مبادرة "الديمقراطي" ستلقى مصير "الاعتدال": لا خرق قبل التسوية الإقليمية

قالها دبلوماسي فرنسي لفرانس برس بوضوح لا بل بفجاجة: الموفد الفرنسي جان إيف لودريان غادر بيروت الخميس، من دون أن تثمر جهوده في إقناع القوى السياسية بالتوافق حول انتخاب رئيس للجمهورية، مضيفا إنّ لودريان "لم يُحقّق أي خرق يذكر" في الملف الرئاسي، بعد لقائه قوى سياسية رئيسية في لبنان.

لودريان اذا، بما ومن يمثّل دوليا، حيث يمثّل فرنسا لكنه ايضا يمثل العواصم الكبرى المهتمة ببيروت والمنضوية تحت اسم "الخماسي الدولي"، لم يتمكن من فتح اي ثغرة في جدار الاستعصاء الرئاسي، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، ولا حاجة للتذكير بأن تمسك الثنائي الشيعي بمرشحه اولا وبشروطه لفتح ابواب مجلس النواب وعلى رأسها إدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري طاولة حوار، هما العاملان السلبيان اللذان اصطدم بهما واللذان يحولان حتى الساعة دون نجاح اي وساطات توفيقية.

في ظل هذه المعطيات غير المشجعة، أعلن عن مبادرة يعتزم اللقاء الديمقراطي القيام بها. فقد كشف عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله امس عن "تحرك متجدد لتكتل اللقاء الديمقراطي بحثًا عن مخارج لإنهاء الفراغ الرئاسي". ولفت الى أن "التكتل سيطلق مبادرة في جولة على مختلف الافرقاء بهدف بناء قنوات تواصل بين الجميع، لبلورة الحل الرئاسي والخروج بموقف موحد". وشدد على ان "المشكلة السياسية في لبنان تفرض الذهاب الى المزيد من الإنتظار في هذا الشأن في ظل العناد الداخلي القائم"، معربًا عن الخشية من استمرار هذا الواقع إلى ما بعد الانتخابات الاميركية في انتظار انتهاء الحرب في غزة.

لكن بحسب المصادر،  لا داعي لأن يعذب اللقاء نفسه. فأي شيء لم يتغير، وكما دارت مبادرة تكتل الاعتدال الوطني دورة كاملة حول نفسها وعادت الى النقطة التي بدأت منها، بعد ان "أخذها الرئيس بري وجابها"، وكما عجز سفراء الخماسية ومعهم لودريان، ستلقى مبادرة اللقاء الديمقراطي، وأي مبادرات أخرى، المصير السلبي نفسه، الى ان يقتنع الثنائي ان لا حظوظ لمرشحه هذه المرة، او الى ان تقتنع ايران - ربما بعد انقشاع الرؤية في الاقليم وتبيان توازنات المنطقة بعد غزة - بفك أسر رئاسة الجمهورية. وكل ما يمكن ان يحصل من جهود واتصالات حتى ذلك الحين، فتضييع لوقت أصحاب هذه الجهود، تختم المصادر.