محاضرة بعنوان "طرابلس اللامركزية، مستقبل وحياة"... لارا سعادة: إقرار قانون اللامركزية سيزيل كل المعوقات التي تعاني منها المدينة

بدعوة من رابطة الجامعيين في الشمال، ألقت رئيسة جهاز التشريع والسياسات العامة في حزب الكتائب اللبنانية المحامية لارا سعادة وعضو المكتب السياسي أرز فدعوس محاضرة حملت عنوان "طرابلس اللامركزية، مستقبل وحياة" في مركز الرابطة في طرابلس وذلك بحضور النائب السابق مصباح الأحدب ورئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق والبروفيسور والباحث في التاريخ قاسم الصمد والمهندس فادي عبيد والدكتور محمد سلطان الخبير المحلف بتدقيق الخطوط والأستاذ عبد الغني كبارة المستشار السابق لدولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والدكتور هند صوفي الأستاذة في الجامعة اللبنانيّة والناشطة في شؤون التنميّة والفنون الأستاذ فواز خوجة (الناشط الاجتماعي) ورئيسة اقليم زغرتا الزاوية الكتائبي لينا البايع ورئيس رابطة الجامعيين في الشمال غسان الحسامي ورئيس اقليم طرابلس الكتائبي عزيز ذوق وعدد من الفعاليات الاكاديمية والاجتماعية والثقافية.

البداية كانت مع كلمة رئيس رابطة الجامعيين في الشمال الاستاذ غسان حسامي الذي قال:"

باسم رابطة الجامعيّين في الشمال وباسمي نرحب بأسمى عبارات الترحيب بضيفي منبرنا اليوم الأستاذة لارا سعادة والسيد أرز فدعوس، والترحيب موصول بكم فردا فردا كل باسمه ومكانته وما يمثل.

بالرغم من كل التحديات التي نواجه والحرب التي تستهدف البشر والحجر في جنوب لبنان وحرب الإبادة والفظائع التي تنتهك كافة الشرائع السماوية والأرضيّة على قطاع غزة التي تخطت الشهر الثامن أقمنا ندوة اليوم وهي السابعة عشرة لموسمنا الثقافيّ للعام 2023- 2024 وما ذلك إلا تأكيداً على رسالة رابطتنا بعامها الستين ودورها من خلال منبرها الحرّ والمستقل… أن تبقى هادفة الى التفاعل مع المجتمع المحليّ في إطار تعزيز الحركة الثقافيّة والأدبيّة، ونشر مفاهيم المواطنة وتغليب لغة الحوار والمعرفة ورفع الوعي لما فيه خير الإنسان والمجتمع والوطن.

ندوة اليوم الثلاثاء 11 حزيران 2024 بعنوان "طرابلس اللامركزيّة ... مستقبل وحياة" تقديم الأستاذة لارا سعادة والسيد أرز فدعوس.

 

مسك الختام معكم، نعم نختتم مع النشاط السابع عشر لهذا الموسم قبل عيد الأضحى المبارك المصادف يوم الأحد المقبل 15 حزيران 2024، نسأل الله أن يعيده عليكم وعلينا وعلى الوطن بالخير والسلام.

من المعروف أن مرافق طرابلس الإقتصادية يطلق عليه تسمية جمهورية (ميم) أي (معرض – مرفأ – محطة قطار – مصفاة – منطقة إقتصادية خاصة – مطار – مدينة تاريخية – معالم أثرية الخ...

ولكن ومن أسف بالغ نرى كيف الدولة على مر عقود توالت تمعن بتهميش وتعطيل دور تلك المرافق التي لو قدر لها أو يسمح لها أن تعمل لكانت تشكل رافعة اقتصادية لطرابلس والشمال بخاصة ولبنان بعامة.

ونتيجة لذلك الإهمال المزمن كتبت بساعة غضب مقالا نشر على مواقع إخبارية والكترونية بعنوان: "اللامركزيّة المرفقيّة" آملا من خلال هذه الصرخة أن نحقق شيئاً.

"اللامركزيّة الـمرفقيّة"

إذا كان مطلبنا الدستوريّ يقضي بضرورة تطبيق اللامركزيّة الإداريّة كما ورد كبندٍ إصلاحيّ في وثيقة الوفاق الوطنيّ "اتفاق الطائف"، والذي مضى عليه ثلاثة عقود أمراً مستحيلا، فاليوم نطالب الدولة اللبنانيّة أكثر من أيّ وقت مضى بتطبيق "اللامركزيّة الـمرفقيّة" لما فيها من سبيل وحيدٍ يُنقذ طرابلس والشمال من كبوة الحرمان المزمن وقطع اليد التي تُمعن بتغييب وتعطيل مرافقها عن تحقيق أهدافها التنمويّة.

