نسخة نسوية من ملكة جمال لبنان: الجميلات يشكونّ التنمر والتحرش

جمع حفل انتخاب ملكة جمال لبنان الذي أقيم على الواجهة البحرية لبيروت، قضيتين. إذ تبنّى قضية "تمكين المرأة" واتخذها شعاراً له، وحول المسابقة إلى نسخة نسوية من خلال لجنة التحكيم التي ظهرت للمرة الأولى بحصرية للنساء. أما القضية الثانية، فتمثلت في الدفع برسالة "صمود لبنان". 

وتُوِجَت الحسناء اللبنانية ندى كوسا (26 عاماً) مساء السبت بلقب ملكة جمال لبنان للعام 2024 في ختام حفل ضخم نظمته "المؤسسة اللبنانية للارسال انترناشيونال" LBCI بالتعاون مع وزارة السياحة اللبنانية على الواجهة البحرية لبيروت، وذلك بعد انقطاع لعامين. 
وقالت الجهة المنظمة في بيان إن الحفل الجمالي الثقافي الفنيّ والسياحي "أراد هذا العام التأكيد على صمود لبنان، وثقة اللبنانيّين بخلاص هذا الوطن، ويشكل عنواناً للسياحة والجمال والتقدّم والحداثة في البلاد".

وتمثل هذا الهدف من تنظيم المسابقة، في التاج الذي صممه "دار معوّض" للمجوهرات، وجسّد "أرزة الأمل"، وهو مزيّن بشجرة الأرز التي تُعَدُّ رمز لبنان، وهي مرصعة بالماس والأحجار الكريمة بألوان العلم اللبناني.

وحصلت كوسا (26 عاماً)، وهي من بلدة رحبة في قضاء عكار بشمال لبنان، في ختام المسابقة التي أقيمت عند واجهة بيروت البحرية على اللقب، الذي احتفظت به ياسمينا زيتون سنتين، بعد تعذر إقامة المسابقة العام الفائت، فيما حلّت كلّ من سارة-لينا بو جودة وصيفة أولى، غاييل باليان وصيفة ثانية، مليسا قزح وصيفة ثالثة، وسيبال بو شعيا وصيفة رابعة.

مسؤولية كبيرة
وقالت كوسا لوكالة "فرانس برس" بعد دقائق من تتويجها: "هذا الفوز يُظهر أننا جميعاً قادرون على الوصول. وكما وصلت أنا الليلة من دون توقّع ذلك سلفاً، أعتقد أنّ كل من يحاول يستطيع أن يصل". وتوجّهت إلى مواطنيها بالقول: "بصمودنا سنتمكن من تحقيق ما نريده ومن الوصول إلى لبنان الذي نحبه"، كما اعتبرت أن لديها "مسؤولية كبيرة"، ليس فقط لأنها فازت، "بل لأن شابات كثيرات سبق أن رفعنَ اسم لبنان". 

وحلّت ملكة جمال لبنان السابقة ياسمينا زيتون في آذار/مارس الفائت وصيفة أولى لملكة جمال العالم التشيكية كريستينا بيشكوفا، وفازت بالمركز الأول بين المتباريات من قارتي آسيا وأوقيانيا، خلال المسابقة التي أقيمت في مدينة بومباي الهندية.
وأضافت الملكة الجديدة "من هذا المنطلق، يجب أن أكون على قدر هذه المسؤولية، وأقوم مجدداً بكل خطواتهن". 

وفضلاً عن تولّيها تمثيل لبنان في مسابقتي ملكة جمال العالم وملكة جمال الكون، ستنال كوسا التي درست علم النفس العيادي في جامعة البلمند، جائزة مالية قدرها مئة ألف دولار، إضافة إلى مجوهرات وسيارة ومنزل خشبي ورحلة سياحية إلى تركيا ومستحضرات تجميل ومفروشات.

قدرات المرأة اللبنانية ونجاحاتها
وتنافست 15 مشتركة للفوز بلقب المسابقة، وخضعن لامتحان الطلّة والجمال والأسئلة أمام لجنة تحكيم مؤلفة من ثماني نساء "كي تعكس قدرات المرأة اللبنانيّة ونجاحاتها عالميّاً"، وتألفت من المُمثّلة اللبنانيّة العالميّة رزان جمّال، ممثّلة وزارة السياحة مصمّمة الهندسة الداخليّة ديانا غندور، عارضة الأزياء والمدافعة عن حقوق المرأة نور عريضة، ملكة جمال الكون السابقة جورجينا رزق، المديرة الدوليّة للصحة والعناية الاجتماعية في الاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر بترا خوري، رئيسة نادي الراسينغ بيروت باولا فرعون، الإعلاميّة ريا أبي راشد، ومؤسسة  سلسلة مطاعم "أم شريف" ميراي حايك.

تنمر وتحرش
وأطلّت المتباريات بلباسَي البحر والسهرة ضمن لوحات استعراضيّة ساحرة، وتمايَلن بفساتين مُميّزة وتصاميم خاصّة حملت توقيع المصمّم اللبناني العالمي طوني ورد، لتصل 8 متباريات إلى المرحلة النصف نهائيّة، حيث خضعن لأسئلة لجنة التحكيم المنوّعة وهنّ ندى كوسا، سارة-لينا بو جودة، غاييل باليان، ماريا بطحيش، سيبال بو شعيا، ثُريا عسّاف، ميليسا قزح، ونور سالم، تأهّلت بعدها كلّ غاييل باليان، سارة-لينا بو جودة، ندى كوسا، سيبال بو شعيا، وميليسا قزح إلى المرحلة النهائيّة، للإجابة على السؤال الموحّد "إذا اطّلعت على السوشيل ميديا بعد انتهاء السهرة وقرأت تعليقات سلبيّة تطالك، كيف تتعاملين معها؟"

وأجابت المشتركة الفائزة: "كل شخص لديه الحق في أن يعبّر عن رأيه. أقرأ التعليقات بعقل منفتح. والتعليقات الإيجابية تساعدني لأنمو وأتطور. أما التعليقات السلبية فهي هدامة ومحض سلبية وفيها كراهية، فأغض النظر عنها وأتجاهلها".

وتميزت بداية الأمسية بشهادات مؤثرة أدلت بها بعض المشاركات عن معاناتهن، وتناولن قضايا تهم المرأة كالتنمر والتحرش ومرض فقدان الشهية العصابي (انوريكسيا)، وأكدن إصرارهنّ على الاستقلالية والنجاح.

وأحيت المغنية اللبنانية إليسا الحفلة ورأت أن "على المرأة أن تبحث عن القوة بداخلها، وعن القوة التي يعطيها إياها الايمان بقدراتها".