مصير النازحين السوريين في الحرب إلى الواجهة

على ضفاف الحرب الدائرة في الجنوب وغزة، وما يمكن أن تحدثه من تصعيد كبير، تبرز مسائل أخرى ذات أهمية، ومنها موضوع النازحين السوريين في خضم هذه الحرب، فهل سيبقون في لبنان وكيف ستكون حمايتهم؟

سؤال بارز طرحه النائب ميشال الضاهر: لقد أصبح لبنان غير آمن، وكل تلك الدول الغربية والعربية تدعو رعاياها لمغادرته، فلماذا لا نحافظ على أمن النازحين ونعيدهم إلى بلادهم أو تستقبلهم الدول الخائفة على أمنهم؟

ينقل عن الذين يواكبون ويتابعون هذا الملف، أنه ليس ثمة أي شيء جديد، والقرار الأوروبي والدولي متخذ بأن يبقى النازحون في لبنان، لكن إذا تفاقمت الأمور واندلعت الحرب فكيف سيكون وضعهم؟ هل سيُرحّلون إلى بلادهم ودول أخرى؟ أم لن يغادروا لبنان؟ من هنا ما تطرّق إليه النائب الضاهر كان في محله، ويجاريه رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون، إذ قال لـــ"النهار": "هذه الدول تسعى لمصالحها، وبالتالي عاد لبنان ساحة ومنصّة، بما في ذلك موضوع النازحين، كما كانت الحال بالنسبة للفلسطينيين، لكن ليس ثمّة أي دولة تريد عودة النازحين خوفاً من أن يذهبوا إليها، بل لبنان من يتحمّل هذه الأعباء".

أما على خط الحرب والتهديدات وسوى ذلك، فيقول شمعون إن "الإيراني لا يريد الحرب الشاملة، ولديّ معطيات وأجواء من خلال أكثر من مصدر، وقراءة شخصية، بأن هذه الحرب ستكون مكلفة جداً على طهران، لذلك لا تريدها، "وكم صاروخ ما بينفعوا في هذه المرحلة"، لذلك أستبعد أن تندلع الحرب الشاملة كما يسمّيها البعض، لأن الظروف والأجواء الراهنة غير متاحة بالنسبة لإيران، ومن الطبيعي أن ذلك سينسحب على "حزب الله"، لنراقب حركة الملاحة الجوية لأن لها ارتباطاً وثيقاً بما يجري، وبمعنى أوضح، إذا توقفت رحلات الدول التي تُعتبر من أصحاب القرار والشأن، عندها يمكن أن يُبنى على الشيء مقتضاه، لكن من الطبيعي أن لبنان يمر في مرحلة صعبة ومعقدة، ويعاني على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن أن الشغور الرئاسي مستمر، وحكومة تصريف الأعمال، وحالة الناس بالويل، والبلد على كفّ عفريت، فالأمور ستبقى على ما هي عليه ضمن قواعد الاشتباك، إلى أن يأتي القرار من المعنيين، وكل شيء متوقع، لكن أعود وأؤكد أن إيران تدرك جيداً مدى القدرات العسكرية الأميركية والإسرائيلية والأوروبية، ولهذه الغاية يتريّثون وقد يأتي الرد، وبعده يعود الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، بمعنى أن كل الاحتمالات واردة لكننا في حالة حرب، بدليل ما يعانيه البلد من أزمات وسوى ذلك وحبس أنفاس وظروف المواطنين التي تتفاقم بشكل لافت".

ويختم بالقول: "نحن ضنينون بكل أبناء الجبل واللبنانيين، ولا أحد ينسى أن لنا صداقات وعلاقات تاريخية مع إخواننا في الطائفة الشيعية الكريمة في الجنوب والضاحية والبقاع، ونحن إلى جانبهم، فهؤلاء بالمحصلة لبنانيون ولا أحد يتكلم عنصرياً أو طائفياً أو مذهبياً، فإننا نمر في حالة صعبة وظروف استثنائية، والوحدة الوطنية ضرورية في هذه المرحلة، ولن ندخل في سجالات وخلافات وانقسامات جديدة مع أي طرف أو أي مكون سياسي لبناني".