تبقى "اللامركزيّة الـمرفقيّة" المدخل الأساس لتحرير مرافق طرابلس والشمال الكثيرة ذات الأهداف المتنوعة (إنـمائيّاً، واقتصاديّاً، واجتماعيّاً، وصحيّاً وتربويّاً، وثقافيّاً، وسياحيّاً، ألخ)، من السلطة المركزيّة وقيود الوصاية، والقوانين البالية، والروتين القاتل، لتنطلق وتشتغل من خلال هيئات إداريّة منتخبة بموجب مراسيم وقوانين عصريّة ومرنة تمنحها شخصيّة معنويّة، تتمتّع باستقلاليّة مطلقة "إداريّاً، وماليّاً.

لذلك من البديهيّ القول أن تكون" اللامركزيّة الـمرفقيّة" هي الحل الأنجع الذي يساعدها على تـحقيق أهدافها من دون تباطؤ، وتكون وارداتها الماليّة رافعة تنمويّة بكل ما للكلمة من معنى لإنقاذ منطقتنا من معدلات البطالة الكارثيّة بالتالي الحدّ من مخاطر الفقر.

إن تـحقيق اللامركزيّة المرفقيّة والإنـماء الـمتوازن يُسفران عن ترسيخ روح الولاء والإنتماء الى دولة المواطنة، فتزول الحساسيات، وينتهي التمرّد، ويتقلص التفاوت الطبقيّ، ويسود الإستقرار الإجتماعيّ، والإقتصاديّ والسياسيّ...

فإلى متى سيبقى هذا الخلل في التنمية ينعكس بسلبياته على الأمن المجتمعيّ في مناطقنا المحرومة."

أرز فدعوس

ومن ثم تحدث عضو المكتب السياسي أرز فدعوس الذي رفض وجود الحواجز الوهمية بين ابناء الوطن الواحد، مشددا على ان  مجالات التلاقي والالتقاء اكبر من شائعاتهم وتخويفهم  الذي يخدم مصالحهم الضيقة.

وقال:"ان هذا اللقاء اليوم دليل على اننا قادرين كلبنانيين أن نشبك مع بعضنا البعض وصولا الى اهدافنا الاجتماعية والاقتصادية التي تليق بكل شخص موجود معنا اليوم.

وأضاف:"نجتمع اليوم لنتناقش في مسألة اللامركزية التي اقرت في اتفاق الطائف، هذا الدستور اللبناني الذي كلف لبنان حروبا وقتلى وجراح أغلبها لم يندمل بعد، وهنا اتكلم عن لقاءات المصارحة والمصالحة بين الافرقاء الذين تقاتلوا. نجتمع اليوم لنطرح اللامركزية التي نؤمن أنها مخرجنا الوحيد إداريا واقتصاديا."

وتابع:"لنبدأ اولا بتعداد المشاكل الاجتماعية والسياسية والمالية التي يواجهها سكان طرابلس.فطرابلس تضم اغنى اغنياء لبنان وفي الوقت نفسه تعاني المدينة من البطالة والفقر والعوز والأهم من كل ما ذكرت كارثة التسرب المدرسي.فالفقر والعوز يؤدي الى ارتفاع نسبة الجرائم وارتفاع العصبية المذهبية والانحراف الاخلاقي والاجتماعي وصولا الى الانحراف الانساني، اما التسرب المدرسي فيؤدي حكما إلى جيل غير مثقف ومتعلم ويسهل تضليله وسوقه اجتماعيا وسياسيا."

ولفت فدعوس في كلمته الى أن  الدولة اللبنانية والطبقة السياسية الطرابلسية لا تتذكر ابناء المدينة الا في الانتخابات النيابية، فتفتح الخزائن لشراء الذمم والاصوات، ومع انتهاء الانتخابات يعود ابناء المدينة الى الحاجة والعوز، انها قصة ابريق الزيت فمتى نحتاج الى الطرابلسيين ندفع لهم فيصطفوا الى جانبنا ومتى تؤمن تلك الطبقة مصالحها يعيدون ابناء المدينة الى رفوف الاهمال والنسيان."

فدعوس عدد مزايا هذه المدينة وقال:"لطرابلس مزايا عديدة قادرة على جعلها المدينة الفضلى القادرة على تأمين كل مستلزمات الحياة نذكر ابرزها:

8 جزر قادرة على تنشيط السياحة

الاسواق التجارية العصرية كما الاسواق التجارية التراثية التاريخية.

مطار رينية معوض الذي يبعد عن المدينة بضعة كيلومترات.

الملعب الرياضي الاولمبي القادر على استضافة البطولات الاقليمية والملعب البلدي الذي يستعمل اليوم في المباراة الرياضية.

محطة قطار اثرية تاريخية .

الحرف اليدوية التي يمتاز بها ابناء المدينة.

