا فإن الوقت بات داهماً أمام الادارة الأميركية وهناك أربعة أشهر فاصلة عن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، واذا اراد الأطراف توسيع الحرب فلا مكان للتسوية حالياً، ويصبح مصير مهمة هوكشتاين الحدودية غامضاً.

في الأساس هوكشتاين هو المسؤول الأساسي عن ملف لبنان لدى الادارة الأميركية، وخصوصاً الملف الحدودي اللبناني-الاسرائيلي. وطموحه، بحسب المصادر، ارساء وتثبيت حدود برية بين لبنان واسرائيل لأول مرة في التاريخ. ولعب دور مشابه لدوره في الحدود البحرية. ان ما يهم هوكشتاين في الدرجة الأولى تسوية حدود اسرائيل وتأمين الاستقرار عليها. لكن في الوقت نفسه يتميز لبنان الآن بأن شخصية أميركية مهمة جالسة على يمين الرئيس الأميركي جو بايدن في جعبتها ملف لبنان، وهذا في حد ذاته يعتبر امتياز لافت. مع أن هناك آراء أخرى تعتبر أنه بالإمكان التعامل مع ملف لبنان الحدودي بطريقة أخرى .

والمهم في الموضوع، نقطة أساسية هي مدى التزام الأطراف بالقرار ٢٧٣٥ لكي يُبنى على الشيء مقتضاه بالنسبة الى الجنوب. لكن اذا ذهبت الأمور في اتجاه معاكس واستمر النزيف على جبهة غزة والجبهة اللبنانية من الآن وحتى الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإن حل معضلة الحدود الجنوبية سيتأثر حكماً بنظرة الحزب المنتصر في الولايات المتحدة. فإذا أُعيد انتخاب بايدن، فإن هوكشتاين سيبقى سيد الملف اللبناني والجنوبي تحديداً. أما اذا فاز الرئيس السابق دونالد ترامب سيتسلم الملف مسؤول آخر من الادارة الجديدة. وقد يكون صهر ترامب جاريد كوشنر الذي كان تسلم ملفات مهمة أيام عهد ترامب لا سيما مسائل السلام العربي مع اسرائيل. كما أن أولوية ترامب هي اسرائيل. ومقاربة ترامب لملفات المنطقة تختلف عن مقاربة بايدن على الرغم من أن اسرائيل هي دائماً أساسية في السياسة الخارجية الأميركية.

ومن الآن وحتى تحقيق وقف إطلاق النار على الأرض، هناك ضغوط أميركية لتفادي الوصول الى حرب، ولتفادي التصعيد الذي قد يؤدي الى حرب. وتلافي الحرب هدفه تلافي حرب اقليمية موسعة بحيث تصبح كل قطع السلاح والبحرية التي تمتلكها الدول الغربية في المنطقة على مرمى الحوثيين و”حزب الله” وليس فقط إيران. فالحفاظ على الستاتيكو أولوية أميركية لحين وقف النار.