مواقف أوروبية متباينة إزاء مساعدة الفلسطينيين

تباينت مواقف الدول والهيئات في أوروبا، إزاء استمرار المساعدات المقدمة للفلسطينيين من عدمها، بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي شنت هجوما مباغتا على الدولة العبرية، السبت الماضي.

بريطانيا تراجع مساعداتها التنموية

أعلن نائب رئيس الوزراء البريطاني، أوليفر دودن، أن بريطانيا تراجع المساعدات التنموية التي تقدّمها للفلسطينيين عقب هجوم حماس.

وقال في تصريحات صحفية نقلتها وكالة "فرانس برس"، الثلاثاء: "نراجع حاليًا مساعداتنا. إننا بالأساس نمرّ بعملية صارمة جدًا عند تقييم نوع المساعدات التي نقدّمها".

وأضاف: "من المهم جدًّا أيضًا أن ندرك أنه لا ينبغي لنا أن نجمع إرهابيي حماس في قطاع غزة الذين نفذوا هذه الهجمات مع السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني".

وتابع: "من المهم أن نفصل بينهما. لكننا طبعًا سننظر في المساعدات".

وخصصت المملكة المتحدة 17 مليون جنيه إسترليني (21 مليون دولار) من ميزانية المساعدات التنموية الخارجية للسنة المالية 2023-2024 لدعم الفلسطينيين، وفقًا لتقرير صدر في يوليو عن وزارة التنمية الخارجية.

فرنسا لا تؤيد

ذكرت باريس أنها لا تؤيد تعليق المساعدات الموجهة لفلسطينيين.

وذكرت وزارة الخارجية أن فرنسا لا تؤيد تعليق المساعدات التي يستفيد منها الفلسطينيون بشكل مباشر، وفق ما أوردت وكالات الأنباء.

الاتحاد الاوروبي يتراجع

تراجع الاتحاد الأوروبي في وقت متأخر الاثنين عن إعلان سابق لمفوض الاتحاد الأوروبي بأن الاتحاد سيعلق "على الفور" المساعدات للسلطات الفلسطينية.

وقال بدلا من ذلك إنه سيراجع هذه المساعدة بشكل عاجل في أعقاب هجوم حماس.

وجاء في بيان مقتضب للمفوضية الأوروبية: "لن يكون هناك تعليق للمدفوعات" في الوقت الحالي، وذلك بعد 5 ساعات من تصريح مفوض الاتحاد الأوروبي أوليفر فارهيلي بأن جميع المدفوعات من برنامج التنمية للفلسطينيين "سيتم تعليقها على الفور، وأن جميع المشروعات قيد المراجعة، وكل مقترحات الموازنة الجديدة.. مؤجلة حتى إشعار خر".

ولم يتم تقديم تفسير فورا لهذا التراجع.

وكان التراجع عن بيان تعليق مساعدات بقيمة 730 مليون دولار، بمنزلة نهاية ليوم محرج للذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي في وقت يتسم بحساسيات جيوسياسية شديدة.

كان الاتحاد الأوروبي أعلن في وقت سابق من الإثنين أنه سيعلق "على الفور" مساعدات بقيمة مئات الملايين من اليورو كانت مخصصة للسلطة الفلسطينية بسب ما وصفه مفوض الاتحاد الأوروبي بـ"مدى الإرهاب والوحشية" اللتين مارستهما حماس خلال هجماتها على إسرائيل.

ولم يرد الاتحاد على الفور على الأسئلة بشأن عواقب هذه الخطوة وما إذا كانت ستؤثر على جميع المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.

وأشار فارهيلي إلى أن المفوضية الأوروبية، باعتبارها أكبر جهة مانحة للفلسطينيين، تضع مساعداتها التنموية الكاملة، والتي تبلغ قيمتها 691 مليون يورو، قيد المراجعة، على حد قوله.

 

ألمانيا والنمسا تعلقان مساعدتهما

وكانت ألمانيا والنمسا أعلنت في وقت سابق الاثنين عن تعليق المساعدات للأراضي الفلسطينية، وذلك عقب الهجوم "طوفان الأقصى" الذي شنته حركة حماس على إسرائيل.

والقرار الألماني بتعليق المساعدات عن الأراضي الفلسطينية جاء على لسان المتحدث باسم وزارة التنمية الألمانية.

وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من أن الشرق الأوسط يواجه خطر "تصعيد إقليمي كبير" بعد الهجوم "الإرهابي" الذي نفذته حركة حماس ضد إسرائيل السبت، معربة عن خشيتها من انضمام جهات "أخرى" إلى الهجوم.

وفي فيينا، أعلن وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبراغ، تعليق المساعدات للفلسطينيين والتي تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 19 مليون يورو (20مليون دولار) والمخصصة لعدد من المشاريع.

وتبنى الائتلاف المحافظ الحاكم في النمسا، التي عادة ما تتمسك بحيادها، أحد أكثر المواقف المؤيدة لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي في السنوات الماضية.