مجموعات شعبية إلى الحدود لوقف التهريب وفرض توازن الرُّعب!

كتب أنطون الفتى في وكالة "أخبار اليوم":

سلطويون "لا بيهشّوا، ولا بينشّوا"، ولا حتى تجاه الكلمة "الصاروخيّة" التي قالها الشّعب في شويا، الأسبوع الفائت.

فهل تسمحون للشّعب، بأن يقصد الحدود، ليضبطها، وليوقف التهريب؟ أو هل يُعتَقَل، ويُترَك فريسة للقتل والذّبح والتنكيل؟ وماذا عن اتّهامنا بالعمالة إذا حاولنا أن نفرض عليكم القيام بواجباتكم؟

 بالطبع لا

وماذا سيحصل إذا اخترنا أن نقوم بما لا تريدون فعله، وهو فرض الإصلاحات، والتي على رأسها فرض حصرية الدّور الأمني والعسكري للدولة اللبنانية، وضبط الحدود، ووقف التهريب؟ وماذا لو ذهبنا لمداهمة مستودعات تخزين الأدوية والمحروقات...؟ هل تسمحون لنا؟ الجواب هو بالطبع، لا.

واحد بالألف

أكد مرجع وطني أنه "لا يمكن للبناني واحد أن يصل الى أماكن التهريب الحقيقية، ولا الى أوكار العشائر، ولا الى أماكن التخزين، والاحتكار. وسيموت كلّ من يفكر بأن يقصد الحدود لإقفالها".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "المواطن اللبناني رهينة. وهو لن يثور رغم ذلك، حتى ولو بقيَ 100 عام بلا كهرباء، ودواء، ومحروقات. فالفئة الشعبية الصادقة التي تريد التخلُّص من الأزمة الحالية ببناء دولة، أي بضبط الحدود، ووقف التهريب، وبجعل القرار السياسي بيد سلطة حقيقية غير فاسدة، والقرار العسكري بيد الجيش اللبناني وحده، وإزالة عصابات المال والأعمال من البلد، (تلك الفئة الشعبية) لا تتجاوز الواحد بالألف من مجموع الشعب اللبناني".

 يصمت

ولفت المرجع الى أنه "وفق معطيات موثوقة، لا همّ لدى أكثرية الشعب اللبناني سوى الهجرة، أو "الشحادة". فإذا أمّنوا رحيلهم عن البلد، يكون ذلك جيّداً لهم. وإذا حصلوا على "كرتونة" طعام، وعلى علبة دواء أو "غالون" بنزين، أو جرّة غاز، بـ "الشحادة"، وعلى طريقة "الشاطر بشطارتو"، أو ببطاقة تمويلية، يحقّقون أهدافهم".

وقال:"الشعب الذي لا يثور من أجل كرامته وحريته، لن يُحسِن تأمين الطعام والدواء والكهرباء، من دولة غير فاسدة. شعبنا يصمت عن الإحتلال الإيراني، لمجرّد أن تتوفّر له أساسياته وحاجاته. وهذا ما يمنع قيام انتفاضة حقيقية، وسلطة غير فاسدة".

ثمن كبير

وأوضح المرجع:"العالم الغربي الحرّ، ما كان ليكون حرّاً، ولو بنسبة نفاقية معيّنة، لولا أن الشعوب الغربية فرضت هذا الوضع. أما الشعب اللبناني، فثمن حريّته ليست أكثر من توفير الكهرباء، حتى ولو كان لبنان تحت سلطة أي احتلال غريب".

وأضاف:"البلد تحت سلطة احتلال جيش أجنبي، يرفض أي "استراتيجيا دفاعية"، ويمنع الدولة اللبنانية من الإمساك بقرار الحرب والسّلم. فيما هي (الدولة) غير قادرة على استرجاع هذا القرار منه، ولا على نزع هذا السلاح غير الشرعي، ولا على حماية الناس منه، حتى ولو قُتِلَ الشعب اللبناني بواسطته".

وتابع:"في ظروف مُماثِلَة، لا يمكن فعل شيء، إلا إذا كان المواطن اللبناني مستعدّاً للموت. فعشائر خلدة، وأهالي شويا، أبدوا استعداداً كاملاً للموت. ولا بدّ من تعميم ذلك على كلّ المناطق اللبنانية. ففي مثل تلك الحالة، وعندما يصبح الشعب اللبناني مستعدّاً للموت، يعيش، لأنه سيفرض شروطه على الجميع في تلك الحالة، وسيحصر السلاح غير الشرعي في مناطقه الأساسية، مهما كان الثّمن كبيراً".

الموت

ودعا المرجع الى "وقف التعويل على الدول العربية، وعلى الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وأوروبا. فهؤلاء كلّهم تركونا لإيران، بانتظار التسوية الكبرى مع طهران".

وختم:"إظهار الإستعداد للموت، على مستوى شعبي واسع، هو العامل الوحيد القادر على فرض توازن رعب مع فريق السلاح في البلد. فثقافتهم السياسية والإجتماعية مبنيّة على الموت، ولا يفهمون لغة إلا من يُظهِر استعداده الكامل للموت، في سبيل الدّفاع عن نفسه، منهم".