مصفاة تكرير النفط والتي عادت وظهرت اهميتها من خلال الاحداث العسكرية في البحر الاحمر.

القلعة الاثرية التاريخية والتي تعتبر من الاكبر في لبنان..

المطبخ الطرابلسي المشهور وخصوصا في الحلويات.

مرفأ طرابلس الذي هو اعمق من مرفأ بيروت، وهنا تجدر الاشارة بعد انفجار مرفأ بيروت ويوم علت الاصوات المطالبة بإستقبال البواخر في طرابلس سارعت السلطة المركزية الى اعادة فتح جزء من مرفأ بيروت وكأنه ممنوع على مرفأ طرابلس ان يعاود نشاطه.

والموضوع الأهم والاكثر أهمية هو معرض رشيد كرامي الدولي والذي لا يتسع الوقت لتعداد مزاياه الليلة، ولكن اعدكم أن نخصص حلقة لشرح أهمية هذا المعرض والدور القادر على لعبه في مرحلة لاحقة.

وأضاف:"لا بد من العودة الى الاسواق الشعبية، وهنا لا يمكن فصل طرابلس عن الميناء التي تضم تراث ثقافي اجتماعي لا مثيل له على امتداد البحر الابيض المتوسط، فيها الاثار الفينيقية والرومانية والاسلامية والصليبية والمملوكية والفاطمية   واللبنانية وحتى الاجنبية ما يجعلها عاصمة التراث العالمي على امتداد البحر الابيض المتوسط من جبل طارق مرورا بقرطاج والقاهرة وتركيا واليونان وايطاليا وفرنسا وصولا الى الحضارة الاندلسية في اسبانيا.

وتابع:"بعد سنوات من الحرب اتفق اللبنانيون على اللامركزية الادارية، لماذا لم تطبق؟ اذا تعمقنا اليوم في الصراع السياسي يمكننا بكل بساطة ان نفهم لماذا لم تطبق اللامركزية، من يسيطر على البلد اليوم؟ من يتحكم بقرارات السلم والحرب؟ من حول مجتمعه من مجتمع مدني الى مجتمع حربي؟ ومتى تحول المجتمع الى مجتمع حربي فلا مكان للاقتصاد ولا قدرة لمجتمع حربي لتطوير النمو الاقتصادي."

بالامس عشنا معا شهر رمضان المبارك، فأخبروني في اي مدينة من مدن الساحل يعيش سكانها كل الاعياد مسيحية كانت أم مسلمة كما يعيشها ابناء طرابلس، الطرابلسيون الأصليون متمسكون بتاريخهم وتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم فلماذا لا تنشط السياحة الدينية في طرابلس، الجواب بسيط لان السلطة المركزية لا تريد ذلك ولا تهتم بالانماء وجهودها المتواضعة ترتكز حصرا على بيروت ومحيطها. هل تحتفل الاشرفية بعيد الاضحى؟ هل تحتفل صيدا بعيد الميلاد؟ هل تحتفل جونية بعيد المولد النبوي الشريف؟ أنها التجربة الطرابلسية ومن الواجب والضروري أن نحافظ عليها ونصونها ونحميها من الجلب، وللعائلات الطرابلسية الاصلية دور في الحفاظ على هذه التجربة.

 

وختم فدعوس كلمته قائلا: "بعد تعداد مزايا المدينة لا بد من التأكيد على أن هذه المزايا ستبقى مندثرة وبلا جدوى اقتصادية وإنسانية اذا لم تطبق اللامركزية، في اللامركزية تعلو قيمة طرابلس بمزاياها وبقيمها التفاضلية لتنتقل من العاصمة الثانية للبنان لتصبح اهم مدينة على شاطىء البحر الأبيض المتوسط".

لارا سعادة

بدورها، شرحت رئيسة جهاز التشريع والسياسات العامة في حزب الكتائب اللبنانية المحامية لارا سعادة فشل النظام المركزي في انماء قضاء طرابلس وليس فقط المدينة بالرغم من وصول عدد كبير من أبنائها الى سدة المسؤولية من رؤساء حكومات ووزراء ومدراء عامين ...واوضحت أن نسبة الفقر والبطالة في هذه المدينة هي الاعلى في لبنان بالرغم من كل ما تتمتع به المدينة من مقومات اقتصادية وبشرية لا توجد في اي منطقة اخرى (المرفأ والمطار والمصفاة ومعرض رشيد كرامي الدولي والقلعة الاثرية والمراكز السيحية والدينية).

سعادة شرحت وباسهاب عن قانون اللامركزية، وكيف ستكون مدينة طرابلس أول المدن المستفيدة منه في حال اقراره وهذا القانون في حال أقر سيزيل كل المعوقات التي تعاني منها المدينة.