نطنز أُعيدَت الى الـchapitre 1... الهجوم بدأ في دولة شرقيّة والجواسيس في قلب الميليشيات الإيرانيّة؟!

إعادة خلط لأوراق التفاوُض النووي في فيينا، بالكامل. هكذا يُمكن توصيف نتائج تصريحات رئيس مركز البحوث البرلمانية الإيراني، والنائب في مجلس الشورى، علي رضا زاكاني.

فهو قال إن الحادث الذي وقع في "نطنز" تسبّب بتدمير وإتلاف "عدّة آلاف" من أجهزة الطرد المركزي، ومعظم منشآت التخصيب في البلاد، كاشفاً عن أن وحدة نووية عالية السِّعَة نُقِلَت إلى خارج إيران للقيام بإصلاح بعد عطل فيها، وهي أُعيدَت مُحمَّلَة بـ 150 كيلوغراماً من المتفجّرات، وتمّ نصبها، بالإضافة الى زَرْع متفجرات في مكتب يحوي معدّات حسّاسة، في "نطنز".

ومن جهته، أشار رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني، فريدون عباسي، الى أن "تخطيط العدوّ كان جميلاً جداً". 

"شرقيّة"؟

وانطلاقاً ممّا سبق، ماذا يُمكن لإيران أن تقول في فيينا، بعد تدمير وإتلاف معظم منشآت التخصيب النووي لديها؟ وما هي الجهة "الشرقيّة" التي نُقِلَت الوحدة النووية الإيرانية عالية السِّعَة إليها، لإصلاحها، والتي أُعيدَت منها مُحمَّلَة بـ 150 كيلوغراماً من المتفجّرات؟ إذ لا أحد يتخيّل أنه يُمكن لتلك الوحدة أن تكون نُقِلَت الى جهة غربية؟ وهل ان ما حصل في "نطنز" بعد أسبوعَيْن من جلوس إيران في الحضن الصيني الاستراتيجي، هو من باب الصّدفة، أو انه يقع في إطار اختلاف الحسابات "الشرقية" - "الشرقية"؟ 

من هُم؟

أوضح مدير "المنتدى الإقليمي للدراسات والإستشارات"، العميد الركن خالد حماده، أن "لا تأكيدات واضحة حول الجهة التي يُمكن أن تكون نُقِلَت إليها المجموعة النووية الإيرانية لإصلاحها، إذ قد تكون كوريا الشمالية، أو الصين، أو غيرهما ربما".

وتوسّع في حديث لوكالة "أخبار اليوم" في توصيف ما حصل في "نطنز"، من باب أنه "إذا كانت إيران تدّعي امتلاكها التقنيات النووية، فهل يُعقَل أن لا تمتلك القدرة على إصلاح أعطال أجهزة الطرد المركزي، ومجموعاتها النووية؟ وهل يُعقَل أن من يخصّب اليورانيوم، ويشغّل الأجهزة، يجهل إصلاح الأعطال؟ وفي تلك الحالة، من هم المورّدون الذين ينقلون التقنيات النووية الى إيران، والذين يتحركون بهذه الحرية ولا يخضعون لاجراءات رقابية؟". 

العقوبات

وأشار حماده الى أن "كلام زاكاني حول التدمير الذي حصل في "نطنز"، التي تُعتَبَر العمود الفقري للمشروع النووي الإيراني، وعَدَم القدرة على حمايته، يذهب بنا في اتّجاه أن ما يتمّ الإعلان عنه من قدرات نووية وأمنية إيرانيّة، هو أقلّ ممّا هو مُعلَن في هذين المجالين. وبالتالي، فإن ما تعلنه طهران عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 أو 90 في المئة، مستقبلاً، لا يعني أن كلمتها التفاوُضية في فيينا ستكون ذات وقع مؤثر، طالما أن "نطنز" التي هي مَفْخَرَة المشروع النووي الإيراني، أُعيدَت الى الـ  Chapitre 1".

وأضاف:"طهران تضخّم ملفّها النووي، فيما العالم بات في مكان آخر، بمعنى عَدَم القناعة بالاستمرار بدعم الصّراع السنّي - الشيعي في المنطقة. وسواء أراد الرئيس الأميركي جو بايدن أم لا، فإنه كما يبدو، لن يتمكّن من التراجع عن العقوبات، إذ إن الكونغرس لن يوافق على ذلك". 

فوضى

ورأى حماده أن "إيران تعاني من أزمة على مستوى العقيدتَيْن السياسية والعسكرية. فحروبها لا تتوقّف، فيما سياساتها وأهدافها النهائية غير واضحة. فهي تقدّم نفسها الى العالم بنماذج إجتماعية سيّئة جدّاً في البلدان التي تنشط فيها، على مستوى العصابات والمخدرات والسرقات، والفلتان الأمني والعسكري، والصراعات الطائفيّة. ورغم أنها دولة دينية، إلا أنها تنسج علاقات مع أنظمة مُلحِدَة مثل الصين وكوريا الشمالية، وغيرهما، وهذا تناقض كبير على مستوى العقيدة. وبالتالي، هي دولة فوضى الى ما لا نهاية".

وتابع:"الحديث عن جواسيس يسرحون ويمرحون فيها، يجعل منها دولة بوليسية، مُختَرَقَة أمنياً بصراعات داخلية وحسابات خارجية، ودولة مترامية الأطراف وهشّة في وقت واحد، تقترب من نهاياتها، إذ إن شعبها بات جائعاً وهو يتآمر عليها، فيما يجب أن تتركّز حصانة الدول في شعوبها". 

الصواريخ

وعن الخروق التي يُمكن أن تتعرّض لها برامج الصواريخ الباليستية الإيرانيّة، أو الميليشيات الإيرانية المنتشرة في المنطقة، طالما أن المنشآت النووية غير آمنة الى هذا الحدّ، أجاب حماده:"كلّ شيء ممكن. وحتى إن تلك الصواريخ قد تكون مستوردة من الخارج على شكل قطع تُرَكَّب في إيران، ودون أن تمتلك طهران تقنيات تصنيعها أصلاً".

وختم:"الميليشيات الإيرانية مُخترَقَة بشكل كبير. فمن تدفع له إيران 100 دولار، يمكن لغيرها أن يأتيه بـ 150 دولاراً. ومن استطاع إدخال 150 كيلوغراماً من المتفجّرات الى "نطنز"، يمكنه تأسيس ميليشيا داخل أي ميليشيا إيرانية في الشرق الأوسط".