مجموعة من الأولاد في الحكم... انطباعات وفد صندوق النّقد!؟

* رغم الخبرة والمهنية الكبيرة التي يتمتّع بها الوزير السابق كميل أبو سليمان، والتي تمكّنه من المساعدة على التفاوُض الإقتصادي مع المؤسّسات المالية الدولية، إلا أنّ "القوات اللبنانية" باقية في المشهد السياسي، من خلال المساعدة على تحقيق الإنقاذ المالي - الإقتصادي، التي يمكن لوزير العمل السابق أن يقدّمها.

* "القوات اللبنانية"، ومن خلال خبرة بعض المنتمين الى فريقها، إقتصادياً، وبعلاقاتها الإقليمية والدولية القوية، تحتفظ بـ "مرقد عنزة"، داخل حكومة الرئيس حسان دياب، وداخل المشهد السياسي اللبناني عموماً، من خلالها.

* رئيس مجلس النواب نبيه بري، والحزب "التقدمي الإشتراكي"، يدخلان بقوّة على خطّ ملف الكهرباء، في الأيام والأسابيع الأخيرة، مع ما يعنيه ذلك من معارك مُنتَظَرَة لم تبدأ بَعْد مع "الوطني الحر"، ومع فريق رئيس الجمهورية ميشال عون، عموماً. وهذا يعني بقاء "الإشتراكي" وفريق بري بمثابة "رابوق" على حكومة دياب، سواء عبر الأفكار والنصائح وربّما الإملاءات...

* "الوطني الحر"، يحتفظ لنفسه بـ "حصّة أسد" من خلال الحديث عن الأموال المهرّبة الى الخارج واستردادها، وملفات أخرى، بمعيّة تحضّره لخوض أشرس المعارك والحروب مع خصومه، بسبب ملف الكهرباء. وهو ما سيكون له انعكاساته الحتميّة على عمل الحكومة عموماً في المرحلة القادمة، سواء على مستوى الأفكار أو الطروحات أو النّصائح أو...

رمي أثقال

وضع مصدر سياسي كبير السجالات الحاصلة بين الأفرقاء كافّة، وتلك التي يُتوقَّع أن تحصل مستقبلاً، في إطار "أننا نتّجه نحو مزيد من الفوضى، ومزيد من التهرُّب من المسؤولية، والمزيد من اتّهام كلّ طرف للآخرين بارتكابات، وهذا يعني المزيد من الإنهيار".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "همّ الجميع يقوم على رمي الأثقال على ظهور الآخرين. وهو دليل على وجود مجموعة من الأولاد، وُضِعَت المسؤولية بين أيديهم. وهذا كان انطباع وفد "صندوق النّقد الدولي"، خلال لقاءاته مع مختلف المسؤولين".

قرار سياسي

وشدّد المصدر على أن "كلّ الأدبيات التي يتمّ وسيتمّ التخاطب بها، سواء في ملف الكهرباء أو غيره، أصبحت من الماضي، خصوصاً أن وقف الإنهيار أو الحدّ من مساوئه على الأقلّ يحتاج الى سيولة مالية غير متوفرة، فيما لا طرف من الأطراف المتصارعة يُمكنه تأمينها". 

وأضاف:"السيولة المالية تحتاج الى قرار سياسي غير متوفر. ولذلك، فإن كل ما يحصل الآن هو ممارسة للّعب في الوقت الضائع".

سيولة

ورأى المصدر أن "وقف اللّعب يبدأ عندما تأتي مجموعة من الدول لتقول إن انتشال لبنان لا يزال ممكناً. فأي برنامج مع "صندوق النقد الدولي" يساعد على رؤية بصيص أمل بعد خمس سنوات ربما".

وختم:"الوضع الحالي يحتاج الى ما هو أبعد من برنامج مع "صندوق النّقد"، أي الى من يأتي ليمدّ البلد ولو بسيولة قليلة لتحريك الإقتصاد. فمليار دولار ليس شيئاً، أما الـ 10 مليارات دولار، فلا أحد سيؤمّنها. وهنا نعود الى دوّامة الأزمة نفسها، والمأزق المتوالد نفسه".