محاولة أميركيّة ـ فرنسيّة مشتركة لإطار حلّ في الجنوب

كتبت صحيفة الديار تقول:

لم تظهر اي مؤشرات جديدة حول الاتجاه الذي تسلكه التطورات المتصلة بالوضع في الجنوب، والتي تتأرجح بين خيار توسع الحرب او استمرارها في اطار المواجهات القائمة، الى حين بلورة الحل على جبهتي غزة ولبنان.

وشهد اليومان الماضيان تراجعا ملحوظا في وتيرة التهديدات «الاسرائيلية»، وقد برز هذا بوضوح من خلال تصريح وزير دفاع العدو الاسرائيلي يوإف غالانت، الذي كان هدد باعادة لبنان الى العصر الحجري، ثم ما لبث ان تراجع ليقول اول من امس «ان اسرائيل لا تسعى الى حرب مع حزب الله، لكنها مستعدة للحرب، وستعرف ما تفعل اذا ما قرر الحزب التصعيد».

وبموازاة الحديث عن سعي اميركي وفرنسي ناشط لمنع توسع الحرب على جبهة لبنان، والعمل لبلورة ما يوصف باطار حل سياسي للوضع على الحدود الجنوبية، عاد الحديث امس عن المفاوضات من اجل وقف النار في غزة وتبادل الاسرى، وان واشنطن استأنفت الضغط في هذا الاتجاه.

وفي هذا الاطار، قالت امس صحيفة «يديعوت احرونوت الاسرائيلية» نقلا عن مصادر مطلعة على المفاوضات، «ان الايام المقبلة مصيرية في ما يتعلق بصفقة التبادل، والتقديرات في «اسرائيل» تشير الى ان الانتقال الى المرحلة ج في غزة، قد يمنع حربا في الشمال ويمهد الطريق للصفقة».

وعلمت «الديار» امس، من مصادر ديبلوماسية مطلعة ان الموفد الاميركي آموس هوكشتاين، بعد فشل جولته الاخيرة بين بيروت و«تل ابيب»، «يولي اهتماما للزيارة التي سيقوم بها لباريس الاسبوع المقبل، وان هناك تركيزا من الجانبين على التنسيق فيما بينهما لبلورة اطار مشترك لحل سياسي للوضع المتفجر بين لبنان وإسرائيل».

وقالت المصادر «ان هناك تعديلا جديدا لمبادرة بايدن، وان ما عرضه هوكشتاين في زيارته الاخيرة مرشح لهذا التعديل، وان هناك محاولة لمقاربة فرنسية - اميركية مشتركة لمشروع الحل، لكن عودته الى المنطقة تعتمد بالدرجة الاولى على تغيير ايجابي، في شأن مصير الحلول المطروحة في غزة».

ووصفت المصادر الديبلوماسية الاسبوعين او الثلاثة المقبلة بانها مهمة على صعيد بلورة المشهد المتعلق بالوضع في غزة والجنوب، لا سيما بعد فشل محاولة فصل المسارين.

وعكست وسائل الاعلام «الاسرائيلية» في اليومين الماضيين اجواء تشير الى استبعاد نشوب حرب واسعة مع لبنان، وقالت «لن تندلع حرب بين «اسرائيل» وحزب الله في المستقبل القريب».

وشهدت الحكومة «الاسرائيلية» اجواء عاصفة، ونقلت هيئة البث الاسرائيلية ان رئيسها نتنياهو ووزير الدفاع غالانت «يعملان للتوصل الى اتفاق مع حزب الله في الشمال». ونقلت عن الاول قوله «اذا توصلنا الى اتفاق يسمح بعودة سكان الشمال الى منازلهم، يمكننا التوصل الى تسوية».

ونقلت وسائل الاعلام عن خبراء اميركيين قولهم «ان «اسرائيل» ستتورط في حال وسعت الحرب على لبنان، وحتى الاستخبارات الاميركية لا تعرف قدرات حزب الله الحقيقية».

وبرز في الساعات الماضية موقف لبعثة ايران في الامم المتحدة ردا على تهديدات اسرائيل، وقالت في بيان لها «رغم ان ايران تعتبر الدعاية التي يبثها النظام الصهيوني حول اعتزامه مهاجمة لبنان حربا نفسية، فانها اذا شرعت في شن عدوان واسع النطاق، فان حرب ابادة طاحنة سوف تترتب على ذلك. جميع الخيارات بما في ذلك المشاركة الكاملة لجميع جبهات المقاومة مطروحة على الطاولة».